23 نوفمبر، 2024 12:24 ص
Search
Close this search box.

بينَ زيارة الكاظمي لواشنطن وجولة الحوار الستراتيجي

بينَ زيارة الكاظمي لواشنطن وجولة الحوار الستراتيجي

جولةُ الحوار الستراتيجي هي الثانية بين وفد الولايات المتحدة وبين الوفد العراقي , والتي من المرشّح انعقادها نهاية شهر تموز \ يوليو الجاري , حيث سبقتها الأولى عبر دائرةٍ تلفزيونيةٍ مغلقة كما إطّلع عليها الرأي العام . ومن غير المعروف لغاية الآن اذا ما ستجري تغييرات او اضافاتٌ ما على اعضاء الوفد العراقي .

زيارة رئيس الوزراء الى العاصمة الأمريكية تبدو بشكلٍ او بآخر بأنها اكثر ستراتيجيةً من الحوار الستراتيجي القادم .! , كما يبدو أنّ ما يمنح هذه الزيارة ديناميةً وحيويةً هو تصريح الجنرال ” كينيث مكنزي ” قائد القيادة المركزية الأمريكية ” بعد مغادرته العراق ” حول تقارب وجهات النظر بين البلدين وخصوصاً في مسألة تحجيم دور الفصائل المسلحة حسب تعبيره , أمّا عن عدم الإعلان المسبق عن زيارة الجنرال , فيترآى انها كانت لأسبابٍ أمنيّة ولعدم تعريضهِ لإزعاجاتٍ كاتيوشيّة مفترضة .!

وإذ تبدو بعض القواسم المشتركة بين مجريات الجولة القادمة للحوار مع الأمريكان , وبين زيارة السيد الكاظمي للولايات المتحدة , فتلك القواسم ليست مطلقة وتندرج ضمن المفهوم النسبي , وهي ايضا خارج نطاق ايّ مستجداتٍ محتملة من الأطراف المعارضة للتواجد الأمريكي في العراق حتى لو كان جندياً واحداً فقط , مجازاً .! , والأمر بمجمله يرتبط بالتفاهمات والنتائج التي ستفرزها زيارة الكاظمي , والتي هي غير منفصلة بتاتاً عن زيارته الأخرى الى طهران , والتي لابدّ أن تلقي بظلالٍ ما على اوضاع الفصائل المسلحة في العراق . وبالمناسبةِ هذه , فزيارة وزير الخارجية الفرنسي ” لودريان ” الى بغداد يوم امس , فلا علاقة فعلية لها بكورونا وداعش حسبما ذكره الإعلام , فهي لدعم الموقف الأمريكي ودعم الكاظمي في فرض السيادة الفعلية للدولة على الأطراف المسلحة .

وإذ , واذا كان متوقعاً مسبقاً نجاح لقاء رئيس الوزراء بالرئيس الأمريكي , فأنّ الحوار الستراتيجي المرتقب سوف يتمحور بالدرجة الأولى حول البحث عن آليّةٍ جديدة لطريقة جدولة او اعادة جدولة سحب القوات الأمريكية ودونما انسحاب كامل او مطلق , وسوف تتركّز المحاور الأخرى حول المساعدات الأقتصاية والمالية والتقنية – الأمريكية الى العراق وانتشال خزينته المفلسة من الغرق , مع أخذٍ بالأعتبار السوبر – ستراتيجي بأنّ وارادت العراق المالية من مبيعات النفط تمرّ عبر البنك الفدرالي الأمريكي , وبمقدور الأدارة الأمريكية إطفاء الضوء الأخضر لإيصال الواردات المالية الى العراق اذا ما تطلّب الأمر , او اذا ما اصرّت الفصائل المسلحة على موقفها في ضرب او التعرّض للمصالح الأمريكية في العراق , والأمر بالطبع غير مرتبطٍ بها بشكلٍ ذاتيٍ ومباشرٍ .

بالمجمل , يمكن القول أنّ الوضع السياسي الحالي للعراق او للحكومة العراقية هو مُعلّق , ولكن الى أمدٍ قصير ! , حتى تتّضح قسماته وملامحه بشكلٍ اكثر وضوحاً , ولابدّ من الأخذ بنظر الإعتبار أنّ الأمريكان يهيّئون الأرضية المناسبة ” في الشأن العراقي ” بما يخدم متطلبات الأنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة , والتي ستتضح نتائجها في شهر تشرين 2 – نوفمبر القادم , والأمريكان لديهم من القدرات في تأدية هذه المتطلبات اكثر بكثيرٍ من الجانب المقابل ” الإيراني ” والذي يمسى ويضحى العراق مسرحاً في الهواء الطلق ! لهذا الصراع او النزاع , ودونما ايّ اعتبارٍ لأحزاب السلطة وفصائلها من أنّ القوة الجوية العراقية سوف تحال الى التقاعد , وإنّ الدبابات الأمريكية في المعسكرات العراقية سوف تكون خارج نطاق الخدمة ” رغم عددها المحدود ” , فضلاً عن عدم ضمان استمرارية دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين المعرّضة لعدم ديمومتها والإبقاء عليها للشهور المقبلة .. ويببدو ممّا يبدو بجلاء أنّ الإنعطاف بأتجاه الموقف الأمريكي , فكأنه احلى الخيارات المُرّة , ودونَ تجاهلٍ ونسيان لما فعلته امريكا في العراق , وما يترتب عليها في التعويض عن ذلك وفق طبيعة الدبلوماسية المفترضة التي ينبغي على العراق ممارستها , ولعلّ من المثير للطرافة , أنّ الأمريكان بدأوا بممارسة ما يترتب عليهم ” او بعضه ” ولكن من زاوية اخرى .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات