مرة اخرى فشلت الدراما العراقية في تقديم عملا يميزها خلال شهر رمضان يتناسب مع ما تحمله من قصص واقعية عاشها المجتمع خلال الفترة الماضية تمكنها من محادثة العالم بأسره
الدراما دفنت نفسها بالتراب بعد ان كانت مريضة طول فترة الانكماش التي عانتها خلال حقبة النظام المباد ولكننا انصدمنا بواقعها الذي اصبح بدون ذوق ولون وطعم ورائحة باستثناء أعمالها الكوميدية المطروحة بالتابوت
ان تكرار الخطاب المضحك بصور مختلفة وافكار مختلفة
وشخصيات مختلفة ومواقع مختلفة والذي يقدمها كتاب المسلسلات في كل رمضان يجعلها سلعة رخيصة الثمن وغير مؤثرة
وان تسليط الضوء من قبل اغلب الفضائيات على جعل الشخصية الجنوبية محط للسخرية والاستخفاف وتسوّقه للعالم تطرح الكثير من التساءلات والاستفهامات التي لابد الوقوف عليها
وتعمد اعطاء هذه الأدوار لشخصية الجنوبية على انها شخصية غير مثقفة وضعيفة و مضحكة تجعلنا امام مؤامرة كبيرة ذات ابعاد سياسية مبطنة هدفها طمس الهواية العراقية
والاجدر من صناع الدراما تقديم أعمالا مميزة اثناء فترة الانتصار على الاٍرهاب منها ( واقعة جسر الأئمة وتفجير الإمامين (ع) ، ومجزرة النهروان ، و مجزر سبايكر ، ومجزر صقلاوية ، وسبايا الايزيديات ، و سقوط الموصل ، وجرائم داعش في المناطق الغربية ، وتضحيات ابطال الجيش والحشد الشعبي ) كلها قصص كبيرة الحجم في الذاكرة العراقية
نحتاج الى اعمال تليق بالشخصية الجنوبية التي اثبتت على مدى عقود عنوان للشجاعة والبسالة والشهادة والكرم رغم جميع التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدها ونريد اعمال تجسد معاناة الشخصية الغربية في مواجهة الاٍرهاب والقمع الذي اصابها في تلك الحقبة
ان تصحيح مسار الدراما يحتاج الى خطوات مهمة تشمل قيام المؤسسة الإعلامية بدراسة فكر الكاتب قبل الإعداد ودعم دخول شركات الانتاج العربية المحترفة للتطوير الأداء بإسناد الدولة.