23 ديسمبر، 2024 1:42 ص

بينَ الإصلاح و التصليح .!!

بينَ الإصلاح و التصليح .!!

إذا ما اعتبرنا أنَّ كلمة ” تصليح ” تُعبّر عن جانبٍ تقني او فنّي < بدءاً من خللٍ قد يحصل في او بعد بناءٍ ما , او في عجلات ومركباتٍ جرّاء عطلٍ ما , وذلك موصول في مجالات الألكترونيك و الميكانيك والكهرباء , ويمتدّ ذلك الى قائمةٍ طويلةٍ وعريضة في هذا الشأن , فكلمة ” إصلاح ” تُمثّل الجانب المعنوي في ميادينٍ شتى تشمل فيما تشمل ” الأنظمة والقوانين والإدارة والإقتصاد والخ .. الخ من ذات القائمة العريضة والطويلة . لكنّ القاسم المشترك الغليظ والمتين والشديد بين كلا ” التصليح والإصلاح ” هو في الأساس وجود ” هيكل ” مادي او معنوي متكامل , ثمّ التفاجؤ بحدوثِ خللٍ ما فيه , وهذا ما يتطلب إصلاحه او تصليحه , ولا نجد أيّاً من ذرّاتٍ غبارٍ على هذا الكلم المبسّط كي ننفض هذه الذرّات عنه .!أمّا ما يجري الحديث عنه ” مؤخرا ولغاية الآن ولاحقا ” من ضرورات اجراء < الإصلاح > جرّاء التلوّث بفيروسات وميكروبات الفساد في اجهزة الدولة المنبثقة اصلاً وفصلاً من احزاب السلطة , فهو الطامة الكبرى والعظمى بأمِّ عينيها وابوها ايضا , فما يسمى او يُصطلح عليه بِ ” العملية السياسية ” التي كانَ < المُخرج والمُنتج وكاتب السيناريو والممثلين – الكومبارس – تحت إيقاع موسيقى الدين > فهي ال C I A بلا منازع , فلم يكن هنالك بناء او هيكل لهذه التي تُسمى بعملية سياسية , وهذه ” العملية ” مساحتها بضعة ملليمترات من مساحة العراق وموقعها المشهور في المنطقة الخضراء , واذا كانت هذه ” العملية السياسية ” عنواناً لكتاب العراق الجديد بعد او افرازا للإحتلال , فصفحات هذا الكتاب تلتصق بعضها ببعضها من قطرات او لترات دماء العراقيين الذين جرت تصفيتهم بهذه الوسيلة او تلك , كما أنّ صفحاتٍ اخريات قد اكتست باللون الأسود جرّاء سلسلة الحرائق ” المسوّغة ” في المناطق التجارية المزدحمة , ولسنا هنا بصدد قراءة كلّ صفحات كتاب ” العملية السياسية ” فهي مكشوفة وعارية حتى من ورقة التوت , بل اكثر من ذلك .!! , إنّ المنظر الخارجي المتواضع والمبسّط لهذه العملية هو المسدسات ومركبات الدفع الرباعي ذات الزجاج المضلل والتي تسير بعكس اتجاه السير إحتراماً للقانون ولدولة القانون . .والى ذلك فأنه USELESS  للتحدث او حتى التطرّق لمسألة الفساد , فالدرجة التي اُزكِمت بها الأنوف من الفساد المالي – السياسي غدت على حافة الإختناق .!إذن كيف يغدو الحديث عن إصلاحٍ او تصليحٍ لهيكلٍ غير موجودٍ اصلاً , واذا ما كان له من وجودٍ مفترضٍ ما ” حسب رؤى البعض من البعضِ ” فهذا الوجود قائم بلا ” اساسٍ ” ما قبل البناء , وجدرانه المنخورة ملآى بالثقوب والتصدّعات , وليس بوسع اجهزة أمانة بغداد أن تدنو من سقفه الآيل للسقوط , ثمّ أنَّ هذا ” الهيكل او البناء المحسوب ” في المصارف الأجنبية ” للعملية الجراحية – السياسية هو الخطر الأكبر الذي يهدد حياة المواطنين , سواءً بالموت البطئ او الموت بطريقةٍ غير متوقعة .!   إنّ أيّةَ نيّةٍ مفترضة للقيام بما يسمى اصلاح ينبغي أن ينبثق منها ” وعلى عجلٍ وبصوتٍ مُدَوٍّ ” ترديدُ هتاف : < حيّ على الإصلاح .. حيِّ على الفلاح > , لتبدأ بعدها عملية الهدم والنسف واقتلاع الجذور , وهذا سوف لن يحدث في المدى المنظور .!