من يقرأ بيان كتلة متحدّون الذي طالب الحكومة بمحاسبة مطلقي أكاذيب جهاد النكاح والاختلاط مع الزائرين , سيصل إلى معرفة الغاية الحقيقية من هذا البيان والتي هي خلط الأوراق ودّس السّم بالعسل , والظهور أمام الرأي العام العراقي أنّ كتلة متحدّون رافضة للاعتداء الصارخ لجريدة الشرق الأوسط السعودية على نساء شيعة العراق ومقدّساتهم والشعائر الحسينية , هذا الاعتداء الذي هزّ الوجدان والضمير العراقي والإنساني , فكتلة متحدّون التي تسير في الفلك السعودي تريد أن تظهر أمام العراقيين أنّها حريصة على شرف وكرامة ومقدّسات العراقيين , وأنّها ترفض المساس بشرفهنّ من التهم التي تناولت أعراضهن , فعمدت إلى خلط الأوراق من خلال ربط جهاد النكاح الذي ابتدعه علماء الوهابية وروّجت له داعش لتشويه مؤسسة الزواج في الإسلام , وموضوع فرية الشرق الأوسط في طعن أعراض نساء شيعة العراق ومقدساتهم وشعائرهم .
أولا : أنّ موضوع جهاد النكاح لم يفت به عالم شيعي ولم تروّج له مؤسسة شيعية أو سنيّة عدا داعش .
ثانيا : أنّ جهاد النكاح ليس كذبة كما تدّعي متحدّون , بل هو سلوك طبّقته ومارسته داعش على الآلاف من المسلمات الملتحقات بداعش من أوربا والبلاد العربية .
ثالثا : أنّ تعرية هذا السلوك المشين والمخالف للدين والأخلاق والقيم , لا يستهدف نساء سنّة العراق والإساءة لأعراضهن بقدر ما يستهدف تعرية داعش وقيمها وسلوكها .
رابعا : أنّ محاولة الربط بين جهاد النكاح الذي هو سلوك داعش وفرية الشرق الأوسط على نساء شيعة العراق , هو خلط للأوراق ومحاولة مكشوفة من متحدّون لتخفيف السخط الشعبي المتعاظم على اعتداء جريدة النظام السعودي على شعب العراق ومقدساته , ولا استبعد أن يكون هذا البيان اللئيم قد كتب في الرياض وأعلن في بغداد .
خامسا : أنّ نفي جهاد النكاح عن داعش هو تنزيه لسلوكها ودفاع مبطن عن منهجها اللا أخلاقي .
سادسا : إنّ الموقف الوطني يوجب على كتلة متحدّون أن ترفض وتستنكر بشكل واضح وصريح كما فعلت كل الكتل السياسية السنيّة في العراق حين أدانت هذا الاعتداء الصارخ على شعب العراق ومقدّساته , وليس من خلال خلط الأوراق ودّس السّم بالعسل .
سابعا : إنّ بيان متحدّون هو الآخر إساءة جديدة لشيعة العراق ومقدّساتهم وهو دفاع مبطن عن داعش وتنزيه لسلوكها .
إنّ أبناء الشعب العراقي الغيارى شيعة وسنّة يرفضون هذا البيان جملة وتفصيلا , ويعدّونه إساءة جديدة أخرى تضاف إلى إساءة جريدة الشرق الأوسط , وأنّ منهج خلط الأوراق ودّس السّم بالعسل لن ينطلي على الرأي العام والشعب العراقي , ومن كان حريصا حقا على شرف العراقيات , كان الأولى به رفض الفتاوى التي أباحت وحللّت هذا السفاح والزنا , وأن لا ينفي هذا السلوك المشين عن داعش بذريعة الدفاع عن أعراض العراقيات , أمّا محاولة الإيحاء بأن جهاد النكاح أكذوبة أطلقها الشيعة على نساء السنّة , فهي القذارة وهي الطائفية البغيضة بعينها .