18 ديسمبر، 2024 11:01 م

بُعْبُع “هَايْدَة العامِرِيّ”.. مَا زَالَ يُقْلِقُ البَعْضَ!

بُعْبُع “هَايْدَة العامِرِيّ”.. مَا زَالَ يُقْلِقُ البَعْضَ!

مازالَ إسمُ “هَايْدة العامِريّ” يُقْلِقُ كَثيرين؟ بِحَيْثُ بَاتُوا يُشَكّكون في وجودِهَا، بَل إنَّ البَعْضَ مازَالَ يَظنّ (بَلْ يَعْتَقِدُ جَازِمَاً) أنّها “إسْمُ مُسْتَعَار” أوْ إسْمٌ وَهْمِيّ يَسْتَتِرُ وَيَتَخَفّى خَلْفَهُ أحَدُ رِجالُ الَدولة، أو الأمْنِ أو الإعْلامِ، أوْ المُخَابَرات، أوْ مِنْ حَواشيّ السُلْطَةِ، مِمّن لَدَيهِم خِزانَاتٌ مِنَ الأسْرَارِ والوَثِائِقِ الفاضِحَة، وهَذا مَا صَرّحَ لي بِهِ أحَدُ الأصْدِقَاءِ مِنْ خِلال مَسمُوعاتِهِ في أوْساطِ وَمَجالِسِ أهْلِ السِيَاسَةِ والإعْلامِ، وبَعْضُهُمْ صَارَ يَلْجَأ لي مسْتَفسِراً ومستوضحاً، بَعْدَما كَتَبْتُ مَقَالاً عَن “هَايْدَة العَامِرِيّ” جارَتي وإبنَة مَحَلّتي “العطِيفِيّة” مَحَلة التَآخي والمحَبّة والْصَفَاء والأخُوّة والنَقَاء، مُنْذُ مايَزيدُ عَنْ (خَمْسِينَ عَامَاً) المَحَلّة التي تربَيْنَا فيها، وكانَت كُلّ عائِلَة وَدَارٍ هيَ (مَدْرَسَةٌ) للجَميع، كُلّ أُمٍ وَكُلّ أبٍ لا يُرَبّانِ أولادَهُما فقط بَلْ يُرَبِيّانِ معهُم أولادَ وبنات الطرَفِ والجيرَانِ، كَانَ والِدِها المَرْحوُم الحَاجْ سَلْمَان والِدِاً ومُرَبِياً لأبنائِه أصْدقاءَ العُمْر: (داوودَ) و(خَيْري) أطالَ الله في عُمرَيهما، مثلما كان مُربياً وراعياً لنا، أبناء تلك المِنْطَقَة،  ليس هو فقط بل كل آباء وأمهات دور العطيفية التي احتوت بين ساكنيها كل الطبقات والاطياف، فيهم الوزير والتاجر والمسؤول الحكومي والضابط والقاضي والسفير والمحامي وغيرهم، عاش فيها الثري والفقير جنبا الى جنب، فبجانب “عيسى ابو الطحين” يرحمه الله (ومن يريد ان يعرفه فليسأل أي كرخي عن عيسى ابو الطحين) كان يسكن على بعد امتار من داره شخص فقير الحال مع والدته، اسمه ابراهيم يطلق عليه اهل العطيفية “ابراهيم كوخ” لسكنه في صريفة صغيرة في قطعة ارض غير مبنية، ولم يكن أحد يتضايق منه بلا كانوا يعاملونه كباقي أبناء المنطقة، ولم تعرف المنطقة شئ اسمه طائفية، بل ان الجامع الوحيد بالمنطقة (جامع المدلل) كان فيه الشيعي يُصلي بجانب السنّيّ في محبة ووئام… تربّينا في محلتنا على يد رجال عظام منهم المُربّي الدكتور احمد الجواري، والمربي الفاضل مصطفى الشيخ، والمدعي العام عبدالأمير العكيلي، والقاضي محيي السعدي، والمحامي والضابط والتاجر ووو.. وعوائل السوامرة، وبيوتات عراقية اصيلة، في مثل هذه الاجواء الاجتماعية النقية الطاهرة نشأنا وتربّينا وفيها ، وفي هذه الأجواء النقية نشأت وتربّت “هايدة العامري” في بيت نعمة وخير، والدهم المرحوم كان يصطحبهم كل صيف في سفرة خارج العراق يقضونها في بيروت او اوربا .. وهذا الكلام في الستينات.. وسيارتهم كانت من آخر طراز امريكي!!!.. في اجواء التآلف الاجتماعي ومحبة الغير والتربية الصالحة نشأت هايدة وتربت، وكان جيرانها من خيرة الناس وعلى رأسهم علامة القانون الراحل الاستاذ عبدالامير العكيلي الذي كان يعاملها بمثابة ابنة له، بل أهداها جزءاً كبيراً من محتويات مكتبته بعدما رأى فيها النبوغ والتوجه الثقافي والاعلامي والرغبة في تطوير الذات.. تلك هي “هايدة العامري” شاغلة الدنيا والناس والاعلام ومجالس السياسيين، وهي التي اطلقُتُ عليها تسمية (بنت الاصول) بحقّ وحقيقة، وبحكم انتقالي من العطيفية لمنطقة أخرى في التسعينات، ثم مغادرتي العراق عقب الغزو، انقطعت معلوماتي عن هايدة حتى عادت من جديد قبل عام أو عامين من الآن، بعدما قرأتُ لها مقالات في موقع كتابات،  تتسم بالجرأة والشجاعة في قول الحق وفضح الباطل، مُستعينة بمعلومات وَثائقية من مَصادرها الخاصة، وهي باحثة اعلامية نشطة، ولا تتكلم من فراغ بل إنها واثقة مما تكتب.. ولست مُدافعا عن تفاصيل ما تكتبه هايدة ولا أعرف نوعية الوثائق التي تمتلكها، ورُبّما لي رأي فيما تكتب، ولم ألتق بها منذ عشرين عاماً، ولكن ما أعجبني فيها من خلال كتاباتها، صراحتها وجرأتها وقولها أنها تتحمل جميع التبعات القانونية عن المعلومات التي تكشفها عن قضايا الفساد الاداري والمالي والسياسي، واستعدادها للمثول أمام أي محكمة، أو قضاء، وهذا يعطيها مصداقية أكبر، واحتراماً لتقديرها لمسؤوليتها القانونية..
اقول للذين يظنون ان اسم “هايدة العامري” هو اسم وهمي او اسم مستعار.. ارجوكم اصحوا من نومكم وغادروا أوهامكم، فـ”هايدة” بشر من لحم ودم ومشاعر وغيرة اكتسبتها من تربيتها العائلية والمناطقية، من أيام العطيفية الأولى، وعلى يد خيار الناس، وأشرف العوائل.. لأنها “بنت الأصول”!!