18 ديسمبر، 2024 8:48 م

بيّار Pierre بيروت- باريس

بيّار Pierre بيروت- باريس

تنويرٌ باريسيٌّ.. استحضار تأريخي واسترجاع فني Flashback.. درسٌ عراقيٌّ وطنيٌّ:

العراق ولبنان رمز ديمُقراطيَّة “ الطَّيف المذهبيّ العِرقي ”، والعراق وفرنسا، “ رمزهما 14 تُمُّوز ”، ولبنان استقلَّ عن “ الانتداب الفرنسي ”. و“ اسم بيّار Pierre مُشترك بينَ بيروت- باريس ”.

«بيّار الجّميّل Pierre Gemayel» (وُلدَ في 6 تشرين الثاني 1905 في بلدة بكفيا، قضاء المتن بمُحافظة جبل لبنان. الموارنة أغلب سُكانها. تُوفي في 29 آب 1984م)، مسيحيّ ماروني، عام 1914 فرَّت أُسرته إلى مصر لمُعارضتها الدَّولة العُثمانيَّة، كان يملك صيدليَّة في ساحة الحناطير في حيفا بفلسطين أيّام الانتداب البريطاني.

الرَّئيس إردوغان في منبع الرّافدين، يُحيي الاحتفاء بانتصار «ملاذكرد» ويُحذر ويتذكّر مُناسبة واقعة ملاذكرد Malazgirt Meydan Muharebesi في 26 آب 1071م قُرب (مُحافظة موش، تركيا)، بين الإمبراطور البيزنطيّ رومانوس الرّابع ديوجينيس الَّذي أُسِرَ والسُّلطان التركي السَّلجوقي أبو شُجاع محمد بن جغري بگ داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني (نحو كانون الثاني 1029- كانون الأوَّل 1072م) “ المُلقب ألب أرسلان Alp Arslan أي الأسد الباسل ” الَّذي هزمَ جيش بيزنطي بنحو مائتي ألف جندي بنحو عشرين ألف جندي مُسلم فقط، رومانوس ديوجينس، أدرك أن التوسع السَّلجوقي لا يقف عند حدّ، وأن خطره سيهدد بلاده، فعزم على تحويل أنظار السَّلاجقة عن بلاده بالإغارة على بلاد الشّام الشَّمالية، فهاجم مدينة “منبج” ونهبها وقتل أهلها، غير أن ذلك لم يكن كافيًا لدفع خطر السَّلاجقة على بلاده، فأعد جيشًا كبيرًا لضرب السَّلاجقة، والنتيجة ضعضعة الحُكم البيزنطي في هضبة الأناضول وأرمينيا، وتتريك تدريجي لها. تولّى ألب أرسلان حُكم دولة السَّلاجقة سنة (455هـ1063م) خلفًا لعمّه طغرل بك الَّذي أسَّس الدَّولة ومدَّ سُلطانها تحت بصره حتى غدت أكبر قوَّة في العالم الإسلامي، وأمضى ألب أرسلان السَّنوات الأُولى مِن حُكمه في المُحافظة على مُمتلكات دولته وتوسيع رقعتها، وتأمين حدودها مِن غارات الرُّوم. ثم تطلّع إلى ضمّ المناطق المسيحيَّة المُجاورة لدولته؛ فاتجه صوب الغرب لفتح بلاد الأرمن وجورجيا والأجزاء المُجاورة لها مِن بلاد الرُّوم، وكان أهل هذه البلاد يكثرون الإغارة على إقليم أذربيجان حتى صاروا مصدر قلق لسُكّانه، ما دفع السُّلطان السَّلجوقي إلى ضرورة كبح جماح هؤلاء الغُزاة. وتَروي كُتبُ التاريخ والسِّيَر أنَّ أيّامه كانت أعدل الأيام وأحسنِها وأكثرها رخاءً على المُسلمين، حتى جاء حفيده بعد قرون، محمد الفاتح، ليفتَح القسطنطينيَّة عاصمة الدَّولة البيزنطيَّة، ويُنهي وجودَهم تمامًا. إردوغان عملَ على إحياء مُناسبات تاريخيَّة أُخرى أبرزها معركة «كوت العمارة Mehmetçik Kûtulamâre» التي انتصر فيها الجنود العرب والأتراك المنضوون تحت لواء الجَّيش العُثماني على القوّات البريطانيَّة خلال الحرب العالميَّة الأُولى في مدينة الكوت جَنوب شرقيّ العاصمة بغداد، في معركة تعتبر ثاني أكبر نصر للقوّات العُثمانية في الحرب العالمية الأُولى، بعد معركة “ چنق قلعة ساواشی Çanakkale Savaşı في بريطانيا، تسمّى بمعركة مضيق الدردنيل ” عام (1915م)، حيث انتهى الحصار باستسلام الجَّيش البريطاني.

بيّار الجّميّل مُؤسّس حزب الكتائب اللّبناني أحد أركان الجَّبهة اللّبنانيَّة أثناء الحرب الأهليَّة اللّبنانيَّة. شغلَ عدّة مناصب وزاريَّة ابتداءً مِن 14 تشرين الأوَّل عام مولد جُمهوريَّة العراق 1958م إلى وفاته، اُنتخبَ عضوًا في المجلس النيابي سنوات 1960، 1964، 1968، 1972م. اُنتخبَ ولداه بشير، اُغتيل، ثمَّ أمين سنة 1982 في منصب رئاسة الجُّمهوريَّة، وكان حفيده بيار أمين الجّميّل وزيرًا للصّناعة في حكومة فؤاد السّنيورة حتى اغتياله في 21 تشرين الثاني عام الإرهاب في العراق 2006م.

