23 ديسمبر، 2024 5:08 ص

بين إعتصام مقتدى الصدر وإياد علاوي جروح العراقيين هل سَتَجد المداوي ..!!

بين إعتصام مقتدى الصدر وإياد علاوي جروح العراقيين هل سَتَجد المداوي ..!!

بعد أكثر من 13 سنة على غزو البلاد من قبل قوات الإحتلال الأمريكي ، وبعد أن ظن الجميع وخصوصاً من كان يحلم بالديموقراطية والحرية في عراق خالي من قبضة الحزب الواحد والحزب الحاكم ، وبالإيمان وتنوع الأحزاب وتسليم وإستلام السلطة بشكل حضاري وسلمي وتعدد الألوان والأشكال التي رسمت عراق الرافدين منذ الولادة ، تبين إن كل هذا عبارة عن مسرحية تم تأليفها خارج أسوار الوطن كتبها عدو ومثل أدوارها مفلسين ضاعين متهمين بالإجرام لكونهم عارضوا القائد الرمز المستولي على السلطة والقامع لحرياتهم وحريات أحزابهم التي كان يعتبرها عدواً له  وللوطن .كنت أحد الذين لم يغادروا بغداد قبل إحتلالها وبعده وشهدتُ جرائم السلب والنهب وحرق الدوائر والمباني الحكومية وسرقة المصارف والبنوك أمام أنظار المحتل وقواته المسؤولة عن حماية ممتلكات الدولة بقوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن طالما أعلنت نفسها محتلة .وقد إستغربت من أن أمور الدولة وممتلكاتها ضاعت وتشتت في غضون ايام قلائل فيما إنشغل المحتل بالسرقة الاكبر الا وهي وحدة الشعب العراقي ، فشكل مجلس الحكم على اساس التفريق والتمزيق وكان مجلساً شكلياً يتبع بالكامل للحاكم المدني لقوات الإحتلال بول بريمر ، وبعد الإنتهاء من حقبة مجلس الحكم  التي أرست بالأسماء تمزيق البلد  ، إختار أعضاء المجلس بالإجماع الدكتور إياد علاوي ليكون أول رئيس حكومة للعراق بعد التغيير وذلك لإيمان الجميع بقدرته على تحمل تلك المسؤولية الكبيرة والخطيرة وهي بناء دولة بحجم العراق العظيم وهو خارج للتو من الحطام والركام ورماد الحرق ، وفعلاً تمكن الرجل من تاسيس وإرساء مؤسسات الدولة لكي تكون لبنة لبناء دولة حضارية تسير بتأريخها النيّر وبحاضرها القوي الى المستقبل الزاهر ، وترتقي عبر بناء مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة والخبرة ، وقاد علاوي العراق ليكون كما رسمت له أنامل الرجل الذي يحلم بعراقِ لكل العراقيين ، ولكن هذا الخط لم ينفع الأعداء المتربصين للعراق والحاقدين عليه ، فعمدوا على تاسيس قوى هدفها تمزيق وحدة الصف على أساس العرق والمذهب والقومية ، وعمد المحتل وبمساعدة أطراف تكن للعراق وشعبه الكراهية والحقد على تقوية وبناء تلك الجماعات ، لتزيح مشروع الوحدة الوطنية ، وتستبدله بمشروع التمزيق الطائفي والعرقي ، وبذلك تمحور الذين يخدمون مشروع المحتل مع بعضهم وتقاسموا خيرات البلد الممزق فزاادوه فرقة ، وشهد العراق حقبة زمنية سوداء تمثلت في الصراع الطائفي الذي أودى بحياة أكثر من مليون عراقي فيما هاجر أكثر من عشرة ملايين البلاد جراء هذا الإقتتال ، وتسيدت الأحزاب الدينية المشهد السياسي جراء هذا الأمر ووسعت نفوذها وأستلمت على كل مفاصل الدولة وتقاسمت المراكز السيادية والوظائف المرموقة الى حد أصبح قادتها من أغنياء العالم ، هذا الامر جعل من العراق يتصدر لائحة الفساد المالي والإداري في العالم وتكون مدنه من أخطر مدن الدنيا على السكان وعلى البشرية وأصبح العراق يتصدر قائمة دول العالم في البطالة والفقر ، رغم إنه من كبار الدول المصدرة للنفط في العالم ، وبعد ثورات بدأت بخروج العشرات من الشبان في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد تعالت صيحات الغضب والإستنكار والشجب الشعبي للحكومة ومسؤوليها ، وإنتقلت تلك التظاهرات الى كافة مدن العراق ، حتى أدركت المرجعيات الدينية ذلك وقررت دعم مطالب الجماهير في التغيير ، وحدث التغيير ولكن كان تغييراً شكلياً بخروج المالكي والمجيء بالعبادي الذي إستعان بنفس الفاسدين ولم يتغير في الأمر شيء ، وخرجت الجماهير المنتفظة هذه المرة للمطالبة بالإصلاحات التي لم ولن تتحقق ، فكان من الطبيعي أن يخرج السيد مقتدى الصدر الذي نقل حالة التظاهر الى الإعتصام ، وهو من كان يقود الرجال الى محاربة المحتل ومقاومته ، واليوم أرى بإن المشهد سيعود للمربع الأول وهو عملية بناء العراق وإنقاذه من التمزيق والتقسيم وخطر الإحتلال على أيدي التنظيمات الإرهابية ، وما خطوة إياد علاوي بالإعتصام مع أعضاء البرلمان العراقي وتواجده بينهم ودعمه لهم إلا خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح ، وأدعوا الجميع للوقوف مع العراق حاملين راية الوحدة ومتخلين عن كل المسميات التي من شأنها تفرق وحدة الصف .