23 ديسمبر، 2024 9:52 ص

بين جدي .. وافلاطون الى الذين يمّجدون

بين جدي .. وافلاطون الى الذين يمّجدون

ما زلت اذكر ذلك المشهد الذي اقحمه مخرج الفيلم التاريخي ( شيماء اخت الرسول ) ليحاول من خلاله تسفيه الاصنام وبيان عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها عندما يقوم احد المسلمين بتحطيم هبل واللات ويصرخ فجأة .. شلّت يدي .. شلّت يدي وكأن الالهة الصماء انزلت غضبها وانتقامها عليه لفعلته ثم يسخر ضاحكا ومعلنا ان تلك كانت دعابة لا اكثر ، الحقيقة وقتئذ لم يلفت انتباهي سوى كونه مقطعا ظريفا جعلني اشعر بالارتياح لان الخير تغلب على الشر وانتهت حقبة الاصنام ولم يعد الناس يعبدونها كالسابق “”

لكن ما ان عاد المشهد الى ذهني وكررت مشاهدته حتى ادركت ان جميع الموجودين في تلك الحادثة ذهلوا عندما ادعى محطم تلك الاصنام ان يده قد شلت وشعروا بالندم ولو للحظات كونهم اغضبوا الالهة ولم يجرؤ احد على القول بان تلك اصنام من حجر لا حاجة لنا بها والحقيقة اني ادركت الان ان الكثير والى يومنا هذا لا يرغبون بانتهاء تلك الحقبة الصنمية التي مضت بصمت لتكون حاضرة شاهدة تتربع على عروش مجتمعاتنا المتأخرة ويجعلونها رمزا وقائدا واسطورة ليس لها مثيل وتكون سببا لوجودهم وكيانهم وهدفهم الاسمى وكل كما يحلو له فمنهم من اتخذها ملهما ومنهم من اتخذها منجيا ومنهم من كان صنمه سببا للرضوان ودخول الجنان وهكذا الحال ..لا تقربوا الاصنام فتشلّ ايديكم .. انا لا اعلم متى اسمعهم يصرخون .. لا تكذب فيدك لم تشلّ لانها اصنام صماء اختبأتم في ظلالها لكي لا تظهر وجوهكم القميئة فتخسر تجارتكم وانت تتلاعبون ببيع انفاس الالهة لمن خنقتهم رجعية اوهامكم .. لماذا اصبحتم اضحوكة لهبل ؟ فتارة الهكم .. وتارة ابليس .. اولم تروا ان صنميتكم ارست مراكبها في جرداء افكاركم ؟ .. صدق جدي وافلاطون …. لا تسخروا فافلاطون ليس باحكم من جدي الذي وصفهم بانهم يهتفون … بالروح بالدم نفديك ياهو الجان وافلاطون يقول لو امطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات .. اوليست مقولة جدي اعمق من فلسفة افلاطون ؟ !!!!