23 ديسمبر، 2024 12:43 ص

بين يدي رئيس الوزراء.. ننتظر منك موقفا تجاه هؤلاء

بين يدي رئيس الوزراء.. ننتظر منك موقفا تجاه هؤلاء

في بلد يفترض انه ديمقراطي يحترم حقوق الانسان ويصون كرامة المواطن، مازال الآلاف من المعتقلين الابرياء يتعرضون للتعذيب في الاقبية والسجون دون ان يجدوا من يدافع عنهم وينقذهم من هذا الجحيم .

وفي هذا السياق، رغم اني اختلف مع النائبة عالية نصيف من الناحية السياسية، الا انني اتفق معها اليوم في حربها ضد (الجلادين) في مفتشية وزارة الداخلية، وخصوصا النكرة المدعو حسين يوسف التميمي، الذي تواردت ضده عشرات الشكاوى من عوائل الاشخاص الابرياء الذين اعتقلهم دون وجه حق وقام بنفسه بالاشراف على تعذيبهم بطريقة بشعة دون ان يترك اثرا على اجسادهم .

لقد اعتقل حسين يوسف التميمي ابن شقيق النائبة عالية نصيف بناء على اوامر من المفتش العام بوزارة الداخلية الفاسد المشهور جمال الاسدي لاسباب سياسية ودوافع انتقامية – بحسب تحليلي الشخصي – لانها انتقدت ترؤسه للمجلس الاعلى لمكافحة الفساد.. اذ كيف يولى شخص فاسد ادارة مجلس يكافح الفساد؟! حيث قاموا باستدراج هذا الشاب الذي دفع ثمن قرابته من النائبة (التي هي عمته) ، وصنعوا له سيناريو سخيف جدا ليعتقلوه ويجبروه على التوقيع على اعترافات تمس بعمته .

لكن الشيء الذي يهمني في هذه المشكلة هو ما كشفت عنه عالية نصيف من عمليات تعذيب ممنهجة تمارسها عصابة جمال الاسدي من خلال ذراعه الايمن حسين يوسف التميمي .

العجيب ان ثلاث قنوات فضائية استضافت التميمي للحديث عن هذه القضية والرد على الاتهامات الموجهة اليه بخطف الناس وتعذيبهم بأساليب وحشية ، وخلال اللقاءات كان اسلوبه في الكلام وملامحه وحركاته كلها اقرب الى اساليب القتلة المجرمين ، يتكلم باستعلاء وغضب مع تراخي وكأنه سكران او (مكبسل) ، ربما يتظاهر بأنه (شقاوة) او ان شخصيته متشبعة بالاجرام رغم حداثة سنه ، والحقيقة انه مجرد (زعطوط) او (ما شايف وشاف) وتفاجأ بتسلمه منصبا امنيا فاصيب بالجنون من شدة الغرور والزهو !

لا ادري كيف استضافت الفضائيات صعلوكا ابن شارع وتحاورت معه ولم تتجرأ ان تحاسبه على عمليات التعذيب التي يمارسها بحق الابرياء ، فهناك كما قلت عشرات الشكاوى ضده اغلبها من امهات وزوجات الاشخاص الذين اعتقلهم حسين يوسف التميمي وقام بتعذيبهم بالصعق بالكهرباء وتغطيس وجوههم بالماء وتعليقهم من اكتافهم وضرب اعضائهم التناسلية والعديد من اساليب التعذيب الوحشية التي يستخدمها ولاتترك اثرا ظاهرا على اجساد المعتقلين .

وباختصار.. لقد تسببت المشكلة بين الفاسد جمال الاسدي وبين النائبة عالية نصيف بتسليط الضوء على جرائم عصابة الاسدي التي يديرها الحشرة حسين يوسف التميمي ، والاجدر برئيس الوزراء عادل عبد المهدي ان يتعامل بحزم مع هذه الزمرة التي تنتهك حقوق الانسان وتعتقل الناس وتعذبهم وتبتزهم وتحطم عوائلهم ، فاذا كانت عالية نصيف (وهي نائبة في البرلمان وتتمتع بحصانة نيابية) تعرضت لهذا الانتقام من خلال خطف ابن شقيقها وتعذيبه ، فكيف الحال بالناس البسطاء الذين لاتربطهم قرابة باحد النواب او المسؤولين؟!!!

ننتظر من السيد عبدالمهدي ان يقول كلمته تجاه هذه الممارسات اللا انسانية ، كما ننتظر من السيدة عالية نصيف ان تكمل الطريق الذي سارت فيه باتجاه محاربة الفاسدين الذين استغلوا مناصبهم للبطش بالناس البسطاء .