ان أردت ان تسقط دولة، عليك ان تستولي على مبنى الإذاعة والتلفزيون فقط، وتقرأ بيان رقم واحد، لتعلن من خلاله اسقاط النظام الحاكم، و الاحكام العرفية، وتعلق الدستور الحالي بحجة كتابة دستور جديد، وإقامة انتخابات نزيهة وشفافة, هكذا كانت تجري الأمور سابقا
غالبا مثل هذه الانقلابات، لا تجري انتخابات بعدها ولا دستور يكتب، انما تحتكر السلطة بيد أفراد أو حزب واحد أحد، كما حدث في أغلب الدول العربية.
أصبحت هذه الطريقة قديمة، ولم يعد هناك مبنى للإذاعة والتلفزيون ليسيطر عليه، فأغلب قادتنا السياسيين اليوم، لديهم صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، يصدرون بياناتهم ومواقفهم السياسية من خلالها، بل في كثير من الأحيان أصبحت هذه الصفحات تمثل الموقف الرسمي لهذا الزعيم أو ذاك السياسي.
ما نشاهده من تغريدات لسماحة السيد مقتدى الصدر، أو الشيخ قيس الخزعلي، أو الحاج هادي العامري على تويتر خير مصداق على ما ذكرنا.
التعبير عن الموقف السياسي، من خلال وسائل التواصل فيه كثير من الإيجابيات، فبهذه الطريقة يعرف الجمهور التابع لهذا الحزب أو ذاك موقف زعيمهم بصورة مباشرة، بالإضافة لذلك يستطيع هذا الزعيم معرفة عدد جمهوره ومؤيديه، بالإضافة الى موقفهم من الخطوات التي يقوم بها، سلبا او إيجابا، كما ويستمع لمعاناتهم بصورة مباشرة، فيعمل على تخفيفها.
في نفس الوقت لا يخلوا من السلبيات، فقد أصبحت وسائل التواصل بوابة لتسقيط الخصوم، وتحشيد الشارع من خلال اثارت النعرات، والرقص على جراح المواطنين، فكم جاهل طامع بالسلطة أصبح زعيما من خلال الكذب والتدليس على الشعب، فتبعه كثير من السذج، وكم من زعيم سياسي، يحترم الكلمة والمنافسة الشريفة، تعرض للهتك والتطاول من قبل الشعب، بسبب التضليل.
تغريده لمقتدى الصدر، تدير جلسة البرلمان، وتنجح بأفشال تمرير وزراء عبد المهدي، لأنها مخالفة للاتفاق مع كتلة الإصلاح ” حسب اعتقاد الصدر” ومعه الإصلاح قطعا، فيما فشلت تغريده نوري المالكي، التي هددت بفوضى تعم البلاد، ان لم يمرر الوزراء، “ومعه البناء أيضا” من تحقيق العدد الكافي لتمرير الوزراء.
تغريدتان بمثابة بيان رقم واحد، وكلا أراد ان يبين انه الأقوى لجمهوره، من خلال عكس تغريدته على الواقع” البرلمان”.
اما نحن كشعب، ليس علينا سوى متابعة زعمائنا على صفحاتهم، لنتعرف على قراراتهم، ونصفق لهم، ونطبق ما يأمرون.