23 ديسمبر، 2024 8:45 ص

بيع خور عبد الله ” تقفيصة كردية كويتية … لبسها سذج السياسية العراقية “

بيع خور عبد الله ” تقفيصة كردية كويتية … لبسها سذج السياسية العراقية “

يحكى ان قائد الثورة البلشفية  في روسيا “لينين ” ، عقد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن بعض السياسات التي رسمها للثورة البلشفية،  لاقى هذا المؤتمر الصحفي ترحيبا قويا من الدول التي يصنفها ” لينين ” بالامبريالية …في اليوم الثاني عقد مؤتمرا آخر نفى فيه الكثير مما صرح به وأعلن عن سياسة  جديدة تختلف جذريا عن مؤتمره الأول … بعض رفاقه في القيادة  استفسروا منه عن سبب هذا التناقض خلال يومين ، فأجابهم ” الامبرياليين … أعداؤنا… وما ينفعهم يضرنا … ويبدوا ان مؤتمري الأول فيه منفعة لهم فرحبوا به …  ولكي لا اترك لهم مجالا للكسب على حسابنا  راجعنا ماسبق فوجدنا فيه الكثير من نقاط الضعف وعندها لابد من قلب المعادلة لصالحنا…ونفذنا ذلك “…
دعونا سادتي نستلهم بعض المعايير التي اعتمدها لينين حول المنفعة او الكسب ، ونقيس  تداعيات اتفاقية خور عبد الله …
اولا” : الكويتيون سارعوا بتصديق الاتفاقية في الأمم المتحدة حتى قبل المصادقة عليها من مجلس النواب ومن رئاسة الجمهورية … ومرورها من المحكمة الاتحادية .
ثانيا “: اللجنة المفاوضة … أقرت باستلامها هدايا ومبلغ (100) الف دولار كهدية من الحكومة الكويتية لكل فرد من اللجنة المفاوضة والتي وقعت الاتفاقية ، وهذه سابقة لم نسمع بمثلها  في السياسة على مدى التاريخ والعالم ، فالمال لايدفع كهدايا بل يدفع كرشوة …وادعاء بعض أعضاء اللجنة واولهم “هوشيار زيباري” وزير الداخلية ، بان المبالغ المالية قد تم إعادتها للجانب الكويتي … هكذا بكل سلاسة ولطف دون اي عتب على الكويتين في السبب الذي دفعهم لتقديم مثل هذا المال ،  والمعروف ان المال لايقدم الا جراء شراء سلعة او تقديم خدمة …بعدها لاتقولوا لي بان اللجنة لم تقدم خدمة جليلة وتاريخية للكويت استحقوا المكافئة “الرشوة” … ثم من يقول ان أعضاء اللجنة جميعهم ارجعوا المائة الف دولار … اذ ان الجهة الوحيدة التي يمكن ان تبوح بذلك هي الكويت … وهي لايمكن ان تفرط باي حال من الاحوال بمن قدم لها خدمة تاريخية …
ثالثا”: مباشرة أعلنت فضائية الحرية والتي تمول من الجهات الكردية … بان الاستثمارات الكويتية في كردستان تتصدر استثمارات الدول العربية وبمبلغ ملياري دولار … وانها في ازدياد مستمر … لا تقولوا  لي ايضا ان هذا الاستثمار بعيدا عن الاعتراف بالجميل للأكراد الذين سعوا  من خلال وزيرهم هوشيار زيباري ، والذي ووفقا للنائب  حسين الاسدي ، دافع”زيباري ” عن اتفاقية خور عبد الله في البرلمان دفاعا مستميتا ظن البرلمانيين حينها بان المتحدث هو وزير الخارجية الكويتي وليس وزير الخارجية العراقي .
رابعا ” : ليس صدفة ان يعلن احد أعضاء مجلس الأمة الكويتي بان حدود الكويت الفعلية تمتد لتضم  حدود محافظة ميسان بعد ضمها الأهواز حسب ادعائه … وبالتالي فالحدود البحرية لدولة كردستان القادمة قد حلت … لان دولة كردستان تمتد ايضا لتصل لمحافظة ميسان وبالتالي حدود الدولتين الكردية والكويتية قد تلاحمت وفتح المنفذ البحري للدولة الكردية … وطز بدولة العراق …
خامسا”:  الانتقادات الفنية حول اتفاقية خور عبد الله …والتي عرضت في الفضائيات من قبل خبراء بصريين بحريين امضوا معظم حياتهم في البحر والموانيء العراقية … انزعج بها جدا زيباري … فوجه لهم اتهامات بأنهم لا يزيدوا عن مجموعة من الرفاق والرفيقات … اي بعثيين … في محاولة للدفاع عن تنازله عن السيادة العراقية والتفريط بحدود محافظة البصرة … وحتما هو لايهتم ولن يهتم قيد أنملة … لانه واعي تماما … بانهم ” الكرد” … لاشان لهم بالشأن العراقي فهم ضيوف في الدولة العراقية … وغدا وبعده سيقولون للعراق ” باي باي ” فنحن دولة كردية … وغدا لناظره قريب …
سادسا”: عراب صفقة خور عبد الله…  والذي تمت التغطية الإعلامية حوله ولولب و لوبي الصفقة كلها … شخص ولد وتربى و تعلم وتزوج في الكويت ويحمل ثقافة وأخلاق أهلها  وربما امتلك جنسيتها … وعائلته بأكملها تحمل الجنسية الكويتية … وانه حتما بعد تركه لمنصبه الرفيع الحالي في الحكومة ،لاي سبب من الاسباب … سيرجع للكويت  ويحظى بكل الجوائز والامتيازات …نظير خدماته الجليلة والنوعية المتميزة لوطنه البديل … 
إخواني … لا اعتب على اي من السياسيين العراقيين ممن وصلوا للبرلمان او السلطة … لان العتب يكون على من يستحي أما من لا يستحي فلا عتب عليه …ولعل المرجعية الدينية المبجلة كانت أكثر بيانا وفصاحة عندما أعلنت ان  بعض السياسيين نزعوا غيرتهم … ساترك موضوع الغيرة … وأتحدث عن رؤية  النخب السياسية الحالية للدولة … والتي لم تزيد إدارتهم لها عن فعل ورد الفعل ممزوجا بأهوائهم ومصالحهم الفئوية والشخصية…  هؤلاء ليس لديهم اي أفق استراتيجي لبناء دولة وطنية قوية اسمها العراق … والسبب لأنهم أصلا لايمثلون الوطن بل يدعون بتمثيلهم للمكونات … وهو ما اوصل العراق ليكون الدولة الفاشلة بالترتيب 11 عالميا… انهم يفكرون بعقلية النواب الضباط … كما عرفناهم في قادسية المقبور …
سياسي معتق قال لي ذات مرة ” الكويت والأكراد هما السبب في عدم استقرار العراق …ويسعيان دائما لاثارة المشاكل والاضطراب فيه … ولضعفها فهما كالسوسة ينخرانه من داخله” …