لا بأس ان يكون الانسان متدينا اذا اتخذ هذا التدين سبيلا لخدمة الناس وطريقا لنشر العدل والحب والتعاون والتضحية والايثار .. وان يكون هذا الانسان المتدين ناصحا وموجها للاخرين من اجل الخير والسعادة ..
وان استطاع هذا المتدين بما يحمل من افكار وبما يمتلك من مفردات وبما يتشبع به مما يسند كلامه ان يكسب اناسا اخرين الى فكره فهو شجاع وهو متكلم وهو مثقف وهو جرئ …. .. ولكن لو استخدم هذا الانسان تدينه لخداع الناس البسطاء والسيطرة على عقولهم وقلوبهم وفكرهم بالاكراه والتخويف والتسلط في ان يحرم ويحلل على هواه بما يمتلكه من جيش من المسلحين فهذا عدو للانسانية والتقدم والتحضر والرقي… . لم يعد الانسان خاليا من معرفة حقائق الامور خاصة بالنسبة للمتعلمين والمثقفين واصحاب الفكر التقدمي فكل الامور امامه واضحة جلية ….
وهو يمتلك من العقل والفكر ما يمكن ان يميز به بين الحلال والحرام والخير والشر والممنوع وغير الممنوع دستورا وقانونا …. والدستور منحه بعض الحريات يمارسها بما لا يخل بمواده ومبادئه وبما لايؤثر على الناس والمجتمع ….. فلماذا يأتي شخص كوى جبينه بقطعة باذنجان وجعلها سمة من سمات كثرة سجوده وتقواه ليمارس الضغط المشوب بالاكراه لدفعه الى نبذ شئ او حب شئ .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كأن يمنع على الناس شرب الخمور بالقوة والاكراه او باستخدام الميليشيات المسلحة او ان يفرض ارتداء الحجاب على النساء والفتيات اجبارا واكراها او ان يفرض عليهن ارتداء نوع معين من الملابس او ارتداء العباءة بشكليها عباءة الراس او ما تسمى بالعباءة الاسلامية (( وهي اكثر الملابس النسائية اثارة للمراة على الرجل )) او ان يقيد حركة الرجل والمرأة . او ان يمارس منع المحبين والعشاق من التجول في الحدائق والمتنزهات دون الاخلال بالاخلاق والاداب العامة …
الحرية الشخصية مكفولة بالدستور فلا سلطة لشخص او منظمة او حزب او حركة اسلامية على الناس مهما كان شكلها ..
فالذي يحكم الناس هو القانون والدستور ايا كان مصدر استقائه وليس قانون الاحزاب الدينية المتطرفة التي اعضاؤها يمارسون الرذيلة وابشع الجرائم ثم يحرمون على الناس ما كفله الدستور كما يفعل النائب المخبول صاحب (( قانون منع الخمور )) اشهر القوانين في العالم منذ بدء الخليقة الذي فاز به النائب المخبول ب (( جائزة نوبل للخمور )) ….
هذه الاحزاب الدينية المتطرفة لا يمكن ان تطغى على الناس ان لم تجد لها مكانا حاضنا لها وساحة واسعة تلعب فيها واكثر هذه الساحات لعبا لها هي ضعف الدولة والحكومة في السيطرة على الخارجين على القانون … بمعنى ان تكون الدولة خائفة من هذه الاحزاب…. فان كانت هي من تخاف من هؤلاء فما حال الشعب اذن ؟؟؟؟؟ . فالدولة القوية هي التي تفرض قانونها ودستورها على الجميع ولا تدع اي شخص او منظمة او ميليشيا او حزب يخرج عن اطار سيطرتها . وان حصل عكس ذلك فأقرأ على الدولة والحكومة والشعب سورة الفاتحة ..