23 ديسمبر، 2024 8:38 ص

بينَ السلام الجمهوري والنشيد الوطني!

بينَ السلام الجمهوري والنشيد الوطني!

لا ريبَ أنّ هنالك تداخل , وفوارقٌ بين الإثنين اعلاه , وخصوصاً بعد التغيرات السياسية والإنتقال من الأنظمة الملكية الى الأنظمة الجمهورية , وكذلك نسبةً الى الحكومات والأنقلابات والثورات الجمهورية , ويُشار بهذا الصدد أنّ انظمة الحكم في دول العالم الثالث ولا سيما بعض الدول العربية هي الأكثر ولعاً في تغيير السلام الجمهوري للدولة ونشيدها الوطني وكذلك شعار الجمهورية .! , وتدخل في ذلك عوامل عدّة كالأنتقام المعنوي من نظامِ حكم او حكومة سابقة , او الى اعتباراتٍ غريزية وسيكولوجية تتحكّم بالنظام السياسي الجديد , كما يشمل ذلك التظاهر الشكلي بالتغيير العام او الشمولي , والتأثير بذلك نفسيا او إعلامياً على الجمهور .

ولكي نختزل الأمر ونبتعد عن متاهات التفسيرات والتوصيفات , فسنضغط هنا على الكلمات والإصطلاحات لنختصر القولَ بالقولِ :

< فأنّ السلام الجمهوري تُستخدم فيه الموسيقى العسكرية فقط , بينما في النشيد الوطني يجري استخدام النشيد والموسيقى مع بعضهما > . وفي بعض الدول يكون السلام الجمهوري والنشيد الوطني موحداً او يقتصر على المقطوعة العسكرية الموسيقية الخاصة , والتي تكون موضع تقديسٍ نفسي من قِبلِ شعبها .

ويعتبر العراق الأول في العالم ولربما الوحيد الذي قام بتغيير كلا السلام الجمهوري ونشيده الوطني وحتى عَلَم الدولة ولأكثرِ من مرّة .!

ما جرّني او دفعني ” او كلاهما ” للتطرّق الى موضوع السلام والنشيد , فخلال الأسابيع القليلة الماضية حضرتُ اكثرَ من مؤتمرٍ وملتقى ومهرجان سياسي وثقافي كان يجري في بدئها عزف النشيد الوطني , إنّما ولكنّما ما اثار استغرابي ” بدرجةٍ نسبيةٍ ” وغير مفاجِئةٍ لي ولغيري .! , فعند وقوف جميع الحضور رسمياً احتراماً وتقديراً للنشيد الوطني للدولة , فلاحظت البعض يتمايل في وقوفه , وبعض آخر يتحرّك , وغيرهم يُطفئ جهاز الموبايل , بينما غيره يخرج ورق ” الكلينكس ” من جيبه , بينما مصوّرو كاميرات القنوات الفضائية وغير الفضائية فيتحرّكون بأتجاهاتٍ مختلفة وكأنّ الأمر لايعنيهم .! ويضاف لهم البعض القليل من الموظفين الفنيين والأداريين التابعين لأدارات المؤتمرات .

ودونما استرسال لا يتطلّب أيّ تحليلات لهذه الظاهرة الظاهرة معانيها وابعادها , فأنها تعني ” ودونما تعميم ” بأنّ الدولة غير معتبرة ولا محترمة بنظر قطاعاتٍ واسعة من الجماهير , وكأنه لا قدسيّة بقيت لنشيد الدولة الوطني ولا لحكومة الدولة وقياداتها المختلفة والمتخالفة بين بعضها او بين انفسها , ولعلّ ذلك يُمثّل ادنى درجات التعبير الجماهيري – الجمعي لذلك وغير ذلك .!