تطل علينا هذه الأيام ذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين (ع) هذه الزيارة التي تتميز بالعدد الهائل من الزائرين المتوافدين إلى مدينة كربلاء مثوى الإمام الحسين, تصل أعداد الزائرين المتوافدين إلى كربلاء إلى أكثر من عشرين مليون زائر سنويا أو أكثر من بينهم نسبة كبيرة من الوافدين من شيعة العالم الإسلامي, كربلاء هذه المدينة الصغير يتوافد عليها الملايين سنويا لكنها تعاني من افتقارها لأبسط الخدمات البلدية والصحية والخدمات العامة حتى في أرقى أحياءها التي تتراكم فيها النفايات لعدة أيام ليتم رفعها أو حرقها من قبل أهالي تلك الأحياء, المهم , إن من يسمع أن مدينة كربلاء يتوافد عليها الملايين سنويا يتبادر لذهنه أنها أغنى مدينة في العالم فبرغم غناها المعنوي بوجود ضريح الإمام الحسين لكنها تعاني من الفقر المادي والخدمي, ولو افترضنا أن كل زائر يزور المدينة يصرف فيها خمسون دولارا خلال إقامته التي تمتد لعدة أيام لدخل لخزينة المدينة مليارات الدولارات سنويا ولكان مصدرا مهما لدعم اقتصاد البلد بشكل عام, لكن المصيبة أن كل زائر يصرف عليه مئات الدولارات لضمان أمنه وإقامته ووصوله وعودته وصحته وغذائه وغيرها ناهيك عن توقف عجلة الحياة في المدينة بشكل كامل, حيث تغلق الطرق وتتعطل الدوائر الحكومية والجامعات والمدارس لعدة أيام تصل أحيانا إلى أسابيع, في الوقت الذي يحتاج فيه وضع العراق المتدهور بكل نواحيه إلى العمل على مدار الساعة للحاق بمن هم في الصفوف الخلفية في مسيرة التطور, ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة لحساب ما يتم إنفاقه خلال الزيارة من ميزانية الدولة المتهالكة والمفلسة لأصبنا بالذعر, ثلاثون ألف رجل أمن بكامل معداته والياته وصل إلى كربلاء لحماية المدينة ولو أن كل رجل أمن يصرف عليه مئة ألف دينار عراقي يوميا وهو رقم ليس بالكبير لو حسبنا أجور وقود نقلهم ورواتبهم وأكلهم وشربهم والمياه التي يستخدموها للغسل والكهرباء والاتصالات واستهلاك عجلاتهم واستهلاك الطرق التي يسلكونها وغيرها من مستلزمات الجندي ولمدة أسبوعين أي أربعة عشر يوما لكانت النتيجة ملايين الدولارات ولو افترضنا أن كل زائر يكلف الدولة خمسة وعشرون ألف دينار يوميا من نقل مجاني قبل وبعد الزيارة وخدمات الإقامة والنقل الداخلي على مدار الساعة وأجور الكهرباء المستمر طيلة المدة وبأقصى استخدام للطاقة خصوصا وأن الجو شتوي وبحاجة إلى مدافيء وغيرها والمياه التي يستخدمها الزائرون للغسل والتواليت سنجد أن المبلغ سيكون بمليارات الدولارات , ولو حسبنا خسارة دوائر الدولة المتوقفة والمعطلة طيلة فترة الزيارة كالمحاكم والجامعات والمدارس والدوائر الحكومية