18 ديسمبر، 2024 11:19 م

تأزيم الأزمة في البصرة من زاويةٍ اخرى .!

تأزيم الأزمة في البصرة من زاويةٍ اخرى .!

العراق وصعوداً من جنوبه الى شماله , وبكلّ سكّانه وبضمنهم الذين لا يتحدثون العربية , فالجميع على دراية مسبقة أنّ السبب الجوهري في أزمة البصرة ومعظم الجنوب وحتى وسط العراق قد إبتدأ منذ أنْ قطعت ايران خطوط مدّ العراق بالكهرباء , وما اعقب ذلك ” بالسرعة المتزامنة و الملفتة للنظر ! ” عبرحرف اتجاهات وقطع مياه الأنهار التي تصبّ في الأراضي العراقية , وثمّ ما تلا ذلك ” على ذات النسق ” عبر سكب مياه البزل الأيرانية في شطّ العرب لتغمره وتكتسحه الملوحة والاملاح الأيرانية , ولتستشهد فيها الأسماك والحيوانات وتستبق حالات التسمم للعديد من المواطنين البصريين.

وإذْ نَعرض ونُقدّم مئةَ عذرٍ وعذرٍ على هذه الإطالة القصيرة في اعلاه , والتي لم يَكُ من ضرورةٍ للتذكير بها طالما هي قائمة ومستمرّة وتتفاعل , فلعلّ الإشارة اليها هنا لأنها ترتبط عضوياً بعلاقة غير شرعية ” مُحلّلة ” مع الآلتين الحادّتين الأقليمية والدولية < وبلسانٍ عربيٍّ فصيح > واشنطن وطهران فوق الحلبة العراقية ” غير المبلّطة ” والملآى بالمطبات الأسفلتية والسافلة والسياسية .!

كان من الممكن , ومن فنّ الممكن التعامل مع ازمة الماء في البصرة بصورةٍ تكتيكيةٍ او ” قصيرة المدى ” لتوفير المياه للبصريين والحؤول دون حدوثِ ما حدث من احداث في التظاهرات , لكنّ ضيق الأفق والفكر المتحجّر لكلا الحكومة المحلية والحكومة المركزية كان كعود الثقاب الذي اشعل نيران الأزمة وجعلها تمتد وتتمدد الى اتجاهاتٍ مختلفة .. ومن الغرابة أنّ الأدارة الأمريكية وخصوصاً السفير الأمريكي في بغداد ” دوغلاس سوليمان ” لمْ يحسنا التصرف في استغلال و استثمار الأزمة من خلال التنافس والخلاف الأمريكي – الأيراني ! , فخزانات المياه الكبرى في البصرة والأقضية التابعة لها كانت صالحة للأستعمال وتتطلّب فقط تزويدها بالمياه الصافية او العذبة , وكان من السهولة على الأمريكان ” وحتى على السلطات العراقية ” التنسيق الكامل مع السعودية والكويت وحتى بعض دول الخليج الأخرى لإرسال ارتال متتالية من ناقلات الماء البريّة الى البصرة لملء وادامة ملء خزانات المياه , كما توجد في العديد من دول العالم سفن خاصة لنقل المياه وسواها , وكان من الممكن ايضاً استثمار ذلك بجانب وبموازاة ما سبقه ” افتراضاً ” من نقل الماء برّاً الى جنوب العراق , ولم تفكّر ولم يترآى للحكومة العراقية أن تطلب من دول الجوار العربية وتركيا او من عموم الأقطار العربية لأرسال شاحنات وناقلات خالية الى الكويت والسعودية لنقل المياه الى البصرة كحلولٍ اوليّة , والى ذلك ايضاً , فكانت الخارجية العراقية او الحكومة المركزية ابعد من أن تطلب من منظمات الأغاثة الدولية ومنظمة الصليب الأحمر لتزويد العراق بخزانات المياه المتنقلة وتدبّر ملأها بالمياه .. وهل كان صعباً من نواحٍ تقنية وتكنولوجية على الأمريكان من ارسال سفنهم الملآى بمياه الشرب الى الجنوب العراقي .! , فكيف كان توفير المياه للقوات الأمريكية وقوات التحالف في حرب 1991 التي ناهزت نصف مليون جندي .!

والى ذلك كذلك , فالشاحنات الملآى بكمياتٍ كبيرة من قناني الماء التي تبرّعت بها بعض المحافظات الى مواطني البصرة , فبقدر ما كانت حالةً وطنيةً خالصة من المشاعر والعواطف والشعور بالمسؤولية , لكنّ تلك القناني لا تسدّ الحاجة للشرب سوى ليومبن او ثلاث ! وهي لا تكفي اطلاقاً للإستحمام وغسل الصحون وغير ذلك بكثيرٍ وكثير .! , ويبدو – ممّا يبدو – أنّ تلك الحركة المندفعة حماساً ووطنيةً وكأنها قد توقفت ! ولمْ نعد نسمع بديمومتها وانطلاقها في ” الإعلام ” ولا حتى في وسائل التواصل الأجتماعي , ولعلّ الأنكى أنّ منظمات المجتمع المدني التي تتزّعم وتتصدّر التظاهرات في ساحة التحرير وكأنها قد ادخلت المعاناة البصرية الى او في عالم التناسي والنسيان , وخصوصاً بعد انتشار الميليشيات وقوات الحشد الشعبي في اروقة وزوايا البصرة .!

وَ عَودٌ على بدء , وفي المعالجة الأستباقية واللاحقة لأزمة الماء البصرية القاتلة , فكان يتحتّم على بعض الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة , وبتنسيقٍ تام او مفروض مع حكوماتٍ محلية لمحافظات ما بعيدة جغرافياً عن شط العرب ومياه الأهوار , أن بادرت