إرتفعتْ سرعة دوران العجلة الوزارية الى نحوٍ يمكّنُ السيد مصطفى الكاظمي من التربّعِ متربعاً على عرش رئاسة الوزراء . وفي الحقيقة فأنّ هذا الدوران ما انفكّ يدور بينَ او فيما بينَ مجاميعٍ واحزاب متشابهة وكأنها نسخٌ مستنسخة منذ الأيام الأولى للأحتلال في سنة 2003 , ولا من دورٍ في هذا الدوران للرأي العام ولا لطبقة الأنتلجنسيا العراقية ” النخب النخبوية المثقفة ” , ودونما اعتبارٍ للجموع الغفيرة للمتظاهرين بدءاً من الحركة الأحتجاجية في عام 2011 وما اعقبها , وبالرغم من مرارة كلّ ما مرَّ , فإنْ لم نقل كلّ العراقيين فالغالبية العظمى منهم في حالة ارتياحٍ سيكولوجي وسوسيولوجي بدنوّ رحيل عبد المهدي ولا سيما ما شهدته البلاد في نحو الستّة شهور الأخيرة الماضية من احداث عنفٍ صاحبت التظاهرات في ساحة التحرير وبقية المحافظات اشتملت فيما اشتملت على عمليات قنص المتظاهرين وإسقاط قنابل الغاز على رؤوس وجماجم المحتجين , وما رافق ذلك من اعتقالات وعمليات اختفاء وإخفاء حتى للفتيات .. الخ , وأمام أعيُن عبد المهدي الذي لم يحرّك ساكنا وبقائه في ادارة تصريف الأعمال بدلاً من ان يغادر كلياً ولا يتحمّل مسؤولية مجريات ما جرى , وكان عليه ان يعتبر من مغادرة الرئيس الراحل حسني مبارك وتسليم السلطة للمجلس العسكري لأدارة البلاد ” بالرغم من اختلاف النظامين الرئاسي في العراق ومصر ” وبالرغم من أنّ
الحركة الأحتجاجية الواسعة النطاق في مصر لم تشهد ما شهدته تظاهرات العراق من تراجيديا العنف والرعب , وبجانب سيلٍ من نبال النقد لسيّد عبد المهدي بعد إنهاء الإحتجاجات , ولسنا هنا في صددِ خوضِ غمارها والتي اوصلت البلد الى مرحلة الخطر , وبغضّ النظر عن ازمة انهيار النفط وتداعيات كورونا.
ودونما استباقٍ للأحداث وللأيام القادمة , فمن غير الصواب اطلاق احكامٍ استباقية على رئيس الوزراء الجديد – المكلف , وعدم الغوص او الخوض فيما تنشره بعض السوشيال ميديا او الصحف في سيرته الذاتية – السياسية السابقة , فذلك يشكّل مضيعةً للوقت في هذا الظرف الحسّاس , فمع ضرورة منح الكاظمي فرصةً للتعرّف على نهجه السياسي وربما قبل منهجه الوزاري , فينبغي التمعّن في المضاعفات المحتملة للغاية من الأزمة المالية التي يتعرّض لها العراق وكذلك طبيعة المفاوضات مع الولايات المتحدة في حزيران \ يونيو القادم وما يمكن ان يترتّب عليها .! , كما انّنا بدأنا نشهد بدايات تحرّكٍ اجرامية للدواعش , وقد تزامن ذلك ” بقصدٍ او بدون قصد ” تدمير ابراج الكهرباء للمرة الثالثة وفي فترةٍ زمنيةٍ محدودةٍ للغاية , ولا من إشاراتٍ او رموز بأنها انتهت او جرى ايقافها عند حدّها . يتوجّب استقراء الأحداث بتمعّن , وهنالك جهات واطراف عليها ان لا تضع الولاءات الخارجية في اولوياتها .! , فالعراق على شفا حفرةٍ من الهاوية او حتى اقلّ .!