18 ديسمبر، 2024 9:44 م

أعتاد العراقيون منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 حتى عام 2003 على حكومات ملكية كانت او جمهورية على انها تبادر على ان تبعث بشائر منعشة للنفوس من خلال اصدار بيان هام الى الشعب تعلن عنه قبل ساعات من اعلانه تبدأه بعبارة ( ايها الشعب العراقي العزيز…نذيع عليكم بعد قليل بيانا هاما) ويظل الشعب مشدودا بكل حواسه للمذياع وشاشة التلفاز
، واحيانا يستمر ( القليل) لساعات طويلة ، فيطل المذيع او رجل السلطة واحيانا الرئيس نفسه على الشاشة بيضاء كانت او ملونة او من خلال المذياع ليعلن خبر زيادة في الرواتب او اعطاء منح معينة او امتيازات تقدم للشعب ، فتنتعش حينها النفوس ويستبشر الناس خيرا، وتنفذ الصحف من الاكشاك وتمتلأ المقاهي ويتعالى فيها الضجيج بين مفسر للقرار والبعض يطرح ويجمع ليحدد الزيادة ومقدارها ، وتنتعش الاسواق وتمتلأ بالمتبضعين .
لكننا اليوم ومنذ اول حكومة شكلت في ظل الاحتلال مرورا بحكومتي السيد المالكي حتى الانتصار على داعش في زمن حكومة السيد العبادي الى مظاهرات البصرة ومالحق بها من محافظات والتي كانت تنادي بتحسين الوضع المادي والمعاشي للشعب وحتى تشكيل حكومة السيد عبدالمهدي والشعب ينتظر بشارة او اجراء او قرار ينعشه نفسيا بعدان دب اليأس في النفوس ،واستوطن الاحباط في قلوب معظم العراقيين خصوصا بعد تشكيل الحكومة الجديدة ومارافقها من هواجس ومؤشرات ودلائل على انها حكومة محاصصة وليس حكومة مستقلة تكنوقراط كما جرى الحديث عنها قبل التشكيل ، والسؤال هنا..هل الشعب موعود ببيان( رقم ما )..من حكومة السيد عادل عبدالمهدي يقلب الموازين ويدخل البهجة والسرور الى بيوت وقلوب العوائل العراقية، ام ان زمن البيانات ولى ، وحل محله زمن الوعود والتسويف لحين انتهاء فترة ولاية الحكومة ليعود الشعب ويحلم من جديد بوعود جديدة تتبدد مع مرور الزمن …؟.