23 ديسمبر، 2024 5:04 م

بين الرياضة والسياسة/ بطولة خليجي 25

بين الرياضة والسياسة/ بطولة خليجي 25

تفاجأة الاوساط الرياضية المحلية والآسيوية والعربية بقرار اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج العربي عندما أصدرت قرارها، بألغاء أقامة بطولة كأس الخليج 25 في بغداد!!، كما كان مقررا لها، وأختيار البحرين أو قطر كمكان بديل عن بغداد، علما أن هذه اللجنة سبق وأن أصدرت قرارها بالموافقة على استضافة بغداد لبطولة خليجي 25 ، لتوفر كل الشروط والامكانيات لأقامة البطولة من ملاعب وخدمات وفنادق وغيرها من المتطلبات. أقول ليس بجديد على الزعامات العربية والخليجية تحديدا، أتخاد مثل هكذا موقف رياضي أو سياسي أو حتى فني، فيه تهميش وخذلان للعراق ، المهم أن تتأخذ موقف يؤذي العراق ويسبب له نوع من الأنكسار والأحباط!!0أقول أن مواقف الخسة والنذالة والدناءة والعمالة ليس بجديدة عن وجوه الشر هذه التي طالما أضمرت الكره والحقد والسوء للعراق، وحتى قبل غزو دويلة الكويت التي صار غزوها الشماعة التي علقت عليها كل ما جرى ويجري للعراق من مصائب ومأسي! منذ عام 1990 ولحد الان0أعود لأكرر وأؤكد، بالقول بأن هذه الدول لا تريد الخير للعراق أصلا وطالما نظرت له تاريخيا بنظرة الحسد والغيرة منه لتاريخه العريق والمشرف عبر ألاف السنين وحسده على كل ما فيه من شعب متعدد الأعراق والقوميات والمذاهب والطوائف كقطعة من الفسيفساء الجميلة وأرض وأنهر وغيرها من الخيرات التي لا تعد ولا تحصى، وحقا صدق من قال (كل ذي نعمة محسود)!0 ولكن ماذا تقول للزمان ولحماقة وجهالة وتهور وعدم وطنية من حكموا العراق!!، التي جعلت من مصير العراق ومقدراته وخيراته بيد جوقة الشر العربية هذه!. وللتعريف بأن ( بطولة كأس الخليج العربي تقام كل سنتين وأول بطولة أقيمت في البحرين عام 1970 ، وآخر بطولة أقيمت في قطر عام 2019)0 ولو قدر لبطولة خليجي 25 أن تقام في العراق، فهذا يعني الكثير الكثير وأول ما تعنيه هو أنه بلد آمن!، والأمان هو المفتاح لحل كل المشاكل والأزمات للعراق، ولهذا سعى أعداء العراق في الداخل والدول العربية والخليجية تحديدا على زعزعة الأمن في العراق وأشاعة الفوضى فيه!0 فهؤلاء العربان هم من سعوا بكل الوسائل وعبر سنوات طوال لخلق المشاكل والأزمات والمكائد للعراق وأشاعة الأضطرابات وتغذية أنفلات الأمن فيه عن طريق عصابات الجريمة المنظمة، وجعله بلدا غير آمن ولا يصلح للعيش الأنساني، للنيل منه ونهب ثرواته وتدميره، وقضم أراضيه وضمها لهذه الدولة الخليجية وتلك، بالتعاون مع كل قوى الشر في العالم وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وأسرائيل0 ومع الأسف تحقق لهم ما أرادوا!، (وموضوع خور عبد الله، وميناء الفاو الكبير، وتخريب مشروع طريق الحرير، ناهيك عن الأستيلاء على الأبار النفطية المشتركة من قبل الكويت تحديدا، خير دليل على ذلك)، فهذه الدول العربية كانوا للعراق، مثل أخوة نبي يوسف!0 وحتى في أحسن الأحوال والظروف والعلاقات الطيبة، كانت هذه الدول تضمر الشر ولا تريد الخير للعراق ولا تريد له التطور والتقدم!، رغم مواقف العراق المشرفة مع هذه الدول في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة، وعلى مر التاريخ وفي كل الأوقات، فقد كان العراق مشروع دائم للتضحية من أجل الأمة العربية وقضاياها المصيرية ، ومن أجل حفنة العملاء والأنجاس هؤلاء!0هذا أذا أستثنينا موضوع غزو الكويت عام 1990 والذي كان له ألف سبب وسبب والذي لعبت أمريكا وبريطانيا دورا كبيرا في حياكة خيوط تلك المكيدة الكبيرة للأيقاع بالعراق وتدميره!. حقيقة أنا لا أريد لهذا المحيط من الدول اللئيمة والطامعة بخيرات العراق والتي تطوقه من كل جانب أن تشمت به أكثر!