18 ديسمبر، 2024 8:01 م

بيروت دُرّة الشرق : هي في ذاكرتي

بيروت دُرّة الشرق : هي في ذاكرتي

انه الليل يابيروت منذ أمس نَعِسٌ يُطفئ عيون الناس
لكن عينيكِ تبرق نورا يضيء ظلمة المكان،
ويحاول الظلام ان يدسّ انفه ولكن دون جدوى..
انها عيون الحالمين على ضفاف سواحلك الجميلة
عيناك يابيروت شعاع يرسم لوحةً لطريق الوافدين
يبحثون عن منفاهُمُ فيها،،
وابحث عن نفسي آتيهُ في طرقاتها فأجدُني كأني وُلدت على تلك الارض.

هي عالمٌ ينسج خيوطاً من المحبة..
هي قلبٌ كبيرٌ..
هي رائعة تحمل في روح ساكنيها معنى الانسانية..
هي روح الجبل والسهل ومروج اخاديد المنعطفات..
هي كل ذرة حُب تتحرك في الحياة بعد ان غزاها الطغاة..
هي كل أغنيةٍ لفيروز..
هي كل وردةٍ تتفتح في صباحات الربيع..
وتسألني من هي ؟؟
اقول لك من هي انها:: (بيروت) بخمسة حروف وكل حرفٍ هو بستانٌ من الورد..
أنظرُ في وجهك الحزين اليوم ايتها المنكوبة ياعروس الشرق.
تاهت كل أفكاري يابيروت العزيزة وانا اتذكر شوارعك، حاراتك، وضيعاتك في اطراف بيروت ليمتد بي الحنين الى جنوبك وبقاعك الغربي والشرقي وشمالك، وضواحيكِ،، التي تحيط بكل ما هو جميل يحمل معنى الحياة.
الركام الذي شاهدناه منذ يوم امس وحتى اليوم والصور المرعبة مزقت كل الافكار وكل الاحلام التي نتذكرها بشكل دائم عنك ايتها العاصمة الجميلة ..
اهلك وناسك الذين عرفتهم عن قرب سوف ينهضون من تحت غبار الموت الذي اصابهم منذ البارحة ومن الصدمة الكبرى وكأنها دمار زلزالي اصاب قلبك النابض ايتها المدينة الساحرة ، فقد مرت عليك الاهوال لمرات عديدة وعشناها معا فيما مضى عندما استهترت اسرائيل لعدة مرات وعمدت الى دمار وسط بيروت وضاحيتها الجنوبية، لكنها مدينة عصية نهضت بقوة وعنفوان اهلها المحبين للحياة والتحدي .
يبقى الالم يعتصرني وقلبي ملقىً على شوارع بيروت بين جامعاتها ومؤسساتها واهلها يحملني الوجع معهم لمواساتهم والدعاء الى الله لأن نرفع ايدينا معاً بأن يخرجوا من هذه المحنة .
أهلي وأحبتي في عاصمة الشرق ودرّتها الجميلة بيروت …
قلبي معكم معكم ،،،
أينما ينظر المثقلون هموما يَرَوْن وجه القمر
ترتاح سريرتهم و يَخِفُّ وطأ القهر والضَيْم
تنام النوارس وعيون الحراس والعسكر وكل جنود الارض
إلاّ وجهُكِ لن يَغيب.
ستنهضين ايتها المدينة الساحرة لتقف لبنان شامخة كما عهدناها …