19 ديسمبر، 2024 6:06 ص

تاريخ الاسلام والشيعة والخمينية خليط غير متجانس

تاريخ الاسلام والشيعة والخمينية خليط غير متجانس

الجزء الاول
في مقالنا السابق لهذا ذكرنا ما تعرض ويتعرض له الاسلام والمسلمين من عدوانية مقيته مغالٍ فيها من جهات عدة دينية وسياسية ووثنية وقومية وذكرنا وكما يعرف الجميع من يهمهم أمر الاسلام مع أو ضد يعرفون تاريخ هذا الصراع وحاضره ومستقيله .
حقائق ومرتكزات هذا الصراع جائت على خلفيات التناقض الهائل الذي حدث بين الاسلام كدين ورسالة سماوية وهؤلاء المعارضين له والمتناقضين معه , لأن الاسلام ثورة فكرية واخلاقية إيمانية سياسية  إنسانية حدثت في مجتمعات مختلفة متخلفة متناقضة في العبادات والعادات والفكر والسلوك العام والخاص . الى ذلك وهذا أمر رئيسي إن القائمين بهذه الثورة والحاملين لوائها كانوا أقلية ضعيفة ينضوّن تحت جناح   وسيطرة من تم تقويضهم وتغيير مفاهيمهم وحالهم وسلوكهم الشخصي والعام الاقتصادي والذاتي المعمول به , رغم عدالة الاسلام كرسالة سماوية يقتنع بها من يعتنقها ويعيشها ويفهمها ارتكزت على مبدأ العدالة كأمر مطلق في التعامل فيما بينهم وبين الآخرين ( يا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ..) هناك مغالين من هؤلاء الاعداء تأخذهم العزة بالأثم ومنهم من تضرر ويتضرر اقتصادياً وسلوكياً ونفسياً . في محيط الجزيرة العربية وما جاورها كان العرب امة مغلوبة عشائر متفرقة قياسها على ما موجود من قوى فاعلة في آخر القائمة السائدة في ذلك الزمن قبل الرسالة . لكن لهم ميزتهم واخلاقهم الحميدة مقاتلين من طراز خاص . واشتهروا بقوة أجسادهم مع عظمة النفس وقوة الروح، وإذا اجتمعت البطولة النفسية إلى البطولة الجسمانية صنعتا العجائب، وهذا ما حدث بعد دخولهم في الإسلام. كما كانوا ينازلون أقرانهم وخصومهم، حتى إذا تمكنوا منهم عفوا عنهم وتركوهم، يأبون أن يجهزوا على الجرحى، وكانوا يرعون حقوق الجيرة، ولا سيما رعاية النساء والمحافظة على العرض . وكانوا إذا استجار أحد الناس بهم أجاروه، وربما ضحوا بالنفس والولد والمال في سبيل ذلك. وأما على المستوى السياسي، فإن سكان شبه الجزيرة العربية أنذاك لم يخضعوا لأي سلطة أو نظام غير سلطة القبيلة، وبسبب أن معظم سكان هذه المنطقة، كانوا من البدو الرحل الذين يمسون في مكان ويصبحون في مكان أخر، هذا من جهة، وبسبب رفضهم لجميع أنواع التسلط الذي يحدّ من حرية الأفراد والأسرة والقبيلة من جهة ثانية، وبسبب بعض العوامل الاقتصادية نظرا لكون طبيعة المنطقة صحراوية لا تصلح للزراعة والعمل ولا تساعد على الاستقرار لتنظيم الحياة والانتاج من جهة ثالثة. لأجل كل ذلك أن هذه المنطقة بقيت بعيدة عن سيطرة الدول الكبرى ونفوذها آنذاك، ولم تخضع لحكم ونظام أي من الرومان والفرس والاحباش، ولم تتاثر بمفاهيمهم وأديانهم , ومن هنا فقد نشأة من هذا الوضع ظاهرة الدويلات القبلية فكان لكل قبيلة حاكم ولكل صاحب قوة سلطان ولم يكن يجمعهم نظام واحد أو سلطة سياسية واحدة وإنما كانوا يعيشون فراغاً سياسياً قي هذا الجانب

ثلاثة اطراف رئيسية كانت سائدة في ذلك الزمن لها قوتها ومكانتها الاقتصادية والفكرية والسياسية والعسكرية ولها تأثيرها القوي في محيطها العام الذي تتعايش فيه فارضة وجودها كقوى اساسية معتبرة مثل

الفارسية , دولة لها قوانينها وقواعدها ودينها ” عبادة النار ” و الرومانية ايظاً لها ما للدولة الفارسية من موجبات الدولة القوية يعبدون الاوثان ” غيّروا دياناتهم الى المسيحية ” و اليهودية كدين موجود لمجتمع ” أمومي ” لهُ نفوذه في مجاله ومحيطه المعاش , قوي من الناحية الاجتماعية والاقتصادية هذا المحيط وهذه الركائز الفاعلة فيه لا تخلو من حالات تناقض فكري وصراع عسكري وسياسي واقتصادي , لكن في الغالب تناقضها ثانوي مقتنعين ومعترفين بالموجود , حالات التعامل والتعايش قائمة فيما بينهم . القبائل العربية كانت منقسمة بين الدولة الرومانية والفارسية واحياناً متحالفة  معهم .

