23 ديسمبر، 2024 1:25 ص

بين المُمهدْ ،،، والمُهِدد !

بين المُمهدْ ،،، والمُهِدد !

كل الوجود والعوالم المادية والمعنوية بقبضة الله سبحانه وتعالى !
ونحن خلقه من أعطانا العقل الذي عليه مدار التكليف والعقاب والثواب وفق ثوابت ونظم ومواد لنظرية أتى بها الخاتم المصطفى صلى عليه وآله وسلم ، وكانت من ضمن قوانينها أننا ننصر الله الخالق العظيم ، بالتطبيق الحرفي لدينه ، للألتزام الشرعي الذي نطقت قوانين الله تعالى به ( وما خلقت الجن والأنس ألا ليعبدون ) وهذه تطلب من العاقل المدرك فقط ، وألا فاقد العقل والشيء لا يعطيه جزما !
وهذه المساحة في التكليف رفعت قوم وخفضت آخرين ، ومن رفعتهم نالوا الخير العميم ، والألطاف الألهية النورانية المؤثرة في مجتمعاتها ، بل وكانت هي الضماد للمؤمنين الذي كثرت جراحاتهم على يد الظالمين والطغاة والمستبدين !
وتفاوتت المعارف بين البشر ، فمنهم من وصل مدارج الكمال والصفاء والقرب !
ومنهم من خسر كل شيء بتقاعسه وأنحداره في لهوات الشهوات وحبه لأطاعة النفس الأمارة بالسوء !
وميدان الدنيا زخر بالكثير من الدرجات للمكلفين على كل صعيد !
وصعيد الشيعة الذين أختلفوا عن باقي المسلمين في أعتقادهم بجملة قضايا قطعية ويقينية هي روح المدرسة ومنهاج محمد الخاتم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم !
وتدور هذه الشعيرة بالعقيدة على فهم دقيق غير قابل للتأويل عند العلماء لأجله ذهب جيش من العلماء والمكلفين الواعين شهداء وتفننت الملوك والطغاة بطريقة قتلهم والتنكيل ، لأنهم يرفعون الصوت عاليا للظالمين ويهزون عرشه معترضين عليه ورافضين للظلم والحيف منه !
ومنه أكتسبت مدرسة واتباع أهل البيت هذا الأسم الشهير !
ولكن ،،،!
كثر الخلط والأدعاء في طريقة نصر الله تعالى عبر أمامه الغائب المنتظر عجل الله فرجه !
فمنهم من تصور أشاعة الفساد والقتل والمجون هو سبب لجبر الأمام على الخروج ، بأنحراف واضح وصريح للمعتقدات الحقة !
وله أشكال وفروع ، وأخرون تصوروا مجرد الأنتساب لقضية التشيع ، وحملها أسما يكفي في الوقوع برضا الأمام والخليفة لدين محمد وآل محمد عليهم السلام  !
وأخرون عملوا بطريقة مغايرة جملة وتفصيلا ، وصار التفكير بتأسيس دولة دينية قائمة على شريعة محمد وآل محمد عليهم السلام ، وبذل قصارى الجهود والأمكانات ، وهذا هو الأقرب للمنطق والتفسير المطمئن لجملة آيات وروايات وردت تحث العلماء وبقي هذا الأمر نظرية وأمنية في بطون الكتب حتى بزغ فجر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة العالم العارف الخميني العظيم قدس سره الشريف ،،،
فقد شمر عن ساعد الجد والثبات والقناعة لبناء أول صرح عملي يكون ممهدا لدولة العدل الألهي وتهيئة الظروف والأرضية للظهور الميمون بأذن الله تعالى  !
وقد كثر الكلام والأعتراض من القاصي والداني والقريب والبعيد ، هل هذه الدولة هي المطلوبة ، هل هذا تفسير الروايات وهي النموذج التطبيقي ، وشرقت وغربت الروايات والأشاعات ، بل وصل الأمر للطعن بها من داخل مؤسسة التشيع ومن علماء وسوقة عاديين !
وبتقدمها يوما بعد يوم وهي تجابه الأستكبار ومن أراد الأطاحة بها بعد أن عرف تأثيرها لو نجحت هذه الثورة وهي كل يوم تكشف عن مخزون قوتها !
لتسير بخطط دقيقة ، ومحسوبة بحسابات مذهلة ، وتعمد لتأسيس مقومات القوة وأدوات الردع الذي هو سلاح القوى المستكبرة العالمية ، وعن دراية كاملة ووعي مفرط !
لتكون بعد شوطها الطويل وهي المحاربة بحصار وحروب ، وقتل للعلماء وعلماء المدنيين في مجالات النووي والكيمياء والفيزياء وعلوم شتى ، ودفعت أموالا تدفن بحور عظيمة في سبيل الأيقاع بها دون جدوى ، لتكون هذه الدولة اليوم هي الدولة المالكة لكل عوامل اللعب مع القوة المستكبرة ، بقيادات متدينة وصادقة وتحمل نظرية التمهيد بواقعية تباينت مع كل من أدعى هذه المهمة على طول خط التاريخ !
وقد نجزم اليوم أن لو كانت المدرسة الشيعية بهذا الوعي الذي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكانت قيادة العالم كله بيد أصحاب هذه المدرسة !
لكن المهددون والذين خرجوا بتفاسير وطرق وأعتقادات جعلت المكلفين أقرب للهاوية منها للبناء الذات التي بناها علماء نوعيين في طريق رحلة هذه المدرسة لتصل هذا الفتح والنصر على يد الأمام الخميني العظيم والخامنائي العظيم ببركة فهم التمهيد الواقعي والمنطقي !