18 ديسمبر، 2024 5:48 م

بين الوصفات المشفرة ورداءة الدواء ظهر العشابون

بين الوصفات المشفرة ورداءة الدواء ظهر العشابون

تعتبر مهنة الطب وفن الصيدلة من اكثر المهن انسانية واهمها تعاملا مع بني البشر بكل طبقاتهم فهاتان المهنتان لهم مساس مباشر بصحة الانسان وتعافية وعودته سليم الجسد الذي منحه الله لبني البشر بكل تعقيداته وبكل طلاسمه التي لا يفقهها الا الاطباء وبائعي الادوية ولكن وللاسف الشديد ظهرت في العراق وبسبب غياب الرقابة الصحية عدة مشاكل اثرت تأثير مباشر على تعامل المراجعين مع الاطباء والصيادلة واصبحت هذه المهن عند البعض من المهن الفاسدة والكلام هذا يستثنى منه الشرفاء والاطباء اللذين لازالوا يتذكرون القسم الذي ادلوه في أخر يوم من تخرجهم بان يكونوا صادقين وانسانيين ومهنيين في تعاملهم مع الانسان .

يتداول بعض الناس وبالخصوص هؤلاء اللذين اصبحوا زبائن لدى الاطباء بسبب سلب صحتهم التي هي كما يقال تاجا على رؤوس المعافين هؤلاء وبحكم ترددهم على الاطباء ينقلون الكثير من معاناتهم لذويهم وبعضهم اطلق العنان لصفحات التواصل الاجتماعي بنقل مايمر به اخطر تلك الظواهر اليوم هي عدم أهتمام الاطباء بالتعامل الطيب واللطيف مع المريض ويشعر هؤلاء أن الاطباء اليوم أكثر خشونة في تعاملهم من بعض ارباب المهن الثقيلة على الجسد ,, بعض الاطباء وما ينقلون هؤلاء المرضى عينهم ليس على مرضاهم بل عينهم على كم هو عدد المرضى ليصل في أحيان كثيرة الى عشرات المراجعين اي أن بعض هؤلاء الاطباء يعاينون في ثلاث ساعات أكثر من خمسين مراجعا ولو عرفنا لكل مريض حصته من الطبيب ثلاث دقائق ونصف فقط ,, ليس هذا فقط بل هناك امرا صار شبه الشائع عند البعض من المراجعين المرضى وحتى اصحاب المهن الطبية والصيادلة ويتداولون به باستمرار وهي الوصفة الطبية المشفرة ,

الوصفة الطبية المشفرة هذه يعني أن الطبيب الذي يكتب لمريضه الدواء يكتبه بطرق واشارات وصور لا يستطيع حل رموزها الا صيدلية واحدة تم الاتفاق معها وهذه الصيدلية المتفق معها تبيع ذالك الدواء ربما باسعار مبالغة ضعفين اوثلاث اضعاف السعر الحقيقي ويصبح المريض او ذويه محرجا وهو يدورعلى الصيدليات الذي ينصحه بعضهم بالعودة الى الصيدلية القريبة من الطبيب لانها الوحيدة التي تستطيع فك الشفرة المكتوبة على الوصفة الطبية ولكن بسعر لا يستطيع المريض شراء الدواء منها لمبالغته في السعر او لأتفاق بعض الاطباء مع المستوردين للأدوية التي صارت تباع على الارصفة وفي الصيدليات بدون ان تمر على الشعب التفتيشية الرقابية وهذا يعني ان البعض من هؤلاء يتعاونون مع مستوردي الادوية لتصريف أدويتهم الرديئة المستوردة من مناشيء متدنية في تصنيع الدواء بصدليات خاصة لهم فيها نسب من الارباح يتقاضاها الطبيب في اوقات اخرى تجمع له .

في بعض الاحيان نرى في مكان واحد مجمع طبي متكامل كانها محلات بيع الخضر والفواكه محل لسونار ومحل لتخطيط القلب ومحل للاشعة كلها عائدة للدكتور الفلاني وذهاب المريض الى اي مكان آخر لايستطيع الحصول على مراده لان كل شيء يتم بأتفاقات شيطانية يعجز بعض اصحاب تلك الأجهزة من التعامل معها اي أنك تشعر بانك وقعت في فخ غايته شفط كل ما بجيبك من دنانير.

هذه الظواهر لتي بدأت تتسع ناتجة عن غياب الرقابة الصحية على الصيادلة والاطباء وغياب وزارة الصحة التي هي المعنية الاولى التي لم تفعل لجانها لمحاربة هذه الظواهر هذا الذي يجري على المواطن وهو يبدأ رحلته من سعر كشفية المريض الى اسعار اجهزة التشخيص الى شراء الدواء والتي لاتقل عن مئة الف دينار صار عليه ان يبحث من يوصف له دواء آخر وبسعر بسيط فلجأ الى محلات الاعشاب وعطاري الاوراق والمساحيق النباتية يملا جوفه بوصفات هؤلاء عله يجد في ما يتناوله شفاء له وباسعار مقدور عليها ولا يعاني من اسعار الكشفيات ولا السفر الطويل ولا البحث على الدواء فهو يذهب الى محل العشاب في السوق وينتهي كل شيء .

اما الميسورين ماديا فهؤلاء لا يمرون بكل هذه المعمعة ولهم في الهروب الى خارج العراق اطمئنان للتطبب بعيدا عن كل ما يجري من رحلة ربما تنتهي بالموت لبعد الطب العراقي عن مواكبة التقدم العلمي لهذه المهنة أو لقدم أجهزة التشخيص او لعدم كفائتها .

كان سابقا لزاما على الصيدليات وبأوامر الصحة ان تبتعد الصيدلية عن الاخرى مئة متر على اقل تقدير ولا يمكن أن تفتح صيدلية بجانب اخرى لتجنب المنافسة الغير شريفة التي يكون ضحيتها المواطن . وايضا ان قانون وزارة الصحة العراقي (نصّت الفقرة ( 5) من المادة (14) من قانون مزاولة مهنة الصيدلة المرقم 40 لسنة 1970 على الآتي

لا يجوز للصيدلي أن يصرف وصفة مكتوبة بعبارات او علامات غير مصطلح عليها في فن الصيدلة. اي أن كتابة الوصفات المشفرة هو تدني أخلاقي ومهني رافق الخراب الذي أصاب المجتمع برمّته) .

اين نحن اليوم من هذه القوانين ؟

Kathom [email protected]