23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

تاريخ الحركة السياسية الكوردية في سوريا

تاريخ الحركة السياسية الكوردية في سوريا

بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والستين لتأسيس اول تنظيم كوردي ديمقراطي في سوريا.
لا يخفى على احد ان عمر الحركة السياسية الكوردية في غربي كوردستان (سوريا) ليس بالعمر الطويل, نظرا لقلة تعدادهم في سوريا مقارنة باقرانهم الكورد في الاجزاء الثلاثة الباقية من كوردستان وهي الجنوبية (العراق) والشرقية ( ايران) والشمالية (تركيا), بالاضافة لانشغالهم في النضال الوطني السوري ضد الاستعمار الفرنسي في فترة ما قبل الاستقلال, الى جانب دعمهم للثوراة القومية الكوردية في القسم الشمالي والجنوبي والشرقي من كوردستان, مثل ثورة قاضي محمد وثورة الشيخ سعيد بيران وآكري والبرزاني وغيرها من ثورات التحرر الكوردية, حيث لم يتعد النضال القومي الكوردي في فترة الاستعمار الفرنسي اطار الجمعيات الثقافية الكوردية والاهتمام بالحفاظ على استمرارية اللغة الكوردية وبقائها, مثل جمعية خويبون, التي أسسها مجموعة من السياسيين والمثقفين والوجهاء الكورد في تشرين الأول/ أكتوبر ١٩٢٧م, والتي كانت تنشط على مستوى كوردستان عامة.

بعد استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي في منتصف اربعينيات القرن المنصرم, ونتيجة الممارسات والضغوطات التي مارستها القوى الوطنية السورية تجاه الكرد, ومع بدء مرحلة الانقلابات العسكرية وظهور الديكتاتوريات العربية المتعاقبة, وتجاهلها للحقوق القومية للكورد, وكذلك سياسات الصهر القومي التي مارستها تلك الانظمة العروبية بحقهم, ومحاولتهم طمس الهوية الكوردية, وخيبة امل الكورد في الاحزاب الاشتراكية التي رفعت شعار مساندة ودعم حركات التحرر في العالم وعلى راسها الحزب الشيوعي السوري, الذي كان له حصة الجمل من الكوادر الكوردية المنظمة في صفوفه, وعدم الاعتراف بحقوقهم بعد مرحلة الاستعمار, كل تلك العوامل شكلت لدى الكورد ردود افعال, للتفكير بشكل جدي في النضال القومي الذي يهدف إلى ترسيخ القضية القومية الكوردية في القسم الكوردستاني الملحق بالدولة السورية نتيجة اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916م, واستعادة حقوقهم القومية المغتصبة, لذلك اتجهت انظاربعض من الرجال الكورد الغيوريين على المصلحة القومية, لتوحيد جهودهم وتأسيس اول حزب قومي كوردي في سوريا.

يعتبر نشأة وظهور الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي) في الرابع عشر من حزيران سنة 1957م, وبشعاره تحرير وتوحيد كوردستان, هو ميلاد الشكل التنظيمي للحركة الحزبية الكوردية في سوريا, حيث ظهرهذا الحزب بجهود مجموعة من الرجال الكورد, امثال اوصمان صبري ونور الدين ظاظا وعبد الحميد درويش ورشيد حمو و شوكت نعسان وحمزة نويران ويتقدمهم المثقف والسياسي الكوردي محمد علي خوجة, الذي استشهد في سجون النظام السوري عام 1965م.

باعتباره كان اول تنظيم عصري منظم ببرنامج قومي كوردي هرمي على أساس مبادئ المركزية الديمقراطية, حيث لم يكن هناك اي طرف سياسي يتضمن برنامجه حقوق الكورد القومية او حتى الثقافية, استطاع هذا الحزب في زمن قياسي أن يشكل قاعدة جماهيرية واسعة ويجمع حوله عدد كبير من الكوادر الكوردية في مختلف انحاء سوريا وخصوصا في القرى والمدن الكوردستانية.

