اتخذت السياسة الخارجية الامريكية في بعض الادارات التي حكمت، وعلى مدى سنين من الزمن،المبدأ المعروف: (النظام ينبثق من الخراب).
هناك من السياسيين الامريكيين من يعترف بأختلاق الأزمات والفوضى في العالم،ومنطقة الشرق الأوسط بالذات، فهم يقولون نحن نختلق المشاكل،من خلال الحروب الأهلية والدولية، لتبقى هذه الدول ضعيفة ومتوترة ومختلفة، بل نلجأ أحياناً للتدمير الشامل لبعض البلدان،كالعراق مثلاً،ومن ثم نعيد بنائها بما ينسجم مع مصلحتنا الأمريكية.
يقولون أيضاً:نحن لا نختلق المشكلة،بل نعثر عليها ونساعد على استفحالها، فنحن نخلق العداء والتعصب في مجتمعات الشرق الأوسط،لإيجاد الفوضى، فمثلنا كمثل المنقبين في الأرض عن النفط،لا نصطنعه بل ننقب عنه وما أن نعثر عليه،حتى نحفر الآبار من أجل تفجيره وإستثماره!
أَليس اعترفت هيلاري كلنتن في مذكراتها،ان داعش من صنعنا؟! وأكد هذا الأعتراف ترامب في حملته الأنتخابية،وأن أثنى بعد فوزه في خطابه على الوزيرة كلنتن،فلا ينفي صحة ما قاله.
ترمب،طرح عدة مشاريع لسياسته الخارجية،منها القضاء على الأرهاب، وحل الأزمة السورية مع روسيا معاً، وصرح بأنه معجب ومنبهر بسياسة الرئيس بوتين،لأنه يتوافق معه في الرؤى السياسية،وهذا معناه ان ترامب يسعى للإستقرار في المنطقة، وإيجاد نظام عالمي مستقر،وخاصة انه ركز على الجانب الإقتصادي،مما يجعل من الرئيس ترامب ان تدور سياسته حيثما يدور الأقتصاد الأمريكي.
طرح الصحفي الأمريكي”جيفري غولدبيرغ”، من صحيفة الأتلانتيك،سؤالاً على هنري كيسنجر،وزير الخارجية سابقاً:(( ماهي الأشياء التي تنصح الرئيس 45 للولايات المتحدة الأمريكية أن يقوم بها؟
كيسنجر: يجب أن يسأل الرئيس القادم نفسه “ما هي الأشياء التي نسعى لتحقيقها؟؛ وما هي الأشياء التي نحاول تجنبها، حتى لو كان يجب عليه محاربتها وحده؟ والأجوبة على هذه الأسئلة هي الركائز الأساسية لسياستنا الخارجية، والتي ينبغي أن تُشكل أساس القرارات الإستراتيجية التي يتخذها أي رئيس.
يعيش العالم في حالة من الفوضى، حيث أن الاضطرابات الأساسية التي تحدث في أجزاء كثيرة من العالم في آن واحد، خُلقت معظمها بسبب المبادئ المتباينة للأطراف المتنازعة. ولذلك، فإننا نواجه مشكلتين: أولا، كيف يمكننا الحد من الفوضى الإقليمية؟ ثانيا، كيف يمكننا خلق نظام عالمي متماسك يقوم على أساس المبادئ المتفق عليها والتي تعتبر ضرورية لعمل النظام العالمي بأكمله؟)).
نحن نسأل كيسنجر أيضاً:هل حان دور الرئيس ترامب،لإعادة ترتيب الفوضى التي خلقتها إلادارات الأمريكية السابقة،وفق مبدأ”النظام ينبثق من الخراب”؟
التحالف الوطني الشيعي،أعاد بناء نفسه من جديد، أصبح أكثر تماسكاًٍ ووحدةً،وأصلب عوداً من ذي قبل، بعد التشظي،والتمزق،فأختار الحكيم رئيساً له،وسنّ نظام داخلي،وشكل عدة لجان،لتنظيم الأمور التي تخص الدولة، وعمل الحكومة العراقية،وأصبح مأسسة فاعلة الآن على الساحة السياسية،فبعد تشريع قانون الحشد الشعبي،وطرح مبادرة التسوية الوطنية،سيعقبها أيضاً سنّ قوانين مهمة كانت معطلة سابقاً، بسبب من شرّق وغرّب،وأستبد،وكان السبب في إضعاف التحالف الوطني من القيادة ذو الشيبة!! وكانت نتيجة هذا الضعف،الخراب،والدمار،والدماء، والكوارث الإنسانية.
زيارة الحكيم للأردن،خطوة متسارعة من التحالف الوطني نحو التسوية التاريخية،وحسب فهمي ان هذه الزيارة هي اعداد وتحضير لمؤتمر حوار وطني شامل،من السياسيين المشاركين في الحكومة،وغيرهم،حول التسوية،وتحت غطاء دولي،وربما سيكون الحوار في الأردن.
مابين الحكيم رئيساً للتحالف،وترامب رئيساً لأمريكا،العراق والمنطقة قادمة على تسويات مهمة،تصبّ في مصلحة الأستقرار الاقليمي والدولي.