منذ إن تم اكتشاف النفط, والعراق يتعرض لمحنة لا تنتهي, من فتن داخلية, إلى حروب مفروضة, تبعها حصار دمر البلد, وأخرها دخول القوات الغازية, فتحولت النعمة إلى نقمة, لم تجلب الأمان والسكينة, لأرض تحولت لساحة حرب إقليمية, وها هو شبح التقسيم, يدفع بالبلد نحو المجهول, بخبث غربي لإدامة حالة الضعف لكيان الدولة, فما هي الأسباب الخفية؟
الاحتياطي العراقي المكتشف لحد ألان, فقط 35% من إجمالي الاحتياطي, فالعراق يملك احتياطي إجمالي يصل إلى 380مليار برميل, حسب ما أوردته وكالة الطاقة العالمية في النفط (IEA), لذلك سيكون العراق في عام 2035, هو المسيطر الأكبر على السوق العالمية للنفط, بسبب قدرته على سد 50% من حاجة السوق العالمية, وربما أكثر ممن هذه النسبة, لان العراق لم يستنزف ثروته إلا بمقدار 8% من احتياطه الغزير.
بينما بلغت معظم الدول المصدرة الذروة في الإنتاج, مما يعني استنزاف ثروتها النفطية, ثم الخروج من دائرة الدولة المصدرة.
إسرائيل لا يهدا لها بال, إلا بتدمير العراق, باعتباره عدو مستقبلي, فالإشارات التاريخية, تشير إلى تدمير دويلة إسرائيل, بجيوش تنطلق من العراق, لذلك فمنذ إنشاء كيانهم السرطاني, وهم يحيكون المؤامرات للعراق, بكل مكر, فدفعوا بصدام لكرسي الحكم في بغداد, كي يحرق الأرض ويميت النسل, ففعل كل ما تمنوه, وألان هم الداعم الأهم لداعش.
الغرب يفكر بجعل العراق كيان ضعيف, يسهل السيطرة عليه, كي يسيطروا على المستقبل, لذلك نجدهم يؤسسوا من ألان ل 50 سنة قادمة, عبر إنشاء تحالف دولي, لحرب داعش,وأعلن أنها حرب طويلة, أي هم متواجدين إلى إن تتم السيطرة على العراق, منبع نفط المستقبل الأهم عالمياً.
مشروع بإيدن لتقسيم العراق, هو التفصيل الأدق لكيفية السيطرة على المستقبل, فالإلحاح الأمريكي, والدعم اللامحدود للفكرة, دليل الأهمية الكبرى لتقسيم العراق, لخلق كيانات ضعيفة متخلفة, متحاربة مع بعض, منتجة للنفط, وتصدر بأبخس الإثمان, واقعة تماما تحت النفوذ الأمريكي.
الصراع الغربي مع إيران, دافعه الأكبر, هو لتامين ارض العراق, بان تكون تحت نفوذهم تماما, بخلاف اليوم, فالواقع يتحدث عن أمر مختلف, لذلك الحصار الاقتصادي لإيران , هدفه الأبعد لتحييد إيران عن العراق, وإمكانية تحقيق حلم الغد, لجعل أبار النفط العراقية ملكاً لهم, لذا وجود إيران قوية, يهدد المصالح المستقبلية للغرب, في المنطقة عموما والعراق خصوصاً.
ثروتنا النفطية سبب كل محنتنا,ولولا النفط لما فكر الغرب ببلدنا, النفط جعلنا نعيش ليالي كالحة السواد, وغداً ستكون الحرب أشرس.