22 ديسمبر، 2024 2:57 م

بيروت تتصدّر احداث المِنطقة

بيروت تتصدّر احداث المِنطقة

اخطأت القيادة الإسرائيلية ستراتيجياً عبر تحليق طائراتها المسيّرة فوق منطقةٍ في اقصى الجنوب اللبناني التي تتواجد فيها وحدات عسكرية من الجيش اللبناني , وخصوصاً من اسلحة الدفاع الجوي او سواها , حيث أنّ هذا الخرق الأسرائيلي يمس مشاعر كافة اللبنانيين من كلّ الإتجاهات والإنتماءات السياسية والدينية والمذهبية , وبالتالي فأنّ استفزاز المشاعر الوطنية للشعب اللبناني سيغدو بشكلٍ غير مباشر ومن زاويةٍ ما ضمن خانة الإصطفاف المعنوي الضمني والنسبي مع مواقف حزب الله , برغم التقاطعات والتضاد من شرائح اجتماعية واسعة من قوى سياسية وحتى دينية بما فيهم من المواطنين الشيعة المستقلين ” ونأسف على هذه التسميات ” من الحزب ودوره وفرض سياسته الموالية لطهران على متطلبات السيادة والسياسة العربية والخارجية للبنان , وكان على المسؤولين الأسرائيليين الأخذ بنظر الإعتبار أنّ قطاعاتٍ كبيرة من الشعب اللبناني يحمّلون ما حصل من تدمير بنىً تحتية في حرب 2006 الى حزب الله تحديداً او اولاً لإنّ الحزب هو الذي شرع بالإشتباك مع الصهاينة . وبدا هنا أنّ اسرائيل وكأنها تجاهلت آلية مقولة < فرّق تسد > القديمة .!

منَ الملاحظ في هذا الخضمّ وهذا الزخم أنّ اضواء الإعلام قد غيّرت وجهتها عن ناقلة النفط الإيرانية < غريس 1 > والتي غيّرت ايران إسمها الى < ادريان داريا > , وفي حينها اعلنت طهران عن بيع الناقلة وحمولتها من النفط الى جهةٍ او دولةٍ لم تعلن عن إسمها .! , وبالرغم من أنّ الناقلة الأيرانية هذه هي تحت انظار الأقمار الصناعة والأوربية ووسائل المراقبة والرصد الأخرى , لكنّ ما حدثَ في الضاحية الجنوبية لبيروت مؤخرا في قضية سقوط الطائرتين المسيّرتين الأسرائيليتين , قد غيّر بوصلة الأنظار عن < غريس – ادريان > واجتذبها نحو لبنان الذي غالباً ما كان يختزل ازمة الشرق الأوسط من زواياً عدّة وعلى مرّ السنين .

من المفارقات السياسية أنّ ” الدرونز ” قد فاق صيتها المعنوي والرمزي للمقاتلة الحربية الروسية SU – 35 وكذلك نظيرتها الأمريكية

F 35 من خلال تجييرها وتوظيفها في مهامٍ استخبارية – عسكرية ساخنة ومهما كانت صغيرة الحجم والمساحة قياساً لما يجري من تقنيات وملاحم المعارك والحروب .!

ما حدثَ بعد الوساطة الفرنسية بين الولايات المتحدة وايران , وبضوءٍ امريكيّ خافت من واشنطن ! وبضوءٍ ساطع من بعض دول الأتحاد الأوربي , وخصوصاً بعد الأخبار الواسعة الأنتشار حول احتمال عقد لقاء مشترك بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الأيراني روحاني , وبعض الآمال المفترضة لنتائج هذا اللقاء المرتقب , فقد تمزّقت اوصال حاجز الصوت بأعلان الرئيس الأيراني بأن لا امكانية لعقد مثل هذا الأجتماع دونما رفعٍ للعقوبات الأمريكية على طهران , والعودة للإتفاق النووي السابق .! , بينما عادت واشنطن لتأكيد والتشديد على شروطها السابقة ال 12 على طهران , ونشير أنّ حاجز الصوت الإفتراضي هو وفق ما يجري إعلانه وبثّه في الإعلام!

لكنّ تصريحات كلا الطرفين ومتطلباتها وأبعادها فقد تُعجّل بردّ الفعل العسكري لحزب الله وربما تضاعف من شدته , بالرغم من أنّ ردّ الفعل هذا هو تحت البحث والدراسة المركّزة والتي لا تتحمّل الإطالة والتأخير .! , وبالصددِ هذا فعلائمُ إستفهامٍ تصيب وتنتاب الرأي العام حيال ما ذكرته قيادة حزب الله بأنّ عملها العسكري ضد اسرائيل مرسومٌ أن لا يؤدي الى نشوب حرب .!؟ , وهل يمكن التحكّم المسبق وتحديد ردّ الفعل الأسرائيلي اللاحق والمجهول , وهذا ما تتخوّف منه كلّ الأوساط اللبنانية والعربية , حتى لو كانَ افتراضياً .!