مثلما صدمني موت زها حديد مثلما صدم العراق والعالم, إستفزني تصريح الرئيس عمر البشير الأخير مثلما صدم السودان والعالم. حديد ماتت بنوبة قلبية مفاجئة وهي في عز عطائها بينما يلاحق العالم مشاريعها المعمارية وينتظر منها المزيد. البشير بشرّ الشعب السوداني والعالم في لقاء له مؤخرأ مع محطة الـ “بي بي سي” أن الدورة الرئاسية الحالية “بدأ مسلسل دورات البشير الرئاسية في السودان منذ إنقلابه العسكري عام 1989 ” سوف تكون الدورة الأخيرة له. لكن “فنكم” متى تنتهي دورة الرئيس الأخيرة لكي يترجل من حصان السلطة الجامح؟ تنتهي عام 2020 بالضبط. أي قبل سنتين من موعد بطولة كاس العالم التي سوف تنظمها قطر.ماهو “رباط السالفة” بين معمارية عراقية الأصل بريطانية الجنسية ماتت بالسكتة القلبية في ريعان شيخوختها “65 سنة” وبين رئيس عربي في خريف شيخوخته “71 سنة” بدا من خلال تصريحه إنه هو لا المقادير من يحدد متى يموت. فالرئيس البشير وبكل بساطة وتلقائية أبلغ الـ “بي بي سي” إنه مستمر حتى العام 2020 رئيسا ولكنه لن يترشح لفترة جديدة. وهوما يعني ضمانه وضعه رئيسأ لأربع سنوات قادمة حتى في ظل ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية, ولكنه لم يقل مالذي سوف يفعله بعد نهاية فترته الرئاسية الطويلة في ظل مهمة عدها هي الأصعب لأي إنسان يمكن ان يكون رئيسأ للسودان.على الأرجح وطالما السودان بلد صعب مثلما قال سيادته فإنه ربما بعد الأربع سنوات الرئاسية والسادسة والسبعين العمرية قد يفكر بإستئناف الرحلة الرئاسية لكن هذه المرة الى الابد نظرأ لـ “الملحّة الزايدة” من قبل السودانيين الذين سيخرجون بالتاكيد مثلما خرج نظراؤهم في بلدان عربية اخرى حتى في ظل أجواء الربيع العربي مطالبيين إياه بالعدول عن قرار التخلي بوصفه قائدا ضرورة هو الاخر.في مسرحية “الزعيم” لعادل إمام مشهد لافت في مأساويته حين تساءل مندهشا بعدما قيل له إنه أصبح رئيسا للجمهورية بعد موت الزعيم “هو فيه رئيس بيموت؟”. نعم للأسف هذه هي الحقيقة التي لاتوجد الأ في عالمنا العربي. فالرئيس لايموت الأ بإنقلاب عسكري يحوله من بطل الابطال في نظر شعبه أمس الى خائن وعميل اليوم وقد يحكم بالإعدام بلحظات مثلما حصل لعبد الكريم قاسم بعد إنقلاب شباط عام 1963 أو صدام حسين الذي وإن طالت محاكمته لكنه في النهاية وجد نفسه في غرفة الإعدام يحيط به موفق الربيعي فقط مع حبل المشنقة بينما كان عزت الدوري يعلن كل أربع سنوات خبر فوزه بإستفتاء الرئاسة بنسبة مائة بالمائة.النتيجة تشوبها بالتأكيد شبهة تزوير بدليل ان موفق الربيعي لم يصوت بنعم فكيف حصل الرئيس على مائة بالمائة؟ الا يعني هذا عدم وجود شفافية في الإنتخابات العربية؟. أطلت الحديث عن الزعامات العربية ونسيت زها حديد. يكفي أن العالم لن ينساها لانها تركت شواهد باذخة في الغالبية العظمى من مدنه, بينما شواهد قبور ضحايا الزعماء العرب تشهد عليهم .. يوم القيامة.