17 نوفمبر، 2024 5:30 م
Search
Close this search box.

بين إيران وتركيا سوف تضيع لحانا

بين إيران وتركيا سوف تضيع لحانا

في الأمثال العربية والعراقية خصوصاً ، تجد دائماً ما تتعطش له النفس لتشبيه حالات أو أحداث ، وفي هذه الأيام التي يدور فيها الصراع الإعلامي حول التدخل التركي في العراق ومقابلته من قبل الطرف الآخر بالتدخل الإيراني تجد خير مثل ينطبق على حالة الناس والإعلام هو المثل العراقي القائل ( بين حانه ومانه ضاعت لحانا ) وقصة المثل معروفة حيث تزوج رجل من إمرأة ثانية على زوجته الأولى تصغرها في العمر إسمها ( مانه ) وعند تواجد الزوج معها في البيت تنتف له شعرة بيضاء من لحيته وتترك الشعر الأسود لكي يظن الرجل نفسه صغيراً فيميل لها ، وعندما يذهب للكبيرة وإسمها ( حانه ) تنتف بدورها شعرة سوداء من لحيته لكي يبقى الشعر الأبيض في لحيته لكي يظن الرجل أنه كبير في العمر ويتقرب لها ، وهكذا وبمرور الزمن وإستمرار الزوجتين بنتف اللحية أصبح الزوج بدون لحية ، وفي يوم من الأيام سأله أحد الأصدقاء عن سبب حلق لحيته فأجابه أنه لم يحلقها ولكن ( بين حانه ومانه ضاعت لحانه ) ، وذهب ذلك القول مثلاً ، وتراه ينطبق على العراق حيث نجد أصحاب السياسة ومن ورائهم أهل العمامة بين مؤيد للتدخل التركي وبين رافض له ليس حباً في العراق وأهله وأرضه ودفاعاً عن سيادته ، وإنما تماشياً مع مصالح الجهة أو الجهات التي يمثلها كل طرف ، إضافة الى عدم إهتمامهم بحياة العراقيين ، والمفترض بهم أن لا يجازفوا بزج الناس في المحرقة كما يشير الى ذلك المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في مشروع خلاص الذي طرحه لإنهاء أزمة العراق ورفع معاناة شعبه حيث أوضح موقفه بالقول : ( فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل كل الخسارة والهلاك علينا فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق وإستعباد شعب العراق ) . فنرى الطرف الرافض للتدخل التركي ينسى أنه يغض النظر ، بل يبارك التدخل الإيراني ، وبالمقابل فإن الطرف الذي يرفض التدخل الإيراني ينسى أنه يهلل للتدخل التركي ، والملاحظ بالطرفين أنهم لا يفهمون المشاريع التوسعية لهذه البلدان رغم أن تأريخ العراق يحدث الجميع بمعاناته من إحتلالهم ، لكن ماذا تفعل مع شعب تم خداعه وتخديره بالدين والطائفية والمذهب والرموز والعمائم والعشائر وهلم جرا ؟ حيث تراهم سكارى وما هم بسكارى ، وسوف يضيع العراق وشعبه بين الدول الطامعة فيه كما ضاعت لحية صاحب المثل ، ولَعَمْرُكَ إِنَّهُم لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ .

أحدث المقالات