لي تجربة شخصية أود سادتي القراء أن أتشاركها معكم ، حيث حدث أثناء زيارتي لكوكب اليابان في عام 2009 وتحديدا إلى شركة ( shinmayaw ) والتي تعني باللغة العربية ( نور العهد الجديد ) ولكون انكليزيتي جيدة ووفرت لليابانيين مبلغ المترجم فإنهم ( دللوني ) بكل ما للكلمة من معنى وأصبحتُ وعقليتي الشرقية القادمة من ارض الرافدين اطلب كل ما في نفسي متصوراً إنني ( مسوي فضل ) على اليابان وشعبها وحكومتها وكان من ضمن طلباتي أن ازور هيروشيما وتحديدا مكان القنبلة النووية التي ضربتها أمريكا في الحرب العالمية الثانية وصادف أن يكون رئيس الشركة موجود رغم ندرة تواجده لان أعماله تتعدى إلى كل بقاع الأرض وأمور الصرف والحسابات غالبا ما يكون معاون المدير العام هو صاحب القرار فيها ولكن شاءت الأقدار أن يُرفع طلبي إلى المدير العام وكان طلبي أن اقضي فترة العطلة السبت والأحد في هيروشيما تحديدا وهذا يستدعي السفر بالطائرة مع أجور فندق مع مرافق ياباني ، فوافق المدير العام ولكنه اشترط شرطا استغربه اليابانيون بشدة ولم استغربه أنا وكان شرطه أن يكون هو مرافقي في السفر وقلت في نفسي انه يريد أن يسافر ( براس الشركة ) ووجدتها حالة اعتيادية ، وسافرنا أنا ومرافقي صاحب السبعين عاما حسب تقديري وكان من الأخلاق والطرافة ودماثة الخلق مالا استطيع أن اصف وكان يسألني باستمرار عن حادثة منتظر الزيدي وضربُه الرئيس الأمريكي بوش بالحذاء ، وبعد وصولنا توجهنا إلى مكان القنبلة النووية ووجدت أن اليابانيين أعزهم الله قد بنو متحفا أطلقوا عليه (متحف السلام ) في مكان القنبلة في مدخله نموذج للكرة الأرضية وأماكن تواجد الأسلحة النووية في الأرض والضيف الداخل إلى المتحف مُخير أن يوقع على ورقة تدعو إلى حظر هذا النوع من السلاح في العالم ، وأثناء تجوالي مع مرافقي في المتحف جذب انتباهي صورة فوتوغرافية لمجموعة من التلاميذ في صف بلا سقف وباب وشباك وهم يجلسون على الأحجار أو على الأرض وعلامات التعب والإرهاق بادية على وجوههم وكل في حضنه دفتر وقلم يسجل الدرس والمعلم يشرح الدرس ومكتوب تحت الصورة إنها التقطت بعد الضربة النووية بأربعة أشهر وان تأثير الإشعاعات كانت مجهولة لليابانيين مما سبب موت اغلب الطلبة في الصورة وهم في عمر الشباب فانفعلت وتفاعلت مع الصورة وأردت أن اكلم مرافقي عن الموضوع فوجدته يتأمل الصورة ويبكي بشدة فاستغربت من تصرفه وتصورته تفاعل مع الصورة مثلي وبعد السؤال والجواب أشار إلى طفل في الصورة صغير رث الملابس تصورته حينها انه كان أكثرهم فقرا وبؤسا وتأثرا بحادث القنبلة واخبرني انه هو هذا الطفل الذي في الصورة وانه فقد عائلته بالكامل في الضربة النووية حيث نجا لأنه كان في مكان آخر بعيدا عن بيته الذي انتهى مع الأهل وبقي وحيدا ، واخبرني انه استفاد من الضربة بان حولته إلى إنسان قوي وهو الآن مدير عام شركة العهد الجديد وتحت إدارته ثلاثون ألف موظف في عموم اليابان ولشركته فروع في معظم أنحاء العالم , الذي أريد أن أقوله إن اليابان أعادت الطلبة والمعلمين إلى المدارس بعد أشهر على جريمة القنبلة النووية وإنهم أدركوا كما أدرك العالم إن بناء الشعوب يبدأ من المدارس ، وصدق الدكتور جيمس
دوبسون حينما قال ( إن من يسيطر على تعليم أطفالنا وشبابنا وعلى طريقة تفكيرهم وعيشهم ( ما يرونه ويسمعونه ويؤمنون به) يحدد مستقبل الأمة ) .
الذي حدث في العراق في العمارة أو ( (الحمارة ) حيث إن حرف العين يصعب على أهل العمارة نطقه ) تحديدا ( نضطر أن نستعمل الكلمات البذيئة ) لأنني استمتع بها : إن مدير مدرسة( رُكعة ابن رُكعة ) سادي النزعة مريض أخلاقيا واجزم انه إسلامي التوجه لان ( هاي الدكايك الناقصة متطلع غير من الإسلاميين ) حيث إن الإسلام العظيم يوصي بان نضرب الأطفال ( علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء تسع ……) قام بضرب أطفال بعمر الورد متجاوزا كل المنظومة التعليمية والأخلاقية والإنسانية متحدياً رب الأرباب متجاوزا كل نواميس الطبيعة , والأدهى والأمر إن أهالي التلاميذ خرجوا بمظاهرة يطالبون بمعاقبة المعلم الذي صور عملية الاعتداء والضرب للأطفال ، هل رأى أو سمع احد مثل هذا ( الطيحان الحظ ) ، ومنكدر نلح بالكلام على أهل الحمارة لعلمنا إن السيد الزاملي من أهالي العمارة وخاف يبدل علينا ومينشر المقالة و(أنجلط ) إذا بقيت ساكت ولم يسمع صوتي حيث يقول العظيم ألجواهري :
وأرذل خلق الله في بلد سادت الرزايا أن يكون محايداً
وأنا لست محايدا لان ( خوات الكحبة ) يغتالون الطفولة في بلدي لأنهم يقتلون الأمل في ارضي فنرفع الأصوات عاليا وللمنظومة الحكومية أن تضع حدا لهذه المهزلة التي تحدث يوميا في عراق العز , ونطالب بمحاسبة الأهالي المتظاهرين وان تقوم الجهات الحكومية بالتنسيق مع البرنامج النووي الإيراني وضربهم بالأسلحة النووية الإيرانية ( إذا كدروا يسووها ) على غرار اليابان حتى يكونوا عبرة لكل من حاول أن يدنس الطفولة في العراق ، لان الأجيال الحالية اغسلوا أيديكم منها ولكن أن يتم تدمير المستقبل والأمل فهذه طامة كبرى ، وأطالب باعتبار العمارة محافظة منكوبة بالكامل وإيجاد الحلول السريعة والعاجلة للحالة التي وصل إليها التلوث الفكري في محافظة العمارة بالعموم .
الذي حدث ويحدث في عراق التحدي إن الشعب انتهج ثقافة الذل وأصبح يمجد العدوان والعبودية وان التعليم في العراق عبارة عن واد غير ذي زرع .