23 ديسمبر، 2024 9:46 ص

(بَرْحِيَّةُ) العراق .. لميعة ؟!

(بَرْحِيَّةُ) العراق .. لميعة ؟!

حين أعمدُ ، لسببٍ ما ، إلى إعادة الكتابة في موضوع معين ، ألجأُ الى مقولة ، سمعتُها عبر التلفاز ، للأكاديمي السوري ، من أصل فلسطيني ، الدكتور (بُجيْرَمي) ، الاستاذ بجامعة دمشق ، والمقولة  هي:التكرار الجميل.وليس بعيدا عن هذة المقولة ، فان اسباب التكرار في الكتابة الصحفية ، عديدة  ولسنا هُنا في موضع تعدادها ، بل الاشارة إليها .
    وعن الشاعرة العراقية المبدعة : لميعة عباس عمارة (أم زكي) كتبتُ اكثر من مرة ، بعد أن لعبت المصادفات دورها في تأسيس صلة مباشرة معها . صيف عام 1978 ، التقيتُها في فندق (المرابطين) في مدينة طنجة المغربية المطلة على مضيق جبل طارق . وفي نيسان عام 1980 ، التقيتُها في العاصمة الاماراتية (أبو ظبي) ، واستمعتُ لها وهي تعتلي منصة الالقاء في النادي الثقافي في (أبو ظبي) ، وبجانبها الأديب محمد مبارك. في تلك الأُمسية أسْمعتْ الشاعرة لميعة جمهورَها ، قصائد الغزل والشوق الى : دجلة وبغداد والعراق .. وقالت حينها :
و .. بغداد قيثارتي البابلية
شعري وهدبي عليها وَتَرْ
    وعندما عدتُ الى بغداد ، كتبتُ عن الأُمسية والشاعرة ، تحت   عنوان : عن الشاعرة التي قالتْ أنا بنتُ هذا الشعب . 

في نادي العلوية
    بعدها بسنة تقريباً ، إلتقيتُها في نادي العلوية ببغداد ، في أمسية تألقتْ فيها .
    وانقطع التواصل بيننا .
    وفي مقال نُشِر بجريدة الزمان – طبعة بغداد ، باريخ (11/12/2012) ، ذكر المحامي عبد الكريم الخيون ، أنه إلتقى بالشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة في باريس ، نهاية ثمانينات القرن الماضي ، عندما كانت الملحق الثقافي في السفارة العراقية هناك ، وسألتْه بعد ان عرفتْ انحداره من الناصرية ، عن (عكاب سالم) وَتَلَتْ بيتاً من الأبوذية ، وقالتْ : هذه مقدمة لكتاب مؤلفه عكاب . وفعلاً وصلني (بيتُ الأبوذية) ، وزيَّنَ كتابي .
    ومن دمشق ، حيثُ كنتُ مُقيماً إضطرارياً ، بعثتُ بمقال لجريدة (الزمان – الطبعة الدولية) ، نُشِرَ يوم (21/7/2008) ، تحت عنوان : نخلة ميسان أم نخلة العراق .
    وعدتُ – مجدداً – للكتابة عن الشاعرة . فنشرت لي (الزمان – طبعة بغداد) ، مقالاً حمل عنوان : شاعرة قالت .. طلقتُ الشعر وطلقني بالثلاث . كان ذلك يوم (19/تموز/2012) .

.. لماذا الكتابة الآن ؟
    وبمتابعتي لعطاء الشاعرة المبدعة (لميعة عباس عمارة) ، والكتابة عن هذا العطاء ، قمتُ بما هو واجب . وتوقعتُ أن يتوقف (التكرار الجميل) عند هذاالحد . ولكن ، كل المجريات ، أفضتْ إلى أن يتكرر (التكرار الجميل) . فمن الصديق المغترب (سلام ناصر شلتاغ) وردتني رسالة مطولة ، تساءل في نهايتها : (ألا تستحق لميعة ، بَرْحيَّة العراق ، وهي ببلاد الغربة ، وبعمر تجاوز الثمانين ، بان يحَمل اسمَها شارعٌ بغدادي ، وهي التي لاتزال تصدح لبغداد والعراق) . ويورد المثقف العراقي سلام ناصر ، معلومةً تبعثُ على الاعتزاز ، وهي : انه كان منذ مدة بزيارة قصيرة للعاصمة الأردنية عمّان ، حيثُ إنبهر لرقى وسعة صدر أمنائها ، حيثُ لا تجد شارعاً باحيائها الراقية كالشميساني   والرابية ، إلاّ وحمل إسماً لعالم او أديب عربي ، وخاصة العراقيين . حيثُ هناك شوارع باسماء نازك الملائكة والرصافي والجواهري والسياب والزهاوي وآخرين .
    وبذات الاتجاه ، كتب الدكتور قيس مغشغش السعدي ، وهو عراقي من الناصرية ، كتب في أحد المواقع الالكترونية ، بتاريخ (22/تموز/2013) ، تحت عنوان : لميعة عباس عمارة ، واستحقاق الدكتوراه الفخرية ، قائلاً : ألا تستحق نخلة العراق أن تُكرم من العراق ؟ وأول التكريم من وزارة الثقافة . ويضيف السعدي : وثاني التكريم واكثره استحقاقاً ، أكاديميتها ، فهي من الرعيل الاول لدار المعلمين العالية ، ونرى أنها جديرة بان تمنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتها الأم ، جامعة بغداد . إنها مناشدة موجهة لجامعة بغداد ، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
    نحن ، ومن خلال هذه المنابر الاعلامية وفي المقدمة منها جريدة الزمان و موقع كتابات ، نناشد وندعو الى تكريم (بَرْحِيَّة) العراق : الشاعرة المبدعة لميعة عباس عمارة .