الموضوع الأول، بين كتابة ( إذن) و (إذاً):
هناك اختلاف بين النحاة في طريقة كتابة ( إذن) و (إذاً).
1 – (إذاً) تُكتَب بالألف دوما – كما رُسِمت في المصحف ( القرآن الكريم) – وهذا القول منسوب إلى أبي عثمان المازني(*)
2 – (إذن) تُكتَب بالنون دوما ؛ وهذا مذهب المبرد (**) القائل : أشتهي أن أكوي يدَ مَن يكتب ( إذن ) بالألف لأنها مثل أنْ و لنْ ولا يدخل التنوين الحروف.
3 – تُكتَب بالنون إذا كانت ناصبة.
4 – وبالألف ( إذا)، إذا أَلغيتَ عملها.
5 – (إذن) تكتب بالنون في حالة الوصل .
6 – (إذا) بالألف في حال الوقف.
7 – إذاً : حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب نحو : للطلاب معلم يعلمهم ،إذاً يرشدهم.
8 – إذن : حرف نصب وجواب واستقبال و جزاء ،مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
وأخيراً حسب قول ( أبي العباس المبرد) المتوفي 285 هـ ، وهو زعيم المدرسة البصرية – مدرسة القياس النحوي – التي نسير على نهجها الآن في كل أقطار الوطن العربي ، تكتب (إذن)
………………………………………………………………..
.والمبرد كان يقول : “أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذن بالألف ، لأنها مثل أن ولن“، وهذا المذهب يستند إلى أنها يوقف عليها بالنون لا بالألف، ولكي يفرق بينها وبين (إذا) الظرفية، وهو رأي له قيمته ووزنه طبعًا
أمّا الدكتور التهامي الهاشمي -أستاذ كرسي القراءات القرآنية بكلية الآداب بالرباط و بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء- فقد قال:
يحسن أن ترسم (إذن) بالنون، ولكن إن كُتِبت بالتنوين (إذًأ) فلا بأس.
الخلاصة:
لدينا نقيضان في الرأي: أحدهما أن تكتب بالنون (إذن) مطلقًا عملت أو لم تعمل.
والثاني أن تكتب بالألف مطلقًا (إذًأ) عملت أم لم تعمل.
ولدينا رأي ثالث وسطًا بينهما: يكتبها بالنون (إذن) إذا عملت، وبالألف (إذًا) إذا لم تعمل.
ولأن الخلاف حول هذه المسألة ما زال محتدمًا.. فالكتابتان صحيحتان ولكم أن تختاروا منهما ما تشاؤون!!
أحيانا أنا أكتبها بالشكلين محتاطاً ، وأنا أغلب رأي المبرد لكي لا يخلط القارئ الكريم بين ( إذاً ) و ( إذا) الشرطية غير الجازمة.
……………………………………………………………………………
الموضوع الثاني: حروف الجواب :
حروف الجواب،وهيَ -غير عاملة -: “نَعَمْ وبَلى وإي وأَجلْ وجَيرِ وإنَّ ولا وكلاَّ”،
مثل:
– نَعَمْ :حرف جواب، يفيد الإثبات في الجواب عن السؤال المثبَت، والنفيَ في الجواب عن السؤال المنفي
أسافر خالد؟
نعم، سافر.
أما سافر خالد؟
نعم، ما سافر.
– بَلَى. تختصُّ بوقوعها بعدَ النّفي فتجعلُهُ إثباتاً:
قال تعالى: [ألست بربكم قالوا بَلَى[ (الأعراف 7/172). فقال ابن عباس معلّقًا، لو قالوا: [نَعَم] لكفروا.
.ووجه ذلك أنّ [نَعَم] – كما ذكرنا آنفًا – لا تُغَيِّر من النفي والإثبات شيئًا؛ فلو أجابوا قائلين: [نَعَم]، لكان تأويل ذلك: [نعم لست ربّنا]، ولكان ذلك كفراً.
ونحن نبحث عن الفاصلة، والمثل:
ألست أنا صاحبك؟
بَلَى، أنت صاحبي.
– أما (أَجلْ) بمعنى (نعَمْ)، وهي مثلُها تكونُ تصديقاً للمُخبر في أخبارهِ، أو لوعده ولكن لا تأتي بعد الاستفهام، مثل:
– قد حضر أخوك .
أجل، حضر.
– اجتهد في دروسك.
أجل، اجتهد.
– (جَيْرِ) حرفُ جوابٍ، بمعنى “نَعَمْ”. وهو مبنيٌّ على الكسر. وقد يُبنى على الفتح. والأكثرُ أن يقعَ قبلَ القَسم، نحو:
جَيْرِ، والله لأصدقن القول.
– (أي) لا تُستعمَلُ إلا قبل القسمِ، كقوله تعالى {قُلْ إي ورَبي إنَّهُ لَحَقٌّ}. “أي” توكيد للقسم، والمعنى نعم، وربي ، وموضوعنا ( الفاصلة)، مثال:
إي، وربّي سأكون صادقاً.
– (إنَّ) حرفُ جوابٍ، بمعنى (نَعَمْ)، يقال لك:
هل جاءَ زُهَيرٌ؟
إنَّهُ، جاء.
قال الشاعر:
بَكَرَ العَواذلُ، في الصَّبُو *** حِ، يَلُمْنَني وَأَلومُهُنَّهْ
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلاَ *** كَ، وَقَدْ كَبِرْتَ، فَقُلْتُ إِنَّهُ
إنّه، قد علاني…..أي: نعم، قد علاني.
والهاءُ، التي تلحقه، هي هاءُ السَّكت، التي تُزادُ في الوقف، لا هاءُ الضمير ولو كانت هاءَ الضمير لثبتت في الوصل، كما تثبتُ في الوقف. وليس الأمرُ كذلك، لأنك تحذفها إن وصلتَ، يقال لك (هل رجعَ أُسامةُ؟) فتقولُ :إنّ، يا هذا، أي نعم، يا هذا قد رجع.
– (لا وكَلاَّ) تكونانِ لنفي الجواب. وتُفيدُ (كَلاَّ)، مع النفي، رَدعَ المُخاطبِ وزجرَهُ. تقولُ لِمنْ يُزَيَّنُ لك السوء ويُغريكَ بإتيانهِ:
كَلاَّ، لا أُجيبُكَ إلى ذلك.
وقد تكونُ (كَلاَّ) بمعنى (حَقاً)، كقولهِ تعالى: “كلاَّ، إنَّ الإنسانَ لَيَطغى أنْ رآه استغنى”
15 – بعد لفظ المنادى المتصل، مثل:
يا زيد، اقرأ دروسك.
يا رجل، حان وقت العمل.
أي بني، لا تؤجل عمل اليوم إلى غد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) أبو عثمان بكر بن محمد بن عثمان المازني (؟ – 247 هـ) هو نحوي ومتكلِّم من البصرة، ومن أشهر علماء عصره، ويُعدُّ شيخ الطبقة السادسة من المدرسة البصرية في النحو. امتلك المازني براعة في التصريف إلى جانب تعمُّقه في النحو
(**) أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر المعروف بالمبرد ينتهي نسبه بثمالة، وهو عوف بن أسلم من الأزد.(ولد 10 ذو الحجة 210 هـ/825م، وتوفي عام 286 هـ/899م)، أحد العلماء الجهابذة في علوم البلاغة والنحو والنقد، عاش في العصر العباسي في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)