23 ديسمبر، 2024 3:03 م

بين الواقعية والمثالية جبل من نار-سنة  العراق الى اين؟

بين الواقعية والمثالية جبل من نار-سنة  العراق الى اين؟

وانا اكتب هذا المقال المتاخر جدا جدا و اجد نفسي لاغيا ما كنت وما زلت اعيشه في خيالي السامي من ايمان تربى منذ الطفولة بين احظان الفكر الوطني والقومي وحماسته التي تركت على اوداجي اثار اللهيب الافح وانا انشد ليل نهار اسم العراق العظيم ووطني العربي الكبير من المحيط الى الخليج..حملت كل ما يحمله الوطني الغيور ودفعت دماءا واموالا وسهرا عتيقا معتقا حماية لسور العراق … ودعما لقضايا لامتي العربية التي نسيتني عندما احتجتها والعدو يرميني  في البراكين الغاضبة..نعن نسيتني كما نساني اخوة ورفاق كنت احسبهم شكرائي في الوطن الذي ما عاد كما كنت احسبه لونا ورائحة وطعما…
وانا اكتب هذا المقال تذكرت الشعب الألماني وما عاناه من موت وعذابات لا توصف نتيجة الفكر القومي الحماسي الطموح دون اعتبارا للزمن ومعطياته حتى واجه ما واجه من كوارث في الحرب العالمية الثانية أدت الى تقاسمه بين فكين غربي وشرقي  حيث بقى منقسما خاشعا لاختبار الزمن وما هو الاصلح لمستقبله ؟ ان يبقى محتلا بشقيه ام يتوحد ثانية لما هو اصلح له بعد تجارب السنين؟ كلا الطرفين خضعا للتجربه واذا خيرهما بعد سنين يكمن في رجوعهما الى حظن الوطن الواحد وفعلا رجعا بعد سنين؟؟؟!!!
عرب العراق اليوم منقسمين فكريا وجغرافيا بفعل فكين أولهما الفك الفارسي الذي استعان بعاطفة الطائفة لا بفكرها ونواياها  الاصبلة التي لا خلاف معها او عليها فراحت الجموع الصفراء تصول وتجول في فيافي الجنوب حتى داست ومحت اثار الحسن البصري وازاحت  كل أغاني بدر شاكر السياب من زواياها اليتيمة ..اما غربية العراق فقد أضحت مسرحا حاذبا لفيالق الثور الغربي الأميركي وذيوله التي داست اقدس مقدساته بفعل حقدها على ما لاقت فيه من تصدي ومقاومه ابان الاحتلال حتى امست حصون اثرا بعد عين فلا العراق توحد ولا الإسلام تجلى ولا الامة العربية انشدت:بساط الريح, ولا السنة والجماعة امتلكوا وطن؟؟؟!!!
هنا لابد من السؤال الى متى يبقى السنة والشيعة يتقاتلان ؟ ولصالح من تبقى تلك المسرحية القذرة  تتوالى فصولها على ضفاف نهرين من الدماء التي تسيل جارفة معها حتى ذكرى الوطن والقومية بل وحتى الدين الشيعي والسني على سواء؟!فمن يعتقد ان تلك الجراح ستندمل بابتساة كاذبة فهو واهن ومن يعتقد ان التاريخ يعيد نفسه فهو مخمور او مخدربالبثدين..
ماساتنا اليوم تحتاج الى صحوة  وتلك الصحوة تحتاج الى زمن قد يطول وقد لا يرجع ..تلك الصحوة ربما تحصل لكنها تحتاج الى فصل سكني لكلا الدينين المصطنعين بفعل المصالح وبفعل ضرورات الامن القومي الغربي الاميريكي والشرقي الإيراني  والمستفيد الأكبر من كلا الضرورتين هو الكيان الصهيوني المتفرج ككقوة والفاعل كفكر..
فاليعتقد بيقين كلا المتقاتلين السني والشعي ان إزاحة الاخر من الوجود هو ضرب من الاستحالة , فانت ممكن ان تقتل مليونا او عدة ملايين بحرب تقليدية لكنك لا يمكن ان تبيد عشرة او اكثر من الملايين  البشرية التي لا ذنب لها سوى وقوعها تحت شهية  أفكار تخيلية جهنمية توظيفية تفهم الة القتل ولا تعي نتائجه…
هنا يمسي دور العقلاء وهم كثرة صامتة مركونة عليها ان تتحرك من كلا الطرفين وبقوة لتستدعي الأمم المتحدة بعد صيحة شعبية جرارة تؤيدها وهذا الامر متوفر الان في كلا الدينين ومن ثم تدعوها الى اقتراع الفصل الجغرافي بين المجموعتين اما بشكل اقليمين او دولتين منفصلتين لاعطاء فرصة لكلا الطرفين لتحديد ما اذا كانت مصلحتهم بالانفصال او بإعادة اللحمة ثانية وكما حصل للشعب الألماني مع الفروقات  بضروف كلا الشعبين وجغرافيتهما…
انا واثق من خلال قراءتي لجغرافيا العراق وثرواته ان جنوب العراق وشماله وغربه يحتويان علة ما يزيد عن جاجتهما من ثروات طبيعية ولن يجوع أي منهما فضلا عن العمق البشري لكليهما ومن يشكل في ذلك عليه إعادة قراءة جغرافية العراق ثانية  واسرارها ( وهنا اقصد عراق سايكس بيكو) واما العراق القديم ( العراق العظيم) فهو اكبر بكثير من مما نراه على الخارطة العالمية…