تتقاضى مديرية المرور العامة ضريبة بمبلغ 65 الف دينار عند تجديد سنوية اي مركبة ، هذا عدا الأجور الأخرى تحت مختلف المسميات ، وفي بغداد وحدها ما يزيد عن مليون ونصف المليون سيارة ، ولنا أن نتصور حجم الجباية الهائل ، بشكل لا يتناسب على الأطلاق مع حال الطرق والجسور ومقترباتها ، بل وكأنها وُضعت في خانة النسيان والإهمال التام ، خصوصا في جانب الرصافة ، ووصل الأمر إلى الإستخفاف الشديد بسلامة المركبات وحياة رُكّابها ، ودماء بريئة تُراق بسبب الإهمال والفشل والكسل وغياب التخطيط والأساليب المتخلفة التي لا تخرج عن طور الترقيع القبيح ، وهذه بعض الملاحظات:
1. متى نأخذ بنظر الإعتبار ، ان إنارة مصابيح السيارة وحدها لا تكفي داخل المدن وعلى الخطوط السريعة ، بل يتطلب الأمر إنارة جيدة طيلة فترة الظلام ، وأن أي مصباح يتعرض للعطل يُستَبدَل فورا عبر شبكة صيانة متخصصة ومتأهبة دوما ، وكثيرا ما يتفاجأ السائق على طريق قناة الجيش السريع ، بل كل طرقنا (اللاسريعة) ، وهو يدخل إلى منطقة ذات ظلام دامس بعد أن كان يقود في منطقة مُنارة ، بشكل يُفقده توازنه بشكل خطير .
2. طريق قناة الجيش السريع قد قُشِطَتْ منه قشرة بعمق حوالي 10 سم منذ عدة أشهر ، تاركة منطقة خشنة وغير صالحة لسير المركبات ، ومن منتصفه فقط ، في المنطقة الكائنة من زيونة – سوق الثلاثاء حتى التقاطع المؤدي إلى ساحة ميسلون- البلديات ، تاركين حافة كحد السكين على طوله بين مسربين منه ، وقد شهدتُ شخصيا وخلال اسبوع حادثتين ليلا وأمام ناظريّ بسبب هذه الفوضى ، أحدها لسائق دراجة أراد (تسلّق) المسرب الأيمن ، فأختل توازنه بسبب عدم أستواء مستوى المسربين ، ووجدت المسكين يتدحرج على الشارع بعد أن سقط من دراجته التي إنقلبت على جانبها وهي تقدح شررا ! ، وحمدا لله لم تكن خلفه سيارة وإلا ما كان لينجو ! ، الثانية لسائق (سايبا) اراد أيضا تغيير مسربه ، لكن (حد السكين) كان له بالمرصاد ، فهَرَسَ له إطارين وفقد السيطرة وصدم تلة ترابية على جانب الخط السريع ، وتضررت سيارته بشكل شبه تام ! .
3. أسألكم بحق الله (إن كنتم تعرفون الله) ، ما كُلفة الملصقات الفسفورية ، عندما توضع عند التقاطعات الخطرة ؟، أو الخروج أو عند إجتياز منطقة صيانة أو للتحذير ، سوى إنكم وصلتم إلى الحدود النهائية من الإستخفاف بالبشر ؟ هذه الملصقات ذات طلاء عاكس لضوء السيارات ، هذا يعني إنها لا تحتاج إلى كهرباء ، ورخيصة الثمن للغاية ، لكنها لا تُقدّر بثمن لأنها تُنقذ الأرواح ، فهنالك عشرات الحوادث المميتة حصلت على هذا الخط السريع بالذات ، بسبب الغياب التام لهذه العلامات التحذيرية .
4. نفق الشرطة ، صار أضحوكة مبكية ومدعاة للسخرية والنكات في أوساط الناس ، لأنه مليء بالأنقاض التي إحتلت منه مسربا كاملا منذ حوالي الشهر ، وبقي مسرب واحد يقطع أنفاس السائق عند إجتيازه !.
5. بربكم ، ما المسألة المعقدة والعصية على الحل أمام كل الملاكات الهندسية الحكومية وغير الحكومية ، في ما يخص موضوع فاصل التمدد (Expansion Joints) على المجسّرات ؟، فالسائق يراها عند إجتيازها كنوع من (العقوبة) وشر لا بد منه ، تمارسه الدولة عليه وهو يجتازها بسيارته وهي تتطاير محدثة تلك القرقعة المعدنية المخيفة والكريهة ، إنها ليست كعلم الصواريخ ، كل الذي تحتاجه هذه الفواصل ، هو إلى يد نظيفة وعقل نظيف ، لكن من أين لنا هذه الصفات الخارقة ؟!.
أتصور بلدنا وهو مثل صخرة صماء على سفح جبل ، وهي تنتظر التدحرج في أية لحظة ، لكنهم (أجّلوا) ذلك بإسنادها إلى عصا خشبية متسوسة ، صخرة مليئة بالشقوق والشروخ ، لكنهم عالجوها بالخِرَق ! ، بلد لا نعرف كيف يمكن أن تسير الحياة فيه ، لولا رعاية الله وحده .