18 ديسمبر، 2024 9:53 م

بين داعش 2016 والانتفاضة 1991

بين داعش 2016 والانتفاضة 1991

لو بدلنا الأمكنة والأزمنة مع مراعاة النسبية بذلك بين الفلوجة 2016 وكربلاء 1991 سنشاهد نفس المشتركات الغائية  رغم تناقضها الفكري والاختلاف في بعض مسالكها وسلوكها . فقد انتفض في كربلاء إبان بالانتفاضة الشعبانية ثلة قليلة دحرت جيشا كبيرا وسيطرت على المدينة وكما هرب الجيش وملحقاته في المحافظات الثلاثة في 2014 هرب الجيش وملحقاتها في 14 محافظة في 1991 وحين سيطر المنتفضون في 1991 فرضوا أحكامهم على كربلاء بترحيب كبير من أبناء المدينة وشنو حملة إعدامات على ازلام النظام مصاحبة بهلاهل النسوة وكانوا مقتنعين بأنهم على حق وقتيلهم شهيد  والكل يصيح الله أكبر ” وماكو ولي إلا علي ونريد قائد جعفري ” وبعضهم هتف لا زعيم الا الحكيم في الإشارة الى محمد باقر الحكيم ،

وكان حينها من لم يؤازرهم  فهو غير شريف ولا ينتمي للرجولة بشيء، في الفلوجة 2016 سيطر الداعشيون عليها بترحيب من أبناء المدينة وكانوا ثلة قليلة ايضا  وفرضوا  أحكامهم على المجتمع وشنو إعدامات على الجيش وملحقاته مصاحبة بهلاهل النسوة  وهم  مقتنعون بانهم على حق وقتيلهم شهيد والكل يصيح الله اكبر  وينادون بدولة إسلامية ( باقية وتتمدد) ومن لم يؤازرهم فهو غير شريف ولاينتمي للرجولة بشيء . ومن الجيش الذي قتل في المواجهات ضد المنتفضين كان عنوان فخر وعز عند أهله ومناطقهم، ويطلق عليه الشهيد البطل ، ففي عزاء لأحد الجنود الذي قتل في الانتفاضة تولول  أمه الموصلية وبمفاخرة كانت تردد  “

يمه محمد يا بطل يالي قتلت الشيعة الكفار ” ، والآن في 2016 الذي يقتل في المواجهة ضد داعش يكون عنوان فخر وعز عند أهله ويطلق عليه الشهيد البطل . وكما كان احمد طابور منتفض في كربلاء 1991 هناك من يشبه بنفس الملامح والهيئة والأمل والغاية اسمه احمد الفلوجي داعشي في الفلوجة عام 2016 .صدام سحق المنتفضين  وملأ العراق بمقابرهم الجماعية مشترك وغير مشترك . التساؤل ماذا سنفعل الحكومة هل ستنتهج نهج صدام  حسب ما يطالب به الكثيرون؟؟  ام حسب ما اتمنى وارغب بانها ستغلب  الحكمة وتقتل فقط الرؤوس وتطلق الباقين ليس على طريقة الطلقاء كما فعل الاسلام بعد فتح مكة ولكن بعد أن تأخذ منهم التعهدات التي تقصم ظهر من يعاود الكرة ، كان يكفله على الأقل شخصان قريبان منه جدا سيكون الجميع ( الثلاثة ) في دائرة المحاسبة القضائية ان عاود الكرة على ان تحسب حسابا جيدا وليس مرتجلا حتى تفوت الفرصة على أعداء العراق من سياسيين انتهازيين ودول وماكينتهم الإعلامية من تصوير فعل إطلاق السراح على انه انتصار نتيجة عملهم وضغطهم  على الدولة العراقية.  

 او كما فعل لاحقا بعد ان خرب المدن وقتل من قتل وهجر من هجر واعتقل من اعتقل  اصدر صدام عفوا عن المنتفضين الا انه أطلق قليلا منهم واعدم الكثيرين  وهذا كان اهم ركن هدم من أرمان النظام الذي دعى الى تهاويه وسقوطه بعد حين ! ، فماذا ستفعل حكومتنا الحالية هل ستصدر عفوا وتفي به  ام تتبع سياسة الارض المحروقة التي ستقوم  حتما ببناءها فيما بعد  و من كيس الشعب العراقي وبالأخص الجنوبي الذي هو في خسارة مستمرة بالمال والاهم من كل ذلك بالأرواح العزيزة التي كل نفس منها يعادل الارض ومافيها .  *للامانة هناك فرق كبير بين سلوك المنتفضين وبين سلوك الدواعش فالدواعش استمرأوا قتل العزل وسبي النساء وتخريب الديار عكس تماما مافعله المنتفضون حيث انه لم يسجل ضدهم الا النزر اليسير من تصفيات ازلام نظام صدام  . وكما قالوا ” من الصعب جدا ان نكون عادلين اذ لم نكن متسامحين”   

[email protected]