22 نوفمبر، 2024 1:05 م
Search
Close this search box.

بين التفكير والــ لا تفكير “لا” وسنين ضوئية

بين التفكير والــ لا تفكير “لا” وسنين ضوئية

التفكير تلك الحالة التي يخرج بها الانسان من اطاره الجسمي الضيق ونطاقه المحدود الى عالم واسع من الفضاءات التي تحتوي العديد من الخيارات الممكنة والوصول الى اقصى حد يمكن الوصول له.
الانسان هو غاية الوجود ومرتكزه وكل هذا الخلق مسخر لخدمته البحار والأشجار والحيوانات والآلات وكل الأرض ما فيها وما عليها، ان هذا الكون العظيم بما يحتوي اجتمع في ذلك الجزء الصغير من جسم الانسان كما يقول امير المؤمنين علي) ع” (أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر”.
العقل هو ذلك المحرك الذي أودع الله فيه سرة فقال له “أقبل فأقبل أدبر فأدبر قال وعزتي وجلالي بك أثيب وبك اعاقب” العقل ذلك الهبه الإلهية التي تحتاج الى العمل والتفعيل وذلك من خلال التفكير الذي أوجد الكثير من الحقائق والاختراعات وجعل العقل يبتكر أشياء لم ولن تخطر في خلد أحدهم يوما وببساطة لأننا طمرنا العقل تحت أنقاذ الـ لا تفكير وغيبناه في مدارس قتل الفكر والابداع وجعلنا المقياس هو ذاكرة الحفظ المتوفرة للعقل كانه جهاز لحفظ الملفات تاركين التفكير لجهلنا بمآل الأشياء وقيمة التفكير ونشأنا على الحفظ والتلقين وسننشأ أجيال أخرى بنفس الطريقة ليكن التفكير من الممنوعات في مجتمعنا التي تذهب بالعقل الى عالم الأوهام وهذا الخيال لا فائدة منه وبذلك دمرنا جوهرة الانسان في رماد الضياع.
ان ذهبنا الى منطق العقل يتطلب الامر تغيير شامل في أسس البناء العقلي وطرق التدريس المعتمدة والتعديل عليها لتناسب ما نريد ولنبتعد عن تلك المدارس التي اخبرت أديسون انه غبي ولا يمكن استمراره باي حال من الأحوال لأنه طفل بليد كان هذا في الأشهر الأولى من دخوله المدرسة وذهب بعد ذلك لتأسيس مملكته من الاختراعات التي تعدت الالف واشهرها المصباح الكهربائي ونفسها المدرسة ابتعد عنها اشهر اديب إنكليزي وهو شكسبير الذي ملأ الدنيا بأدبه وكذلك المدرسة لم تجعل من اجاثا كرستي روائية عظيمة لأنها لم ترى جدار المدرسة، والتفكير في سقوط التفاحة من الشجرة الى الأرض جعل نيوتن يكتشف قانون الجاذبية والعديد من القوانين الأخرى التي ساهمت في النهضة الاوربية وكانت أساس الثورة الصناعية والحديث يطول عن عظماء صنعهم التفكير ولم تصنعهم المدارس.
ان الفرق بين التفكير والـ لا تفكير فقط ” لا ” تحتاج الى جزء من الثانية لكتابتها لكن أثرها يمتد لسنين ضوئية ولك ان تتصور كيف ستكون حياتنا لو لم يكن أولئك العظماء الذين تمردوا من اجل الحياة، المحصلة النهائية من كل ما سبق ذكره هو اننا بحاجة الى إعادة النظر في طريقة إدارة الوقت وحجز جزء منه للتفكير والذهاب بعيداً بهذا العقل وطرق أبواب التفكير فقد تكون لحظات او دقائق كافيه لتغيير حياة بكاملها بالإضافة الى ان التفكر في خلق الله أفضل من عبادة سنوات.

أحدث المقالات