23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

بين مٶتمر وارسو وعنتريات الميليشيات التابعة لطهران

بين مٶتمر وارسو وعنتريات الميليشيات التابعة لطهران

قد يتساءل البعض؛ ماهو السر وراء المواقف الحميمية لميليشيات في الحشد والاستماتة في الدفاع عن النظام الايراني، ففي الوقت تجري الاستعدادات من أجل عقد مٶتمر وارسو في الشهر المقبل والذي يتم عقده في غمرة إدراج وزارة المخابرات الايرانية ضمن قائمة الارهاب، ويزداد عدد الدول التي صارت تريد أن تبتعد عن هذا النظام، وفي الوقت الذي يتصاعد الرفض الشعبي الداخلي بوجهه، فإن ميليشيات في الحشد الشعبي تقوم بشحذ سکاکينها الصدئة إستعدادا لمواجهة القوات الاجنبية في العراق وفي مقدمتها القوات الامريکية، وهي التي تقف على قدميها بسبب من الاحتلال الامريکي للعراق والذي سانده وأيده النظام الايراني وکان بمثابة دليله.
بطبيعة الحال، ليس بمستغرب هکذا موقف من جانب هذه الميليشيات التي تمادت في إلقائها بنفسها في أحضان النظام الايراني وجعلت من نفسها مجرد أداة ووسيلة بيده لأنها وفي نهاية المطاف لاتملك من أي خيار آخر سوى هذا الموقف المفروض عليها من جانب قوة القدس وقائدها الارهابي قاسم سليماني، لکن، هل بإمکان هذه الميليشيات أن تحارب القوات الاجنبية والامريکية منها بحق؟ هذا السٶال معروف إجابته سلفا، خصوصا بعدما يجدون کيف إن نظامهم أو مرجعهم السياسي والعسکري والفکري، سوف يتداعى على بعضه ويتراجع ويندحر وهو يقدم قائمة طويلة عريضة من التنازلات ستکون في مقدمتها التخلي عن هذه الميليشيات خصوصا وإنه مستعد لأن يفعل أو يقدم على أي شئ في سبيل بقاءه وإستمراره.
المراهنة على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب هذه الميليشات ومن دلى بدلوها، فإنه رهان خاسر وليس هناك في العالم من يعول عليه أو يثق به إلا الذين تورطوا مع هذا النظام وربطوا مصيرهم بمصيره، وإن العالم کله صار ينتظر أو بالاحرى يتوقع التغيير في إيران وإن النظام القائم صار في مهب الريح، خصوصا وإن الشعب الايراني عاقد العزم مع المقاومة الايرانية على مواجهة هذا النظام حتى إسقاطه، ولاسيما وإن أمريکا بحالها قد أعلنت إصطفافها الى جانب نضال الشعب الايراني ضد النظام وتخليها عن سياساتها الخاطئة السابقة التي وفرت مظلة لوقاية هذا النظام والمحافظة عليه وضمان بقائه وإستمراره.
هذه الميليشيات مدعوة لکي تراجع مواقفها منذ الان وتتخذ قرارها الحاسم لأنها وبوضع کل ماقالته وتقوله جانبا فإنها مطلوبة من جانب الولايات المتحدة الامريکية التي سبق وأن أزاحت النظام العراقي السابق عن الحکم لأنه کان مطلوبا لها، وإن عليها من الان أن تستعد ليوم سينشغل فيه قادتهم في طهران بکيفية الاستعداد والعمل من أجل الانبطاح أو الهروب!