ولكن تعرض قيادات الحزب للملاحقة الامنية, قاموا بتغير اسم الحزب الى الحزب الديمقراطي الكوردي بدلا من الكوردستاني, ولكن ذلك لم يغفر لهم وتم زج عدد منهم ومن الكوادر الحزبية في السجون في سنة 1960م, مما اضعف من تماسكهم ووحدتهم النضالية, وظهر حالة من الاختلاف الفكري بين اعضاء القيادة, مما جعل الحزب اكثر عرضة للانتكاسات والانشقاقات, حيث بدأ مسلسل الانشقاقات والولادات القيصرية الحزبية الكوردية في منتصف الستينات, عندما نشبت خلافات عديدة داخل السجن حول الموقف من الكورد في سوريا هل هو شعب أم أقلية؟ وكيفية حل القضية الكوردية في سوريا هل عن طريق السلطة أوعن طريق القوى الديمقراطية العربية؟ بالإضافة إلى الموقف من شرعية ثورة البرزاني الكوردية في كوردستان الجنوبية, حتى أدت إلى أول انشقاق في تاريخ الحركة الحزبية الكوردية, عندما انقسم اعضاء الحزب الى قسمين احدهما يساري بقيادة اوصمان صبري والآخر يميني بقيادة عبد الحميد درويش.

وفي تلك الاثناء كانت ثورة البرزاني الكوردية في اوجها وتدخل الملا مصطفى البرزاني في عام 1969م للاصلاح بين الخصوم, ودعاهم للاجتماع في جبال كوردستان حيث كان يقود ثورته, ولكنه فشل في اعادة الوحدة بينهم.

ومنذ ذلك الحين والانشقاقات هي السمة الأبرز لمسير الحركة الحزبية الكوردية, حتى وصلت عدد الاحزاب الكوردية عشية انطلاق الثورة السورية سنة 2011م الى ما يقارب من 26 حزبا كورديا, بين احزاب كبيره جماهيريا وأخرى صغيرة, بل ان تعداد اعضاء بعضها قد لا يتجاوز الخمسين عضوا.

ولم تخلو الساحة من انشقاقات بسبب الخلافات الشخصية, كذلك لا يستبعد طبعا تدخل النظام السوري لتحفيز بعض تلك الخلافات والانشقاقات, كما ان التنافس المستمر بين الاحزاب الكوردية في جنوبي كوردستان وشمالها, على كسب تاييد الكورد في غربي كوردستان ساهم في تشظي وانشقاق الأحزاب السياسية الكوردية في الجزء الكوردستاني الملحق بالدولة السورية.

بعد الانقسام في جسم الحزب الكوردي الذي كان وليد الضغوطات المحلية والاقليمية المختلفة, توالت الانشطارات في جسم الحركة الحزبية الكوردية, ولم تجد بعض القيادات الحزبية الضعيفة ما يردعها ويثنيها عن انتهاك واضح وصريح بحق الشعب الكوردي المغلوب على امره.

ومازال ينبوع الاحزاب في تدفق مستمرحيث الانشقاقات والولادات القيصرية, وربما سنحتاج يوما ما الى سجل مدني خاص لاجراء احصاء للاحزاب الكوردية في سوريا, وباعتباري لست منخرطا في العمل التنظيمي للحركة الحزبية الكوردية, فانني اجهل ولادة معظم تلك الاحزاب واهدافها, واود التنبيه بان الغاية من سطوري هذه ليست الاسائة لاحد, او الانتقاص من قيمته النضالية, ولكنها لحرصي على المصلحة القومية, ومن باب المعرفة بالشيء, وساحاول سرد اسماء بعض تلك الاحزاب ومنشأها, واتمنى ان اكون موفقا في كتابة الاسماء بشكلها الصحيح وذلك لتشابهها بشكل كبير, حيث انني ساحاول تجاهل كتابة اسماء الاشخاص بجانب الاحزاب كما يفعله اغلب المثقفين والسياسيين الكورد, حتى لا تفقد تلك الاحزاب شموليتها ويغلب عليها طابع الرجعية والملكية الخاصة, مع الاحترام والتقدير لاصحاب تلك الاسماء اللذين بذلوا ما بوسعهم في خدمة القضية الكوردية.

الحزب الديمقراطي الكوردي السوري ( الحزب الام )

الحزب اليساري الكوردي في سوريا, انشق من الحزب الام في مؤتمر 1965م في القامشلي.

الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا( اليميني) وهو منشق عن الحزب الام سنة 1965م.

الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا. وتشكل في سنة 2014م على اثر اندماج اربعة احزاب كوردية وهي:

( حزب الديمقراطي الكوردي في سوريا ( البارتي ). الذي تشكل اثناء محاولة البرزاني التوحيد بين الطرفيين المتخاصمين, وعرف وقتها باسم (الحياديين) سنة 1970م. – حزب يكيتي الكوردستاني الذي تشكل في المانيا من قبل مجموعة من الشباب الذين تم فصلهم من حزب يكيتي الكوردي في سوريا – حزب آزادي الكوردي في سوريا, الذي تأسس على اثر اندماج الحزبين الكرديين اليساري واتحاد الشعبي. – حزب آزادي الكوردي في سورية, والذي تأسس على اثر عودة اعضاء الحزب القدامى في حزب ازادي الام الى مكانهما الاول قبل الدمج).

الحزب الديمقراطي الوطني الكوردي في سوريا منشق من الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا (اليميني).

حزب المساواة الكوردي وهو منشق ايضا من الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا (اليميني).

حركة الإصلاح الكوردية في سوريا وهو منشق ايضا من الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا ( اليميني).

الحزب الديمقراطي الكوردي السوري وانشق من الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) سنة 1974م.

الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا وهو منشق من (الحياديين او ما يسمى البارتي) سنة 1989م.

البارتي الديمقراطي الكوردي في سوريا وهو ايضا منشق من (الحياديين او ما يسمى البارتي)

حزب اليسار الديمقراطي الكوردي في سورية. انشق من الحزب اليساري الكوردي في سوريا و تم اضافة كلمة الديمقراطي الى الاسم للتمييز عن اليساري.

حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي) وتاسس سنة 1992م

حزب يكيتي الكوردي في سوريا, وهو منشق من الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا ( يكيتي).

حزب اليسار الكوردي ( تيار الاصلاح ), تاسس في سنة 2012م.

تيار المستقبل الكوردي في سورية, عدد(2).

حزب السلام الكوردي في سوريا.

حركة التغيير الديمقراطي الكوردي – سوريا.

الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتأسس في المانيا.

التيار الليبرالي الكوردستاني وتأسس في المانيا.

التيار الوطني الكردي في سورية, تأسس عام 2012م في المانيا.

البارتي الطليعي الكوردستاني – سوريا.

حزب التجمع الديمقراطي الوطني الكوردي في سورية.

حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا.

حزب الاتحاد الديمقراطي وقد تأسس الحزب كفرع لحزب العمال الكوردستاني في تركيا.

حزب الوفاق الديمقراطي الكوردستاني, وهو منشق ايضا من حزب الاتحاد الديمقراطي.

حزب يكيتي الكوردي الحر وهو منشق من حزب يكيتي الكوردي.

حزب يكيتي الكوردستاني.

الحزب الديمقراطي الكوردي اليساري في سوريا وهو منشق من الحزب الديمقراطي الكوردي.

حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا وهو منشق من الحزب الديمقراطي الكوردي اليساري في سوريا.

المبادرة الوطنية للأكراد السوريين.

ومن خلال مراجعتنا لتلك الاحزاب نلاحظ ان معظم الاحزاب التي انشقت احتفظت بنفس الاسم القديم للحزب تقريبا, مع تغيير بسيط كاضافة كلمة الديمقراطي احيانا او التبديل بين الكوردي والكوردستاني, لذلك باتت تعرف ( للاسف ) باسم سكرتيرها او رئيسها وكانها ملكية عائلية او شخصية.

بالاضافة الى جانب كل تلك الاحزاب سابقة الذكر, فانه هناك العديد من الاحزاب الأخرى التي اجهلها والعديد من المنظمات المدنية التي نشأة بعد اندلاع الثورة السورية, والتي لا اتمنى ان تكون مشاريع لاحزاب جديدة تزيد من صعوبة توحيد الحركة السياسية الكوردية في غربي كوردستان كما يحلو لي تسميتها.

ينبغي علينا نحن الكورد ان نعي اننا بحاجة الى اعادة هيكلة الشخصية الحزبية الكوردية من خلال اطار سياسي كوردي متكامل, يجمع بين طياته مختلف الطبقات والفئات والكوادر الكوردية, ويستوعب كل التيارات الفكرية والثقافية ومنطلقا من قاعدة التصالح بين النخب السياسية والثقافية, ومبدأ تقبل الآخر, وعدم الاقصاء لاحد, ويكون استمرارا للنضال السابق, متوافقا مع السمة السياسية العصرية, مواكبا للاحداث والتطورات, وموازيا لمبادئ السياسة الدولية الجديدة ومتغيراتها