18 ديسمبر، 2024 7:47 م

بين علي والمهدي.. بيعة الغدير انموذجا!

بين علي والمهدي.. بيعة الغدير انموذجا!

منهجية الرسالة واتمام المهمة، يتحملها صاحب الدعوى، ورافع راية الهدى، صراط مستقيم، منزوعة الأهواء، بعيدة عن تخبط الآراء، نقية خالصة، وهي خلاصة البشر، وصفوة الناس، لا يتبعها سوى اصحاب البصائر، صافية الضمائر، صالحة النية، متوكل على رب المنية.

بعيداً عن أحداث البيعة وكيفيتها، من لحظة إتمام الخطبة، وإلقاء الحجة، وإفحام الأفواه، وتلكؤ الأبصار، حيث هنا بانت، عفونة البشر مقابل صفوة الناس، انقسم المسلمون، إلى أقسام، حاسد حاقد، وجوه مستبشرة، وقلوب حاقدة، وغيض دفين، اشتعل بجوف وحوش طماعة، للدنيا تواقة، وللسلطة شهيتها شرهة، علت أصوات الحاقدين ب بخ بخ لك ياعلي، اصبحت مولى للمؤمنين.. والناس صرخوا اللهم أنزل علينا حجارة من السماء.. ونفوس مسلمة راضية، الى ربها شاكرة، مطيعة لأمر ربها.

هنا دخل الإسلام مرحلة التمحيص، والتنقية والغربلة، حتى يوم القيامة.. بوجود نبي الأمة، لا يمكن أن يحدث فرز، لكن بعد نزول نص التبليغ، وبيان موارد الابتلاء والامتحان، جعل المسلمين، في حد السيف، من مع الفقار ومن مع الهوى.

وصية النبي(عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم) أن يقعد وينظر ما سيحدث، فالقوم ابناء القوم، يتوارثون الحقد والبغضاء، لتكن ولاية الإمام، هي الحد الفاصل بين الخير والشر، والفاروق بين الحق والباطل، وما حصل للإمام أمير المؤمنين عليه السلام.. سيتكرر مع ولده المنتظر (عج) من سقيفة وامية، ولكن الفارق ان صاحب الزمان(عج) جاء ليبسط العدل ويملئ الارض قسطا وعدلا، بعدما ملأت ظلما وجورا، فهنا.. سيقوم القائم، ويلتف حوله المؤمنون حقا والقائلون صدقا، و تفرز المساحات، وتطفو الخبائث والدسائس، ولن يبقى للمتخاذلين والخائنين، سوى الاذعان او جهنم، والى ذلك فليعمل العاملون، يوم ينادي المنادي، ألا لعنة الله على الظالمين، ظالمي أنفسهم، باتباعهم الباطل ونصرتهم للشيطان كرها وحقدا لأهل الحق والصادقين، فساء ما يعملون، تلك الأيام نداولها بين الناس، والعاقبة للمتقين.