23 نوفمبر، 2024 5:43 ص
Search
Close this search box.

بيروقراطية … وكراسي

بيروقراطية … وكراسي

هنالك نظرة سائدة في المجتمع تفسر ان كل من يسرق الأموال ويتقبل الرشوة من الأخر في النظام المؤسساتي للعمل الوظيفي يطلق عليه صفة الفاسد وتنطبق عليه شروط الفساد ويخضع للمساءلة القانونية،فماذا نطلق من تسمية على الذي يؤخر صدور كتب مهمة تتعلق بمصائر الناس وحياتهم لأكثر من اسبوع وأسبوعان ومدة الإصدارهي لا تتجاوز الخمسة دقائق؟وآخر يعرقل أمراً ما بالموافقة على مشروعاً مهم كأن يكون بناء مستشفى اومركز صحي اومدرسة جديدة للأطفال،او بناء مشروع عملي ينتشل الشباب من واقع البطالة بدلاً من الذهاب لمشاريع تخريبية وتدميرية تضر البلد،ماهوالتفسيرالمقنع بعدم اظهارالموظف لشيء بسيط من الاحترام للمواطنين عند مراجعتهم لإنجاز موضوع ما في دائرة معينة؟، لماذا كل هذا التأخير والاستخفاف والإجابة العمل متراكم ولا يوجد الفراغ لأبادلهم الابتسامة؟والواقع عكس ذلك فسرد القصص والحكايات وتفسير الاحلام من والى هي المهمة التي يبتدئ بها العمل ومن ثم النظر بمعاملات الموطنين،فالتمحيص والتدقيق لغرض تجنب الوقوع بالفساد،انه تعليل وتبرير للفشل الذي يكتنفهم في أداء عملهم،والصحيح هي ظاهرة البيروقراطية التي بدأت تنتشر مثل الهشيم بالنار بين أروقة ومفاصل الدولة وكأنها جزء لايتجزء من منظومة بناء المؤسسة،وكلمة قراطية مشتقة من الأصل الإغريقي (كراتس )ومعناها السلطة والكلمة في مجموعها تعني قوة المكتب اوسلطة المكتب،والبعض الاخر يوضح مفهومها نظام الحكم القائم في دولة ما يشرف عليها ويديرها طبقة من كبار الموظفين الحريصين على استمرار وبقاء نظام الحكم لأرتباطه بمصالحهم الشخصية،حتى يصبحوا جزءاً لا يتجزأ منه ,ويصبح النظام جزءاً منهم،أنه الروتين القاتل والمعرقل لمسيرة بلد الذي يحبو نحو الارتقاء للتخلص من فلسفة الرمزالأوحد،وهي أحدى المعاول التي يعمل بها الفساد ليحقق مبتغاه،فالتقييد الحرفي بالقانون وعدم اعطاء الفضاء الواسع في فهم الامور لمعرفة أصل المشكلة،وكأنه سورة منزل من السماء،وقتل روح المبادرة والإبداع والابتكار والنظرة الضيقة للموظف المجد بأنه سيأخذ مكان مديره وبالتالي فأنه سيضع العراقيل والعقبات واحدة تلو الأخرى ومبرراته كثيرة فقيمته تتجلى بوجود الكرسي الذي لايستطيع مفارقته حتى في نومه يتسامر معه،وهل لايوجد غيرهم في دوائرنا ليكونوا مؤهلين ؟أم أنهم فقط من لديهم القدرة على تقديم الخدمات والاحتياجات،وماذا سنفعل أذا أحيلوا على التقاعد لبلوغهم

السن القانوني؟هل سنستأجر اونستورد موظفين لهم باع في أدارة المؤسسة؟،أن فسح المجال للطاقات وترك العقد التي تحاكي العقل الباطني بأوهام شتى،ودعم شريحة الشباب (الموظفين الجدد) وتطوير قدراتهم وقابليتهم وإخراج المكنون الفكري لديهم وهذا لايأتي من فراغ ،وإنما من خلال اشراكهم في دورات بمختلف الاختصاصات وإعطاءهم دروس تتناول ثقافة العمل بروح الجماعة والابتعاد عن فلسفة النفاق والتسلق،وقضاء حاجات المراجعين والتعامل معهم بسلوك حسن ومحترم ،لإعطاء صورة ناجحة ولائقة عن عمل المؤسسة،والقيام بآلية تدوير المدراء والمجيء بمدراء جدد من شأنه خلق فرص أكثر لتحقيق النجاح وان كان صغيراً لكنه كبير في عين من يعمل به .

أحدث المقالات

أحدث المقالات