الحاكمُ العسكري العام على باريس Dietrich von Saucken، وُلدَ في بروسيا الشَّرقيَّة (16 ماي 1892 – 27 أيلول 1980م)، انضمَّ إلى الجَّيش الألمانيّ الامبراطوريّ عام 1910م، وشارك في الحربين العالميتين الأُولى والثانية. عام 1941م، قائد فرقة الدّبابات الألمانيَّة الرَّابعة، ثم قائد لمدرسة عسكريَّة. أواخر حزيران 1944م، نائب قائد فيلق الدّبابات الألماني الثالث، كوَّن وحدة باسمه (لاحقاً “فيلق الدّبابات التاسع والثلاثون”) مِن بقايا الوحدات التي دمّرتها القوّات السّوفييتيَّة في الهُجوم على الجُّيوش الوسطى. قاد الجَّيش الثاني الألماني في دفاعه عن بروسيا الشَّرقيَّة وبروسيا الغربيَّة، حتى نهاية الحرب في 8 ماي 1945. استسلمَ للسُّوفييت، وحكم عليه بالأشغال الشّاقة لمُدَّة رُبع قَرن مِنَ الزَّمَن، وأُطلق سراحه عام 1955م. في تُمُّوز 1944م، أمره قائده الـFührer هتلر بحرق باريس Paris. عام 1966م لبّى دعوة شِركة سينميَّة تُصوُّر فيلماَ عن باريس تحت الاحتلال الألماني، وفجأة أُصيب بنوبة ربو يُعانيها مُنذ صغره، فأسرع إلى الشُّرفة للبحث عن نسمة هواء مُنعشة، وخرجوا معه، قال: إن نوبة ربو مُماثلة أنقذت باريس.

في 27 آب 1944م طلب رئيس بلدية باريس « pierre Tanangin » مُقابلتي وبعد إلحاح شديد من جانبه قابلته، أخذ يرجوني ألّا أحرق باريس، وأثناء حديث pierre انتابني نوبة ربو مُماثلة، فأسرعتُ إلى الشُّرفة طلباً للهواء النقي، وأسرع pierre يلحق بي، وأشار pierre إلى سانت تشابيل Sainte-Chapelle مُصلّى كنسي على الطّراز القوطي، شرع بالبناء فيه نحو عام 1239، وكُرّس في 26 نيسان 1248. استخدمه لويس التاسع لوضع المُقتنيات المسيحيَّة. يقع جوار قصر العدل Palais de justice de Paris في جزيرة باريس Île de la Cité. ومُتحف اللُّوفر Musée du Louvre أهم المتاحف الفنيَّة في العالم، يقع على الضّفة الشَّمالية لنهر السّين. يحتوي العديد مِن الآثار المصريّة سُرقت أثناء الحملة الفرنسيَّة على مصر، قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، تحاشياً للمُفاجآت أثناء غيابه الطَّويل في الحملات الصَّليبيَّة، وأخذت القلعة اسم المكان الذي شُيدت عليه، لتتحول لاحقاً إلى قصر ملكي باسم اللّوفر قطنه مُلوك فرنسا آخرهم لويس الرابع عشر غادره إلى قصر فرساي عام 1672م. عام 1692 شغل المبنى لقَرنٍ مِنَ الزَّمَن أكاديميتان للتمثيل والنحت والرَّسم افتتحت أولى صالوناتها عام 1699م. ثورة 14 تُمُّوز الفرنسيَّة أعلنت في الجَّمعيَّة الوطنيَّة أنَّ اللّوفر مُتحف وطني فيه روائع الشَّعب. ليفتتح في 10 آب 1793م. وابراج كاتدرائيَّة نوتردام Notre Dame de Paris، بالعربيَّة كاتدرائيَّة (مريم العذراء) كاتدرائيَّة أبرشيَّة باريس تقع في الجّانب الشَّرقي من جزيرة المدينة على نهر السّين قلب باريس التاريخي. المبنى تُحفة الفن والعمارة القوطيَّة الذي ساد القَرن 12 حتى بداية القرن 16م (ايل دوزانس). في رائعة رواية (أحدب نوتردام Notre-Dame de Paris) للأديب الفرنسيّ الشَّهير فيكتور هوجو Victor Hugo. تاريخ إنشاء المبنى العصور الوسطى. وقال Pierre Paris بلهجة مُؤثرة: “ جنرال Saucken، اُنظر إلى روائع التاريخ، وافترض أنكَ ستعود في يومٍ آخر وتقف هنا وتقول: كنتُ قادراً على إزالة هذه الرَّوائع لكني فضلّتُ أن اُبقي عليها إكراماً للإنسانيَّة، أليس هذا انتصاراً أكبر مِن انتصار إحراقها؟ ”.

مات Saucken، بعد زيارته الثانية هذه ونشرت الصُّحف الفرنسيَّة صورته وكتبت تحتها: “الرَّجل الذي لم يحرق باريس”.
داخل العراق خراب الإنسان والعمران..، وخارجه وجه السَّفارات الصَّفيق يُعنى باستعادة آثار العراق الحجر ولا يُعنى بهُموم العراقيين المُغتربين البشر!.