23 ديسمبر، 2024 9:07 ص

بين الله والمسؤول محض رسالة!

بين الله والمسؤول محض رسالة!

يحكى انه كان هنالك شخص يدعى ” نظرعلي طالقاني”، كان من طلاب مدرسة مروي الدينية بطهران، في عهد الملك القاجاري ناصر الدين الشاه، وكان يعاني من فقر مدقع .
خطر ذات يوم في ذهن ” نظر علي” ان يكتب رسالة معنونة الى الل..! بهذا المضمون؛
بسم الله الرحمن الرحیم
حضرة البارئ تعالى!اني المدعو عبدك، ولطالما قلت في القرآن:”و ما من دابة في الارض الا علی الله رزقها” فانا ایضا دابة من داباتك على الارض، وقلت في مکان أخر من القرآن؛ “ان الله لا یخلف المیعاد”،
وعلیه أضع بین یديكم احتياجاتي، زوجة وسيمة ومؤمنة و بیت وسیع وخادم عربة وسائقها بستان و مبلغ من المال للتجارة، ارجو التفضل باجراء التنسيق اللازم والرد.
نظرعلي طالقانی “مدرسة مروی- الحجرة رقم 16” وبعد التفرغ من كتابة الرسالة ففكر “نظر علي” مليا اين يضعها لتصل الى وجهتها؟ فقال لنفسه، المسجد بيت الل..؛ إذن خير لي ان اضعها هنا، وذهب الى مسجد شاه الكائن في بازار – سوق – طهران وأخفى الرسالة في مكان فوق سطح المسجد؛ وهو واثق من انها ستصل الى وجهتها، كان ذلك يوم الخميس.
 صبيحة يوم الجمعة؛ خرج الملك ناصر الدين شاه مع نفر من رجال البلاط للصيد، وتوقفت قافلتهم أمام المسجد.
شاءت العناية الالهية ان تهب ريح شديدة، لتطير الرسالة وتسقط امام الملك ناصر الدين شاه، ولما قرأها الاخير أمر باحضار”نظر علي ” الى القصر! وارسل رجاله الى المدرسة فجئ به الى البلاط، وأمر الملك بان يحضر جميع وزرائه وقال مخاطبا نظر علي ،الرسالة التي كتبتها لل.. احيلت الينا، ونحن ملزمون بالتنفيذ، ثم أمر الملك بتنفيذ جميع طلبات نظر علي الواردة في رسالته.
حكومتنا المركزية والمحلية لم تصلهم رسالة الفقراء ومطالباتهم؟، بأبسط الحقوق بعضها الدواء والمواد الغذائية، ناهيك عن الخدمات والبنى التحتية، فرغم كثرة المناشدات التي تعج بها القنوات الفضائية يوميا!، لكن الحكومة لاقلبا يخشع ولاعينا تدمع ولا اذنا تسمع، افلا يوجد فيهم كالملك ناصر الدين الشاه؟ -رغم تقصيره مع شعبه كما ذكر التأريخ-.
 اعتقد الخلل في المواطن عليه ان يخاطب ربه في طلبه للدواء والغذاء والخدمات الاخرى، وعسى ان تقع في يد احدهم او يشاهدها ويقضي متطلبات المواطن، ولكنه محال، فحتى لو كتب الفقراء رسائلهم الى الل…، فستقع بيد بعضهم فيسرقون حبرها.