22 نوفمبر، 2024 1:46 م
Search
Close this search box.

بيعةُ الغدير .. بيعةُ العلم والأخلاق والإنسانية

بيعةُ الغدير .. بيعةُ العلم والأخلاق والإنسانية

إنَّ القراءة الواعية الموضوعية التحليلية لحادثة الغدير وما سبقها من تحضيرات وما رافقها من أحداث وخطوات وأجراءات وبيان وتنصيب صدرت من الوحي والنبي تكشفُ عن مشروع إلهي عظيم عابر للأديان والمذهبية- نعم إنَّ الدين الإلهي الإنساني هو الركيزة التي ينطلق منها هذا المشروع- الهدفُ منه تحقيق السعادة والكمال للبشرية في الدارين…

وذلك لأنَّ بيعة الغدير تعني:

بيعةُ استمرارية خط النبوة- العلمي الأخلاقي الإنساني- عِبرَ المشروع الإلهي المكمل لمشروع النبوة المتمثل بالإمامة المعصومة… بيعةُ القيادة النائبة لخط الإمامة المتمثلة بالمرجع الأعلم بالدليل والأثر العلمي…

بيعةُ الفكر والعلم والأعلمية والكفاءة والمهنية…بيعةُ الدليل والأثر العلمي الشرعي الأخلاقي…

بيعةُ المنهج العلمي الشرعي الأخلاقي في اختيار وتنصيب القيادة المُثلى في مختلف مواقع المسؤولية والقيادة…

بيعةُ إدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة… والحوار العلمي والمجادلة بالتي هي أحسن…بيعةُ الإعتدال والوسطية… واحترام حرية الرأي والمعتقد…

بيعةُ (الناس صنفان: إمَا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)… بيعةُ السلام والتعايش السلمي بين الانام…

بيعةُ الإيثار والتضحية وتقديم المصالح العامة على المصالح الشخصية… بيعةُ نصرة الحق والحقيقة والمظلوم…

بيعةُ ( إنَّ نعلي هذا أحبُّ اليَّ من إمرتكم هذه إلّا أنْ أقيم حقًا أو أدفع باطلًا)

بيعةُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفض ومكافحة الجهل والفساد والتطرف والإنحراف…

بيعةُ ( وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الاْطْعِمَةِ ـ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَطَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ…)

بيعةُ ( أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ!)…

بيعةُ…بيعةُ …بيعةُ القيم والمبادئ الإلهية والأخلاقية والإنسانية والحضارية… التي حملها وجسَّدها أميرُ الغدير الإمام علي عليه السلام بأبهي صورها بشهادة جميع المسلمين وغيرهم من المفكرين والمصلحين والأحرار…فكان جديرًا بالبيعة والتنصيب الإلهي…

وعلى ضوء ذلك فإنَّ احياء وتجديد البيعة لعلي إنَّما يكون ببيعة وتجسيد القيم والمبادئ الإلهية والأخلاقية والإنسانية والحضارية التي ضحى من أجلها علي…

لأنَّ شخص علي رحل الى السماء الى الخلود …فبيعته تتحقق ببيعة وتجسيد منهجه العلمي الشرعي الأخلاقي الإنساني الذي هو منهج السماء والأخلاق والإنسانية… بيعةُ مَنْ يسير على هذا النهج بالقول والعمل الصادق…

فهذه هي البيعة والولاية والحب الحقيقي لعلي والدليل على ذلك هو ما ورد في القرآن والسنة المطهرة من أنَّ الحب مشروط بالعمل وهذا مشروطٌ به، وقد ترجم هذا المعنى الأستاذ المُعلم بقوله:« الأعمال الصالحات لا تُدخِل الجنة إلّا إذا قُرِنت بحبِّ عليٍ- عليه السلام- وإنّ حبَّ عليٍّ- عليه السلام- لا يُدخِل الجنة إلّا إذا قُرِن بالإيمان والهداية والعمل الصالح».

أحدث المقالات