23 ديسمبر، 2024 7:06 م

بين برلمان ايران و برلمان العربان

بين برلمان ايران و برلمان العربان

لست مع اتهام اي طرف دولي يريد بالعراق شرا ، فبعد التاريخ الطويل الذي لاتنفك ايامه ولحظاته من ادانة واتهام للكيان الصهيوني نجد الصهاينة يتحكمون بنا ويلعبون بنا لعب خضيري بشط كما يقال ، بل ولديهم دولة لا توازيها في القوة والمنعة اي دولة من دولنا البائسة ، منهج الادانة والاتهام ربما يعد من الاسباب التي تبرر لنا واقعنا المزري والمتخلف ، ولهذا اجد ان ابشع ما يمارسه ساسة العراق ومسؤوليه اليوم هو منهج الادانة والاستنكار ضد الارهابيين حتى بات وعيدهم للارهاب مضحكا مبكيا واخال القاعدة تتمثل ببيت جرير ابشر بطول سلامة يامربع حين تسمع وعيد المسؤولين والساسة…
ايران – عادينها او صادقناها – دولة تفرض على الاخر احترامها واحترام ساستها ،فهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي اقضت مضاجع الصهاينة وجعلت القلق زاد البيت الابيض ، دولة دخلت التكنولوجيا بابعادها المختلفة رغم ممانعة الدول الكبرى ، بل ودخلت النادي النووي رغما عن اعضائه ، دولة مستقلة بقرارها وتفرض ارادتها في الملفات الاقليمية والدولية ، ولو كنت ايرانيا لرفعت قبعتي احتراما ومحبة لها ضمن هذا الاطار ، ولكن لاضير من رفع قبعتي احتراما لساستها حين نشهد مسيرتهم قياسا الى ساسة دول العربان وخصوصا في عراقنا الاعجوبة…ز
دخل نجاد رئيس جمهورية ايران الذي يحيرك بولائه ومواساته لابناء شعبه بالعيش والزهد ، دخل هذا الرجل وهو رئيس منتخب بارادة شعبية الى البرلمان الايراني ليكشف عمليات فساد اضطلع بها اقارب رئيس البرلمان الايراني ، وبعد عرض فلم ربما ما كان من لاريجاني الا ان يقوم بطرد نجاد من المجلس !!! ، خرج الرجل ممتثلا لارادة من يمثل المجلس الذي يمثل الشعب مع صرخات احتجاج تخرج من فمه ، نجاد منتخب من اغلبية افراد الشعب ولاريجاني منتخب من مجموعة من افراد الشعب ومع ذلك خرج نجاد ، خرج نجاد لانه يدرك ان البرلمان يمثل الشعب وبغض النظر عن الاشخاص الجالسين على مقاعده ، خرج احتراما للشعب ورضوخا لارادة الشعب حتى وان كانت هذه الارادة خاظئة او ظالمة ، خرج لانه مدرك ان ثقافة الدولة ومأسستها تفرض عليه الخروج في سبيل ايران وديموتها ورفعتها…. لنأتي الى مصائبنا
برلماننا وعلى الرغم من جلوس الكثير من الحثالات على مقاعده الا انه يمثلنا كشعب شئنا ذلك ام ابينا ، نعم انه يمثلنا ويجب احترامه من اي كان لتشيع ثقافة احترام الشعب والدولة ، هذا البرلمان كان يجب ان يكون اكثر سطوة من برلمان ايران باعتبار نظامنا برلماني وليس رئاسي كما هو الحال في ايران ، ولكن الحال مضحك مزري مخجل ومبكي في نفس الوقت ، برلماننا يعجز ويخجل ويبصبص بذنبه حياءً وخشيةً حين يفكر ان يستجوب وزيرا فما فوق ، وحاول جاهدا ان يمنع غضب المسؤولين عليه فابتدع فكرة الاستضافة ولو وجد لفظة اكثر اكراما للمسؤول لاتى بها ، هذا المجلس يهان كل يوم من السلطة التنفيذية من وزير فما فوق ولا يحرك ساكن حتى وصل الامر ان يدعو صابر العيساوي اعضاء البرلمان الى ضرب رؤوسهم بالحائط كالثيران عفوا كالخرفان فالثور وان كان احمق الا انه شجاع وهي صفة تنتفي عن الجالسين في مجلس النواب ، برلماننا وصل الهوان به ان يستهزيء به ويكيل له الشتائم حتى انا المواطن كاتب السطور ، ربما يشفع لي انني مدفوع من عدم قدرته على بناء مؤسسات تشعرني باني ابن دولة تسمى دولة العراق ، واتحدى هنا اي مواطن اذا ما حصل نزاع (عركة) بينه وبين غيره ان يلتجيء هو او غريمه الى مركز شرطة بدلا من العشيرة او مسؤول يحتمي به….
نعم برلماننا يهز ذيله ويتبصبص توددا وتملقا لرئيس السلطة التنفيذية سواء رئيس الجمهورية ( شافاه الله) او رئيس الحكومة ، ويهرع الذين نسميهم نوابا بملفاتهم الخاصة نحو المسؤول التنفيذي وزيرا او غيره دون احترام للرمز الذي يمثله المجلس الا وهو الشعب ، فكم هم بائسين وتافهين وشرذمة لا تستحق ان تفكر بالشأن السياسي فضلا عن العمل به وهي تمارس ممارسات يعافها ابناء الشوارع والشقاوات حفظا لكرامتهم فكيف والنائب يجب ان ينتصر لكرامة الشعب الذي يمثله المجلس قبل كرامته….
من النماذج النيابية التي تجد لنفسها فضلا على الشعب والمواطن السيد عزت الشابندر ، فالرجل لم يحوز اصواتا انتخابية تؤهله ان يكون نائبا فاحتل مقعد السيد نوري المالكي الذي شغر ووفقا لقانون انتخابي فاسد واقرت المحكمة الاتحادية بفساده لمعارضته الدستور ، السيد الشابندر تحدث مع المقدم انوار الحمداني بلهجة استخفاف واستعلاء طالبا منه احترامه كنائب ومسؤول ، ربما نتفق او لانتفق مع اسلوب السيد الحمداني لكن في فهمي ان النائب والمسؤول وفق النظام الديمقراطي هو من عليه ان يحترم المواطن لا العكس ، اليس شعاراتهم التي شهدناها سابقا ونشهدها اليوم تصدح بانهم خدما للشعب !!! ، اذن لماذا نشهد منهم الاستعلاء على المواطن وعلى القانون ما ان تنتهي الانتخابات او تسنم المسؤولية؟؟!!…..
نعم ان ايران ستزداد قوة ومنعة وصعودا الى قمة الجبل ما دام المسؤول فيها يحترم مؤسساتها وقوانينها ، ونحن ابدا سنبقى نعيش بين الحفر نعوي بالشتائم ولعن المتسلقين للقمة .