22 نوفمبر، 2024 10:12 م
Search
Close this search box.

بين ولي والعهد … والولي الفقيه

بين ولي والعهد … والولي الفقيه

يبدو ان محنة العراق لن تنتهي ولن يكون الدكتور عادل عبد المهدي الا اداة من ادوات تقاسم الادوار بين معسكرين كلاهما لا يدين بالولاء للعراق فما بين التبعية لولي العهد السعودي والولي الفقيه الايراني يتم تقسيم البلد وخياراته وكل مفاصله من اعلى الى ادنى . ويمثل مقتدى الصدر بلا منازع ذراع ولي العهد السعودي في العراق ويبدو ان الحياد الذي كان يتمتع به الصدر الى وقت قريب تم شرائه بثمن بخس قياسا بالعراق كبلد ضارب في القدم ويبدو ان السعودية داست على كل الاطراف السياسية فلم تجد ارضا رخوة وهشه وغير محضنة مثل مقتدى الصدر وتياره الذي لا يعرف سوى اتباع مقتدى ولو الى جهنم .. مقتدى الصدر لم يكن رخيصا من وجهة نظره فهو لما راى ان انيحازه لايران كما يقتضي المنطق الطائفي لم يحقق له ما يصبوا اليه من زعامة الشيعة في العراق ولم يجعل من قائدا معترفا به في طهران خصوصا ان ايران تؤيد وبقوة اخرين من ابرزهم نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي بل وبعض قيادات السنة لذا لم يجد بدا من محاولة استمالة السعودية لعله يجد لديها ما يفتقده من زعامة ولو صورية وفعلا تم له ما اراد حيث ان تصريحات ثامر السبهان حول دور السعودية في فوز سائرون بالانتخابات العراقي الاخيرة لم تكن محض صدفة او تصريحات عن فراغ فالرجل مهندس السياسة السعودية في العراق وهو من كان يتردد على مقر الصدر بشكل لافت كما ان دعوة السعودية لفتح قنصلية لها في النجف لم تلق ترحيبا الا من مقتدى الصدر كما ان زيارات الصدر الى السعودية اصبحت به دورية في وقت انقطعت تماما زياراته الى ايران التي ترى فيه شيعيا عاقا ينبغي تحجيمه . ومقتدى الصدر نفسه لم يعد يستهدف السعودية في تصريحاته كما كان يفعل سابقا فالسعودية الان ولي نعمته وراعيه الاول .. مصادر من داخل السعودية تتحدث عن منحه مالية تقدم للصدر تبلغ بين 40 الى 150 مليون دولار كل بضعة اشهر بالاضافة الى اظهاره بمظهر الزعيم الشيعي العربي في مقابل زعامات شيعية اخرى قد تكون ايرانية الجنسية او الولاء كما تصورها السعودية وفي مقدمتهم علي السيستاني الذي لم تستطع السعودية اختراق مكتبه ومع ذلك فان السعودية لا يمكن ان تحقق النجاح الكامل مالم يتم القضاء على المرجع الاعلى السيد السيستاني والذي بالطبع سيكون لاتباع مقتدى الصدر الذراع الاطول في هذه الاغتيال الذي يجري التخطيط له من زمن ليس بالقريب لانه باغتيال السيستاني سيكون مقتدى حسب السيناريو السعودي هو القائد والمرجع الشيعي الابرز وسيكون من السهل القضاء على الوجود الشيعي في العراق وبالتالي اخراج ايران ولو بقوة السلاح الشيعي الشيعي من العراق وبالتالي كسر شوكتهم واضعاف كل من سوريا وحزب الله وهو ما تخطط له الولايات المتحدة الامريكية من زمن طويل حفاظا على امن اسرائيل وكانت السعودية هي المكلفة بهذا الواجب بمعنى اخر ان مقتدى الصدر لديه واجب القضاء على اية مرجعية تراها السعودية عبر قص اذرع ايران في العراق ومن ورائها اسرائيل تشكل خطرا على وجودها وثانيا ان يكون هو الزعيم الشيعي الاوحد بقوة النار والثالث هو الحفاظ على امن اسرائيل وبالتالي فان العراق الان يشهد صراعا بين ولي العهد السعودي ويمثله مقتدى الصدر واتباعه الغافلين عما يمثله مقتدى الان من دور خبيث وبين الولي الفقيه يمثله نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي والذي يسعى لزيادة النفوذ الايراني في العراق وتحجيم دور مقتدى الصدر وكلاهما لا يعتبر العراق اكثر من حقل تنافس لا قيمة لمواطنية ولا لشعبه ولا لتاريخه فتبعيتهم عمياء بدء الشارع يدرك حجم سفاهتهم ولان كان الشارع الالكتروني يفور ضد ايران حاليا بشكل واضح فالسبب يعود لان اتباع الزعامات الموالية لايران اكثر ثقافة ووعيا وادراكا لما تقوم به زعاماتهم في حين ان اتباع مقتدى يسيرون بلا وعي ولا ادراك لانهم من طبقة الناس السذج الذين في اغلبهم لا يعرف القراءة والكتابة اما من يعرف منهم فان في اتباع مقتدى تحقيق لمصالحهم الشخصية لذا فان مستوى وعيهم لخطورة ما يقوم به الصدر شبه منعدمة وان ترديدهم لما تبثه السعودية ضد معسكر الولي الفقيه شبه مطلق وهكذا يسير العراق نحو الضياع بين الولي الفقيه وولي العهد وما عادل عبد المهدي او اي رئيس وزراء ياتي الا اداة من ادوات هذا التناحر والتقاتل لا يملك الا ان يكون سببا اخر من اسباب ضياع وتمزيق العراق

أحدث المقالات