الحقيقة يشغلني موضوع بالغ بالاهمية ومنذ فترة طويلة اريد ان اتحدث فيه لكن بعض مشاغل الحياة شغلتني عنه وهنا اريد ان اسجل بعض الملاحظات والتي اراها تناسب ذلك الأمر وهو مجالس عزاء النساء في ايام محرم الحرام والتي تاخذ دور مهم وكبير جدًا في اهتمام الكثير من تلك النسوة، لكن هل تلك المجالس هي فعلا مجالس تربوية اخلاقية تحمل جانب الموعظة والارشاد والتربية الصحيحة؟
انا حسب نظري القاصر ومن خلال الواقع الذي رأيته وهو موجود في اغلب مدن العراق لم اجد تلك المجالس فيها تلك الصفات او الامور التي اشرت لها بل وجدت الاغلب الاعظم من تلك المجالس هي عبارة عن قضاء وقت او تجمع النساء من اجل ارباح مادية كما تفعل (الملاية) صاحبة المجلس التي تدور في المناطق السكنية بحثا عن المنفعة والمادة وتقضي عشرات المجالس؟؟ والمجلس عبارة عن لطم للنساء ثم تناول البسكويت والحلويات واغلب هذه المجالس يتراوح مدتها عشرة دقائق او ربع ساعة ولا يوجد فيها اي جانب تربوي او اخلاقي !! والذي اريد ان اقوله لماذا هذا الاصرار في تجهيل الناس وحرفهم عن الطريق الصحيح والتوعية الفكرية ؟ وهل هذه المجالس التي تؤيد وتسدد من قبل الشيرازية فضلة الاخبارية هي امتداد للمجلس الذي امر به يزيد والذي اقامته نسوة بنو امية على الامام الحسين –عليه السلام-؟؟ ان الروح الفكرية والمبادئ الاساسية التي ابتعد عنها معظم الشيعة من الرجال والنساء للوصول الى الاهداف الحقيقية التي أرادها الامام الحسين –عليه السلام- والتي أعظمها هو الوقوف بوجه الظالم ونشر مبدأ العدالة بين الناس، فلم يركز امامنا –سلام الله عليه- على العزاء والتعزية على الرغم انه أولى الناس بالعزاء على ابيه علي او اخيه الحسن او جده المصطفى –صلوات الله عليهم جميعًا- بل ترك تلك الامور جميعها وخرج لمواجهة الظالم بثورة عظيمة خلدها التاريخ وقال مقولته المشهورة (اني لم أخرج اشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا أنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي) والسؤال اليس الامام الحسين –عليه السلام- قدوة واسوة حسنة لنا فلماذا تركنا سنته و تشبثنا بالامور القشرية التي هي من موضوعات الشيرازية القصاصة؟؟ فهل وصلت فكرة سيدنا الاستاذ المحقق الصرخي الحسني في الوصول الى حقيقة ومراد اهل البيت –عليهم السلام- وترك افعال واقوال اهل البدع المخادعين !!