23 ديسمبر، 2024 6:04 م

بين القاعدة والمعتصمين وداعش

بين القاعدة والمعتصمين وداعش

يقول الإمام الخميني رحمه الله ( إذا رضيت عنك أميركا فاعلم أنّك أعوج أهوج خائن , والعكس صحيح ) .. لعلّ من نوائب الدهر القاسية على العراق أنّ الإعلام الغربي الأميركي عبر وسائله الشيطانيّة المتطوّرة المهيمنة على العقل البشري اليوم وصمت على جبين العراق عاراً إعلاميّاً ملفّقاً عبر إعلامها الكاذب لن يُمحى إلاّ بإعلام مماثل مستقبلاً عندما أهانت العراقيين وتاريخهم البطولي الحافل بالدفاع عن أرضهم طيلة وجودهم على الأرض “ثورة العشرين ليست ببعيدة” من قبل أن تكون هناك شيء اسمه “دول أوروبيّة” منذ ما قبل التاريخ ولغاية اليوم , فحدّد هذا الاعلام الكاذب أثناء انتشار الجيش الأميركي على أرض العراق “أنّ من يهاجم قوّاته الغازية للعراق ليس شعب العراق صاحب الغيرة والنخوة والشرف , بل من خارج العراق” ! فأسمتهم ب “القاعدة” , فهي بنظر أميركا وإعلامها الملفّق من ألحق بها تلك الخسائر الهائلة وليست الغيرة والنخوة والحميّة العراقيّة! .. وخسائرها من الآليّات فقط كما هو معروف تعادل عدّة مرّات ما خسرته الأطراف المتقاتلة في الحرب العالميّة الثانية من آليّات ومعدّات , وصور دمار ملايين الأطنان من معدّات الجيش الأميركي على أرض العراق موجودة على “اليوتيوب” لمن لم يسبق له الاطّلاع عليها , ذلك عدى أعداد هائلة من الجرحى والمفقودين تعادل سبعة في المائة تقريباً من خسائر تلك الحرب الكونيّة ! ..
المنطقة مقبلة على انفجار لا يرحم منها قد تدخل العالم عبرها حرب كونيّة غير سارّة على الوجود البشري , الانفجار بدأ أزيزه من الأنبار , في حين أنّ الاعلام العالمي يقلب الحقائق كعادته فيجيّر ما يقوم به الجيش العراقي من عمليّات عسكريّة “للقضاء على القاعدة” ! وهي كذبة لن يجرؤ السيّد المالكي على قول غيرها كما عوّدنا دائماً ! .. والحقيقة أنّه يقوم بإخراس الصوت المعارض الوحيد لدكتاتوريّته الغبيّة التسلّطيّة بدون معنى سوى معنى واحد عالق في مخيّلته العثور على سبل بقائه في الحكم لدورات قادمة وليس لدورة ثالثة فقط ! فأطلق على معارضيه “داعش” ! وتأكيداً لما نقول فقد صرّح اليوم “كيري” وزير خارجيّة اللايات المتّحدة الاميركيّة ( أنّ بلاده لن ترسل جنودها إلى العراق!” ) يعني أنّ هناك مخطّطاً فعليّاً في الذهنيّة القياديّة الأميركيّة لإرسال جنودها إلى العراق مرّةً ثانية ! يعني أنّ الإدارة الأميركيّة قلقة فعلاً من أن تكون  معارك صحراء الأنبار قد تجعل العراق “يضيع من بين يديها” ! .. يعني أنّ القوّات العراقيّة بقيادة السيّد المالكي بمختلف صنوفها تتكبّد خسائر لا حدود لها مجبر الإعلام العالمي بشقّيه , الشرقي والغربي التعتيم عليها بسبب موقفهما “الروسي الأميركي وحلفائهما من ما يجري على أرض العراق وسوريا” ضدّ “الإرهاب” , يبدو تفسيره هو ما قاله القائل : كلّ يغنّي على ليلاه , أي بحسب فهم كلّ منهما للإرهاب ليستمر كلّ منهما ـ الروس والأميركيين ـ سوق مبرّرات كلّ طرف منهما يضادّ بها الآخر لأجل الاستمرار في التدخّل في شؤون الآخرين باسم مكافحة الإرهاب ! ..
أميركا لا تريد دولة تتعدّى “حدودها” لأنّ ذلك “يهدّد أمن إسرائيل” !
حسني مبارك استغلّ تماهي سياسته مع سياسات الغرب ليطوّر بلاده عسكريّاً وعلميّاً ونوويّاً ظنّاً منه أنّه كسب ثقة الأميركيين بدون حدود , فتفاجأ يوماً بالإدارة الأميركيّة تقول له : “ليس من المستحسن أن تتعاون مصر مع كوريا الشماليّة في مجال الصواريخ البالستيّة” ! ..
 
كلّما تضخّمت ثروات الخليج العربي في البنوك الأميركيّة والغربيّة عموماً تجد الإدارة الأميركيّة مخرجاً لذلك مخافة هيمنة رأس المال العربي على اقتصاد الغرب فتعمل على إدخال المنطقة بحروب مفتعلة لمصادرة أكبر ما يمكن من المال الخليجي .. ولعلّ “أزمة” محاولة الإمارات العربيّة شراء ميناء نيويورك لا زالت ماثلة ! ..
السيّد المالكي لم يكن ليقحم ابنه “أحمد” في أتون “السياسة” لولا علمه المسبق “والآمن” بأنّه مصدر ثقة عالية للأميركيين وأنّه سيبقى متربّعاً جاثما على صدور العراقيين دورات انتخابيّة قادمة إلى أن يقبض الله روحه ولغاية ما يتعلّم “أبو شهاب” ربّي يخلليه ويحفظه الطيران في سماء المنطقة الخضراء .. وما جامعات العراق إلاّ مانحة لشهادات لا قيمة تجريبيّة مرجوّة منها لصالح عراق يجب أن يتطوّر .. وتلك يتولّاها السيّد المالكي بنفسه عبر أساليب “مُشتّتة” لا حصر لها ليكسب ثقة الغرب أكثر فأكثر ..
كرسيّ حكم العراق “ولو بالنيابة” لا يُقدّر بكنوز الأرض كلّها بنظر عبدة المناصب .. أمراض تربويّة ونقصان ثقة بالنفس هي كفيلة بمهرجانات تنصيب ملوك وأباطرة وأمراء ورؤساء ومعارك انتخابيّة طاحنة , لعلّ بالمنصب يكسب مثل هؤلاء احترام الآخرين ! ..