دأبت القوى السياسية التي تسمي نفسها المعارضة في اقليم كوردستان على تضليل الرأي العام وذر الرماد في عيون الفرد الكوردستاني من خلال بعض المواقف غير الناضجة بل الهزيلة لارباك الوضع العام في اقليم كوردستان وافتعال ازمات جديدة تضيف ضغوطا نفسية على المواطن الكوردي الذي يتطلع الى مرحلة جديدة في ظل التطورات الأخيرة في المشهدين العراقي والاقليمي وبالاخص بعد اجراء الانتخابات البرلمانية في العراق وما رافقتها من شبهات التزوير في جميع مناطق العراق بنسب مختلفة على الرغم من ان الانتخابات قد اجريت وللمرة الاولى باجهزة الكترونية قيل انه يصعب التلاعب بنتائجها نظرا لدقتها فضلا عن الموقف الدولي من قضايا منطقة الشرق الاوسط التي تعد ساخنة قياسا بالمناطق المتأزمة الاخرى في العالم.
قبل عامين او اكثر كنا نسمع ومن خلال وسائل الاعلام للقوى المسماة بالمعارضة في اقليم كوردستان مطالبات باجراء انتخابات مبكرة بذريعة ان الحكومة لاتمثل جميع القوى السياسية وفقدان التوازن في توزيع المناصب وبالاخص التشكيك بعدم شفافية ملف صدور وبيع النفط من حقول اقليم كوردستان واتخذت من الحصار الشامل الذي فرضته بغداد على الاقليم بالتواطؤ مع طهران اثر الاستفتاء العام الذي اجري لتقرير مصير شعب كوردستان واتخذت منه حجة لشن حرب نفسية على المواطنين الكورد وبالاخص على مستلمي الرواتب من الحكومة كالموظفين وقوات البيشمركة وقوات الامن والمتقاعدين وعوائل الشهداء والمؤنفلين والعوائل الفقيرة التي تتسلم اعانات شهرية متواضعة من الحكومة تحت عنوان الرعاية الاجتماعية وغيرها.
اليوم وبعد ان تمكنت حكومة الاقليم من تجاوز تلك الازمة الصعبة واعادة المياه الى مجاريها بالرغم من المؤامرة الخيانية المحلية والاقليمية الكبيرة على الاقليم ككيان و المناطق المشمولة بالمادة 140 وبالاخص محافظة كركوك والفوز الساحق للحزب الديمقراطي الكوردستاني على مستوى الاقليم والعراق وتحديد شهر ايلول المقبل لاجراء الانتخابات البرلمانية في اقليم كوردستان هناك من يطالب بتأجيل تلك الانتخابات بعد ان كان يطالب باجرائها مبكرا في السابق واليوم يدعوا الى تاجيلها لأسباب عديدة منها الهاجس من الفوز الكبير الذي حققه الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات البرلمانية العراقية وعدم ثقة تلك القوى بنفسها وجمهورها بعد النتائج المخيبة للامال التي حققتها في الانتخابات الاخيرة.
الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي احتفظ بل زاد من جمهوره برغم كل المؤامرات الداخلية والاقليمية ضده هاهو يعلن عن استعداده لخوض الانتخابات في موعدها المقرر وذلك على لسان دلشاد شهاب عضو مجلسه القيادي في تصريح خص به فضائية K24 عندما اكد وبالحرف الواحد ان حزبه مستعد لخوض انتخابات برلمان ورئاسة الاقليم ومجالس المحافظات في اقليم كوردستان في مواعيدها المحددة مشددا على انه ليست هناك اية مبررات لتأجيل الانتخابات في الاقليم وان تأجيلها يؤثر سلبا على التجربة الديمقراطية في الاقليم.
لذلك ينبغي للاطراف المطالبة بتأجيل الانتخابات في الاقليم اعادة النظر ببرامجها وخططها ودراسة اسباب اخفاقها في الانتخابات الاخيرة وان تجري مصالحة حقيقية مع ذاتها وجمهورها الذي فقد الثقة والامل بها بدلا من ان يُدخلوا الاقليم في ازمة جديدة لايجني منها المواطن الكوردي الا معاناة اضافية لما يعانيه اليوم نتيجة تخبطات تلك القوى التي تنظر لمصالحها الحزبية بدلا من السعي لتحقيق مطالب الجماهير في توفير الخدمات والحياة الحرة الكريمة.