19 ديسمبر، 2024 5:44 ص

بيان رقم 1- التأريخ القاتل والمعمم المجرم 

بيان رقم 1- التأريخ القاتل والمعمم المجرم 

هامش أنيق : التأريخ وبعض رجال الدين ليسوا  سوى سكاكين تذبحنا وتصلي على جثثنا!
الحقيقة الباهرة أن الطائفيين صوتهم اعلى من صوت الوطن الذين فصلوا الوطن إلى فتات لم يتحملوا الوطن على شكله فأرادوا إلى يرسموه على امزجتهم وطـن للسنة وآخر للشيعة وآخر للكرد. يستمد الطائفيون قوتهم من التجوال في التأريخ بحثا عن الخلافات لا عن الملتقيات والمشتركات الانسانية ثم اي ّ أكذوبة هذا التأريخ الذي يذبح بعضنا آلاخر من أجله وماهو سوى احداث ارتكنت على الرفوف بين الصدق والكذب والمبالغة ؟، كل الامم  الأنسانية لاتعيش في سراديب التأريخ الا العرب تجوب فيه وبفروعه، المستقبل أصبح ارخص من التأريخ وأزهد نعيش من آجل الماضي. يمضي العراقيون وقتا طويلاً في التأريخ المختلف ولو استيقظوا أهل التأريخ وابطاله لذرفوا الدموع ولطموا الخدود وشقوا الجيوب وهم يسألون بعضهم البعض هل يعقل أن العراقيين بهذه البساطة من التفكير؟ هل يعقل أن خلافاتنا التي عمرها اكثرمن 1400 عام  تعود بقوة اليس نحن أمة قد خلت لها ماكسبت وعليها ماجنت ؟!
في اعوام مابعد الالفية يفكر العراقي في احداث التأريخ العتيق والعالم القديم المليء بالتصدع والانهيار عالم الدم والموت والخراب. ينشغل العراقيون في المجهول ويطرقون ابوابه من كل حدب وصوب والدماء وحدها العملة الرائجة عبر التأريخ فضحكات الاطفال تقابلها روايات القتل والسيوف وطخطت  واقتلوهم حيث ثقفتوهم وقطعوا اصلابهم ليعيش  التأريخ القاتل وليموت الأنسان فيه. 
ماذا لو كان العراقيون بلا تأريخ أو ماذا لو نسى العراقيون هذا التأريخ الدموي الذي لم نكسب منه الا الدمار والتفرقة. ماذا لو فكر المعتدلون بتأريخ جديد يحفظ الانسان من الأنسان؟ اي التواريخ اهم تلك التي تشغل الناس عن الحياة أو تلك التي تنعش الحياة وتعطيها زخمها لنقدم هذا السؤال المحوري لو  قدمنا التاريخ الأنساني على التأريخ البدوي أو التأريخ الذي ينتج لنا الدم الأسلامي الا تهدأ قليلا ضروس الحروب من تقطيع جثث شبابنا؟ التأريخ البدوي هو ذلك السيد الذي يجلس على عرش من عظام وجماجم البشر هو التاريخ الذي لايفهم سوى لغة الحروب والدم ومزيدا من التطرف والطائفية، لاعليكم بالتأريخ الاسلامي غير الانساني الذي يزيد عمق الخلافات وصهيل التخلف ويعمق نظرية تجيهل المجتمع مطرزة بعمائم تنتج الموت والتخلف ترتفع فوق وجوه صفراء. ماذا لو كان العراق بلا تأريخ دموي ولا عمامة متخلفة تنشغل في مساحة الخرافات والاساطير و”لاتنظيم اسمنا القاعدة نجيب الراس ونحزه ” ولا رجال دين فارغين لاهم لهم سوى زيادة الموت في المجتمع. 
التأريخ ينتج الدين البشري الشعبي الذي يقسم الناس إلى فريق يقتل فريق حتى يصل إلى الجنة وحور العين وقصور تجري من تحتها الانهار خالدين فيها! بينما الوعي التأريخي ينتج الدين الانساني الذي صورة أنسانية عن قيمة الانسان ويربطه ربطا روحيا بالارض ويشنغل على مساحة المشتركات بين المذاهب والاديان، فكروا معي لو كان التأريخ العربي ميتاً  هل سيقتل لاعبي التايكوندوا ؟ هل سيفجر الامامين في سامراء ؟ هل ستفجر الاسواق والتجمعات الشعبية ؟ هل ستاتي داعش والخارجون عن القانون إلى العراق؟ هل ستحدث نكبة سبايكر هل سينتهك دم الابرياء في الحروب؟ هل سيموت مئات الشباب بلا ذنب ؟ هل سيهجر المئات من الناس من دورهم ويشردون إلى بقاع الارض؟ هل سيكون هذا الشحن الطائفي في مجالسنا؟ هل سيبادر في تعرفك عن صديق جديد شبح السؤال الجديد هل هذا من جماعتنا أم من جماعتهم ؟ اسئلة تائهة تتحول إلى بخار في المعاني أمام التشدد المذهبي وانجرار النخبة إلى مساحة التضاد الطائفي. لندع الحوار في التاريخ العقيم التأريخ القاتل الذي يفرخ مقتولين وذباحين وقاتلين ومجرمين لندع الحوار في خلافتنا ولنتحدث في مشتركاتنا الانسانية لنسد هذه الفجوة لعل اولادنا يعيشون بعيدا عن ضجيج التأريخ وهلوسة بعض رجال الدين الذين ابتلانا الله بهم وابتلوا بنا!

أحدث المقالات

أحدث المقالات