21 يناير، 2025 10:25 ص

بين النقد والتهريج

بين النقد والتهريج

اسلوبان يتمتع باحدهما او كليهما الكاتب الناقد الحصيف الذي يتبنى رايا معينا فاما يظهر حسناته دون التعرض للمخالف و الرد على المخالف باسلوب سليم ومتين ، واما التهريج ، وعندما يكون الرد تهريج وعدم الدقة في نقل المعلومة مع التنكيل بالمخالف لراي الكاتب فاعلم انه يعيش عقدة نفسية ممن لا يتقبل او يخالف رايه .

هنالك كتب فيها شطحات لا تستحق الرد واما الكتب التي فيها شطحات وحماقات ولها من يتابعها ومخدوع فيها وتمس ثوابت او شخصيات مهمة يكون الرد واجب .

لا اشكال عندما لا يؤمن الدكتور علي الوردي باغلب مبادئ الثقافة الاسلامية ، ولا اشكال بان يمتدح الثقافة الغربية على علاتها ، لكن الكذب على الثقافة الاسلامية من اجل تثبيت رايه الواهن باستدلال مبتور ومموه هذا لا يعتبر من براعة الكاتب .

 الوردي في لمحات اجتماعية (1/44) ينتقد اسماعيل الصفوي عندما احتل بغداد سنة 1508 م ارتكب جرائم بحق السنة حيث اعلن سب الخلفاء و قتل اهل السنة وهدم قبر ابي حنيفة ، هذه الاعمال مرفوضة جملة وتفصيلا ولم اتحقق منها ولكنها لربما تصدر من الصفوي وهو مدان لكن كان لراي الوردي بالعراقي انه يرى الحقيقة من جانب واحد حسب ما يريد ودليله على ذلك ان الشيخ محمد جواد مغنية ماذا كتب عن اسماعيل الصفوي يقول الوردي : “كتب مغنية مادحا اسماعيل الصفوي بانه زار العتبات الكاظمية والنجف وكربلاء وتبرع قناديل للاضرحة واكرم العلماء واذن بحي على خير العمل ” ( تاريخ دول الشيعة ص122) اي انه ذكر ما يريد اي مغنية ولم يذكر جرائمه بحق السنة .

اقول للدكتور الوردي ان مغنية لبناني وليس عراقي هذا اولا وثانيا ما كتبه مغنية هو في كتاب يخص تاريخ الشيعة وما مر بالعتبات المقدسة وفترة زمنية كانت العتبات مزدهرة ايام الصفوية اي انه يصف حال الشيعة ولم يصف حال الشاه اسماعيل الصفوي

 ويعود في نفس الكتاب يذكر الشقاوة المجرم حسن كبريت، وقصته سمعتها انا من اهلنا القدماء انه كان سفاح وقاتل وقرر ان يتوب وعند مروره بعد المغرب من مقبرة الشيخ معروف سمع صوت رجل يحفر القبر لاخراج جثة فتاة صغيرة دفنت قبل ساعات ليمارس الرذيلة فلما راها قال انا تبت ولكن لاقتل هذا واعتبره قبل التوبة وليكن ضمن الذين قتلتهم سابقا .

اما الوردي فيقول عن حسن كبريت سالوه لماذا تقتل يقول انا احب فاطمة الزهراء وهي تشفع لي وقد تبت وعند مروره بمقبرة الشيخ معروف سمع بنت تستغيث وتقول عليك فاطمة الزهراء اتركني فلما سمع استغاثتها جاء لها فراى رجل يريد الاعتداء عليها فقتله باسم الزهراء واعاد البنت الى اهلها ، طبعا بعد ذلك يبدا تعليقاته المتهجمة على ما سمعه من قصة دون ان يدقق بها لانها جاءت مطابقة لهواه في نقد هذه الثقافة .

نعم هنالك من يفكر هكذا تفكير بان الزهراء او الائمة يشفعون له بالرغم من ذنوبه وهذه ثقافة معروفة ولكنها ليست منتشرة بل هنالك من ينتقدها وبشدة ، والامر الاخر هو حشر اسم الزهراء عليها السلام ليقدح بمن يحب الزهراء باعتباره يقدم على الذنوب متاملا بشفاعة الزهراء عليها السلام .

للاسف الشديد قد تكون هنا او هناك ظاهرة شاذة منفردة حصلت فيلتقطها الوردي ليعممها وهو مثلا في وعاظ السلاطين ينتقد شيخ ازهري لانه انتقد فرنسا سنة 1826 لكثرة السفور ولكنه امتدحها لعدم وجود الشذوذ فيرد عليه الوردي قائلا اينما يوجد الحجاب يوجد الشذوذ وبدا ينظر لافكاره السلبية ، وياليته كان على قيد الحياة ليقرا اعترافات فرنسا بعدد الاطفال المولودين خارج الشرعية ونسبتهم 60% باعترافهم سنة 2016 واقرارهم قانون الشذوذ الجنسي يعني المثلية يعني اللواط والمساحقة وهنا الرد يكون او التوعية لمن يغتر باراء الوردي وسيكون هنالك مقال قادم