بين صراع أقطاب ومحاور اعتصامٌ هنا وآخرٌ هناك، وثالث…، وكل منهما يحظى بمباركة وتأييد ودعم أحد الأقطاب والمحاور اللاعبة والمتدخلة في الساحة العراقية، فبعد القطب الأميركي والقطب الإيراني دخلت السعودية كقطب ثالث يريد أن يكون له دور وحضور فعال في المشهد السياسي العراقي، وكل الأقطاب والمحاور لا تفكر بمصلحة العراق بقدر ما تفكر في حماية أمنها واستقرارها والحفاظ على مصالحها…سيناريو الأعتصامات ومن يحركها ويدعمها كشف عن فصوله المرجع العراقي الصرخي في سياق جواب له على استفتاء رفع إليه تحت عنوان: “أميركا والسعودية وإيران….صراع في العراق”، من خلال قراءته لما يجري في الساحة العراقية التي كانت ولا زالت مسرحاً لصراعات المحاور، حيث بيَّن أن إعتصامات الخضراء التي دعا إليها مقتدى الصدر كانت برعاية القطب السعودي، الذي وجد من التيار الصدري باباً للدخول وبقوة كقطب ثالث منافس للقطب الأميركي والإيراني، فكان مما ورد في كلام المرجع الصرخي ما نصه:((أ ـ إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في أحداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.)).وأما اعتصام البرلمانيين فكان بتوجيه ودعم وتأييد القطب الإيراني لقلب الأحداث وإفشال مشروع القطب السعودي وحلفائه وقد نجحت إيران في تحقيق هدفها كما يقول المرجع الصرخي:((ب ـ أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت إيران في تحقيق غايتها الى حدٍّ كبير.)).وأما الإعتصامات أمام الوزارات فهي داخلة ضمن نفس سيناريو صراع الأقطاب والمحاور ومن مخاضات ذلك الصراع، وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي في نفس الجواب حيث قال:((جـ ـ أما الاعتصامات الأخيرة عند الوزارات فلا تختلف عن سابقاتها في دخولها ضمن صراعات أقطاب ومحاور القوى المتدخلة في العراق فلا يُرجى منها أيّ خير لشعب العراق.)).فبين صراع أقطاب ومحاور.. إعتصامات… والعراق هو الخاسر…