واليهودية كدين لمجتمع نافذ في المنطقة اقتصادياً له علاقات مع كل الاطراف المحيطة بهم منغلقين على نفسهم عاملين بمبدأ ” شعب الله المختار “

في هذا الخليط الغير متجانس جاء الاسلام كمد عارم غير متوقع قلب كل الموازين المتعارف عليها التي كانت سائدة أنذاك وغيير قوانين الحياة للقوى الفاعلة فيه قالباً رأسها على عقب دخل في تناقض رئيسي وثانوي مع بعضهم . قامت هذه الجهات المذكورة بمحاربة هذه الرسالة السماوية الغريبة عليهم والغير معتادة ولا متوقعة بأنها ستكون بهذا الشكل الرهيب الجديد المتطور الى مديات شاسعة في البعد عن الواقع المعاش والمتعارف عليه حالة فكرية واخلاقية  وأقتصادية وسياسية غريبة في كل معانيها .

لهذا كله واجه الاسلام منذ بداياته حالات عداء كبيرة ومريرة قاسية من كل الاطراف التي انبثق في زمانها , لأنه ثورة حقيقية على واقع فاسد .

حقاً ان الاسلام حالة عجيبة في أنبثاقها وتكوينها واهدافها وانسانيتها . بقي هذا العداء وسيستمر كما وعد الله جل شأنه ” لتبلونَّ في اموالكم وانفسكم ولتسمعنَّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا أذى كثيراً , وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عَزم الأمور”سورة آل عمران186 ” كل مصادر العدوان وأساليبها كانت كبيرة وخطيرة , لكن اخطرها وأقساها ما صدر ويصدر من داخل الاسلام وبلباسه واسمه .

الحركات الشعوبية الهدامة التي كانت اهدافها وغاياتها تهديم وتخريب الدين الاسلامي واثارة الفتنة فيه وغالباً ما تكون مدعومة من كل الاطراف الحاقدة على الاسلام وتحاول ترويجها والعمل على نشرها ودعمها بكل الوسائل وأحتضانها والترويج لها وحمايتها بأسباب واعذار شتى فترى قيادات هذه الحركات غالباً ما يتواجدون في دول معادية للأسلام والمسلمين مثل الولايات المتحدة واميركا وبريطانيا وفرنسا معظم هذه الحركات انبثقت من بلاد فارس ومن قام بها فرس مجوس وان لم يكونوا فرس كانوا يُدعَمون من قبلهم  . ظهرت فرق مختلفة في الاسلام مثل القدرية والمرجئية والشيعة والسنة والجماعة وغيرها الكثير , أختلفت في مسائل دينية , يقول النبي محمد عليه افظل الصلاة والسلام ” اختلاف امتي رحمة ” يقصد الاختلاف الذي يفضي لمصلحة المسلم ولا يقصد الاختلاف الذي يؤدي الى الحروب والقتل والتناقض المؤذي , الحركات الشعوبية المختلفة تدعي انتسابها لفرقة الشيعة أو الانبثاق منها أو الارتكاز عليها ومن هذه الحركات البابية التي انشقت منها ثمانية وتسعون حركة شعوبية كلها تسيء للأسلام والقرامطة الذين دخلوا بيت الله الحرام وقتلوا ثلاثين ألف حاج وسرقوا ” الحجر الاسعد ” وأحتفضو به لمدة الكثر من عامين بغية تغيير القبلة وكانت هناك محاولات لسرقة رفات النبي محمد صلى الله عليه وسلّم . والحركة الصفوية التي حوّلت السنة في ايران الى شيعة بالقوة وتدعي إتباعها لأهل البيت لكن الشاه اسماعيل الصفوي بقى هو الحاكم ولم يسمح لشخص من آل الرسول بالحكم , وأخير هذه الحركات الشعوبية وليس آخرها

الخمينية : تدعوا لتصدير الثورة وتتخذ من المذهب الاثني عشري منهجاً لها وتتدخل في شؤون الدول الاسلامية , دستورهم الايراني يقول ذلك ” ايران دولة اسلامية تتخذ من المذهب الشيعي الأثني عشري منهجاً لها وتناصر المستضعفين في العالم ولا تسمح لأيٍ كان التدخل بشؤونها ” وتحاول السيطرة والهيمنة والاستيلاء على ما تتمكن منه بأسم الدين والمذهب , وفي حقيقتها لا تعدو كونها ” حركة شعوبية طائفية ” داخل الاسلام وامثال هذه محرمة فيه ” قال تعالى وَاعْتَصِمُوابِحَبْلِ.اللَّهِ.جَمِيعاًوَلاتَفَرَّقُوا{آلعمران/103
وقال: }وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ.فَرِحُونَ{(الروم32ـ31
أي: ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع الذين بدَّلوا دينهم، وغيَّروه، فأخذوا بعضه، وتركوا بعضه؛ تبعًا لأهوائهم، فصاروا فرقًا وأحزابًا، يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم.وآرائهم.
وقال: }وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ (آل عمران/ 105 وأيضاً قال جل وعلى ” فأتقوا الله وأصلحُوا ذات بينكم “الانفال1 . وقال سبحانه ” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلُوا فأصلحُوا بَينَهُما ” الحجرات 9

أحدث المقالات

أحدث المقالات