، وهي تراه منكسرا لا نصير له، وأولهم عرب الشر والخسة والدناءة0 فأنا لا أريدهم أن يشاهدوا مدينة البصرة التي كان من المقرر أقامة البطولة على ملاعبها، أن يشاهدوها مدينة خربة، دار الزمان عليها وعبث فيها الفاسدين وعديمي الضمير والأنسانية ما شاء لهم أن يعيثوا!، لا أريدهم أن يشاهدوها تضربها الفوضى، وتحوطها ، صور الفقر والتخلف والدمار والعاطلين عن العمل وتنتشر بها المخدرات بشكل مرعب، ويغيب عنها شيء أسمه القانون، وتحكمها لغة العشيرة وتصول بها ضباع الفساد وعصابات الجريمة المنظمة بكل أنواعها ، لا أريدهم أن يشاهدوا البصرة بحالها البائس هذا بعد أن كانت بالأمس، قبلتهم وكل حلم وأماني شيوخهم وأمرائهم هو أن تكون أماراتهم وقطرهم وكويتهم وسعوديتهم مثل البصرة!، وعندما كان أمرائهم وكبرائهم ووجهاء عشائرهم يفخرون ويتباهون عندما بقضون أجازاتهم وعطلهم في البصرة في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي!0 ومن المفيد أن أذكر هنا (أن اللاعب القطري الشهير منصور مفتاح، كان يلتقط الصور لملعب الشعب في هذا الركن ومن ذاك الركن وينام على ( ثيل) الملعب وهو يقول، متى يصبح لدينا في قطر ملعب مثله!، كان ذلك عندما أقيمت بطولة كأس الخليج الخامسة في بغداد عام 1979!!)0 ولكن دار الزمان دورة قاسية لئيمة ، وتكالبت الظروف وتشابكت، وتجمعت كل شياطين الأرض على العراق، وتآمر من تآمر وكاد من كاد، ليبقى ملعب الشعب وحيدا على حاله!، وتنجح قطر بأستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم2022!! ، بعد التطور الكبير الذي أصابها بفعل عمالتها وغدرها وخيانتها لا أكثر!0 ألا تبا لهذا الزمن الرخيص الذي يضام به الحر الشريف النزيه صاحب المباديء والقيم ويفوز به اللقطاء وأبناء الزناة!. وكم كان رائعا وكبيرا ودقيقا، الشاعر مظفر النواب/ عندما وصف القادة العرب وبلا أستثناء‘ في قصيدته الذائعة الصيت// القدس عروس عروبتكم//، (بأولاد القحبة، وأن حضيرة خنزير أطهر من أطهركم)!0 أعود لأقول بأن طيبة أهل العراق وحكامه كانت سبب آخر لما وصل أليه العراق من حال بائس، حيث كان شعب العراق وحكامه سباقين لتقديم الخير والعطاء للدول العربية عموما ولدول الخليج تحديدا ، وطالما وقف العراق مدافعا بكل أخلاص عن قضايا الأمة العربية، وبالتالي هم أول من خانوه وغدروا به وذبحوه!، وتعاونوا ومدوا يدهم مع كل شياطين الدنيا من أجل خنق العراق وقتله0 فلا لوم عليكم يا زناة الأرض بما فعلتموه وتفعلونه بالعراق، فالوقت ليس وقت عتاب فجولة الباطل التي تدور معكم لا زالت قوية!، ولكن عليكم أن تعرفوا بأن الله رد كيد أخوة يوسف الى نحرهم ونصره عليهم، في نهاية القصة!. فالعراق كان جمجمة العرب وسيدكم وسيبقى كذلك، فمشيئة الله أكبر من مكائدكم يا سقط المتاع، فالعراق تعلم منذ 40 عاما أن يلعب خارج أرضه وبعيد عن جمهوره وفاز بأكبر البطولات وأجمل الكؤوس وأحلاها0ويبقى العراق وتبقى بغداد كما وصفها الشاعر لكبير المرحوم مصطفى جمال الدين، زاهية قوية أبية مهما تكالبت وتشابكت عليها الظروف والأعادي، ((بغداد ما أشتبكت عليك الأعصر، ألا ذوت ووريق عمرك أخضر))0 والله ناصر الحق ولو بعد حين والأيام بيننا.