لم تستمر طويلا أكذوبة تفوق وسطوة داعش الحربية بعد ان انكشف زيف هذا الادعاء ابتداءا في صمود ابناء امرلي ودخول ابناء الحشد الشعبي وابطال الجهاد الكفائي والقوات الامنية الى هذه المدينة الصابرة الصامدة ثم توالت الهزائم لهذا التنظيم الاجرامي وبصورة خيالية، لم تكن تتوافق مع ما يشاع عن قوة وخبرة هذا التنظيم الطائفي الإرهابي.
ولم تتوقف هزائم داعش عند هذا الحد رغم الاحتياطات والإجراءات الاحترازية التي اتخذها قادة التنظيم حتى وصلت الى اعدام بعض مرتزقته بحجة الخيانة والإدلاء بمعلومات مهمة الى ابناء القوات الأمنية وأبطال الحشد والمجاهدين لتاتي من بعدها هزيمة نكراء وانتصار مدو لأبناء العراق عندما تم تطهير جرف النصر من براثن الإرهاب وجرائمه اتبعها أبطال البيشمركة بخبر تنظيف ربيعة وزمار والدخول الى شمال الموصل لتضيق الحلقة رويدا رويدا على رقبة وفكر وتمويل هذا التنظيم المتشدد.
قد يتلخص المسار العام لسير المعارك في المرحلة الحالية بعنوان بارز وهو هروب الدواعش وسحقهم وتقدم القوات الأمنية والجهات الساندة وفرار جرذان الإرهابيين الا ان المهم هو ان هذا المسار لم يكن وليد صدفة او مرحلة عابرة ستعود الأمور بعدها الى التراجع والانكسار بل ان التراجع الذي حصل كان مجرد صدفة تداخلت معها المصالح الحزبية والشخصية والفئوية والانتخابية والطائفية ،فكان ان دخلت بعض المناطق ومحافظة واحدة تحت عصمة خليفة المسلمين الأمريكي.ولهذا فان استمرار تقدم القوات الأمنية أصبح حقيقة حتمية ستنجلي معها غبرة الإرهاب والخيانة وسيتم تطهير كل شبر من ارض العراق الغالية وهذا المعنى أكدته الولايات المتحدة الأمريكية الخبيثة عندما قررت تغيير إستراتيجيتها الأمنية والمدد الزمنية للقضاء على داعش.
الأمر الاكثر إيضاحا في تثبيت حقيقة الانتصارات وانتهاء داعش هو تطهير بيجي وفك الحصار عن المصفى النفطي المسمى باسمها،حيث يعتبر هذا الانتصار من الأهمية بمكان للدولة العراقية ،اقتصاديا وسياسيا وامنيا ويمثل ضربة قاتلة للتنظيم الارهابي وخططه ومستقبله،لان تطهير محيط المصفى اسقط كل ما بايدي قادة داعش من تخطيط للمستقبل لانهم كانوا يمنون النفس بالسيطرة على اكبر مجمع نفطي في العراق والاستفادة من عائداته النفطية والتكريرية لتمويل وديمومة القتل والتوسع والفساد وحرمان العراق من موارده ومن الخدمات التي يقدمها هذا المصفى في مجلات تكرير النفط وفي تغذية المحطات الكهربائية.
ان عودة مصفى بيجي الى العمل وعودة شعلة الامل وهاجة تحيل ليل صلاح الدين الى نهار عراقي اصيل انما يمثل انتصارا كبيرا وعنوانا لفجر جديد تؤكد حقيقته، ان انتصار بيجي سيكون الضربة الاقوى التي سيحترق بها هذا التنظيم الاجرامي المتطرف ومرتزقته وحثالاته.