1. أين نحن من الدين والإلحاد والإيمان اللاديني في ضوء مصادر المعرفة؟
إذا واجهنا الخيارات الثلاثة؛ الدينية (الدين)، واللادينية الملحدة (الإلحاد) أو (اللاإيمان)، واللادينية المؤمنة (الإيمان)، وطرحناها على مصادر المعرفة الثلاثة؛ الوحي، التجربة، العقل، لا بد أن ننتهي إلى نتائج ما.
الإيمان بالله، وكل ما يرتبط به من الثقة به سبحانه، والرضا برضاه، والتوكل عليه غير اللاغي لإرادة الإنسان، والحب له، واستشعار المسؤولية بين يديه، وإظهار الندم له عند الخطأ تجاه الناس، والتوبة إليه، واستغفاره، وشكره على نعمه، وتسخيرها لخير النفس وخير الآخرين، والتخلق بالخلق الإنسانية، من الصدق، وحفظ الأمانة، وحب الخير للناس، والوفاء بالعهد، ومعاملة الآخرين بما يحب المرء أن يعامَل به، والعدل، والرحمة، والعطاء، ومد يد العون لمن يحتاجه مع القدرة، والعفو والتسامح، والإصلاح بين الناس، ونشر السلام، وإلى غير ذلك، مرتبطا بالإيمان بالله سبحانه، هذا مع التطبيق لمفرداتها ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا، مما فيه خير ومنفعة المجتمع الإنساني، وفيه رضا لله سبحانه وتعالى، ولذا إذا تحقق كل ذلك حتى عند من لم يقتنع بأي من الأديان، ربما يكون في كثير من الأحيان، وليس في كلها، أفضل من الانفصال عن الله بسبب الانفصال عن الدين، أي دين كان، إما بسبب عيب في ذلك الدين، مما يكون سببا للإيمان بأنه ليس دين الله، إلا إذا وفق المرء للتألق بإنسانيته، رغم عدم إيمانه، أو بسبب فهم خاطئ وتطبيق سيئ له، ومن هنا يؤسس هذا المذهب للطريق الرابع، لمن يريد أن يرتبط بالله دون الارتباط بدين من الأديان، ولا حتى على مستوى أطروحة المذهب الظني، وفي نفس الوقت لا يريد الابتعاد عن الله بسبب الابتعاد عن الدين، وهذا تطبيق لمقولات ثابتة عن نبي الإسلام وأئمة الشيعة، وعن أنبياء ورسل آخرين، ك «لا تنظرو إلى صلاتهم وصيامهم، لعلهم اعتادوها، فإذا تركوها استوحشوا، بل اختبروهم في صدق الحديث وأداء الأمانة» – جعفر بن محمد، و«أقربكم إليَّ يوم القيامة أصدقكم حديثا وآداكم للأمانة وأحسنكم خلقا» – محمد بن عبد الله، و«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» – محمد بن عبد الله، و«الصدق رأس الدين» – علي بن أبي طالب، و«ينادي منادٍ يوم القيامة: من له حق على الله فليقُم، فيقوم العافون عن الناس، فيُقال لهم ادخلو الجنة بغير حساب» – محمد بن عبد الله، و«عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة، قيام ليلها وصيام نهارها، وجور ساعة شر من معاصي ستين سنة» – محمد بن عبد الله، و«إنما الدين المعاملة» – علي بن أبي طالب أو جعفر بن محمد.